القصة الكاملة لمأساة سقوط "عقار عيداروس" المنكوب بالشرقية

شهدت مدينة منياالقمح بالشرقية سقوط عقار مكون من 6 طوابق، يمتلكه الدكتور مجدي عيداروس استشاري المخ والأعصاب بالمستشفي العام بالمحافظة، الذي قام ببناء الطابق الأخير منه في نهاية الشهر الماضي، بعدها قام جاره بالحفر، على عمق 5 أمتار لوضع أساسات برج سكني له، ينوي تشييده، مما أسفر عن سقوط عقار عيداروس.
ووسط صراخ، واستغاثات من الجيران، سقط العقار في زمن لا يسمح لأحد من سكانه بالهروب من المنزل ،الذي يحتوى علي 14 شقة، يقدر سكانها ب30 شخصًا، استخرج الأهالي ذاتيًّا 3 جثث للطالبة رحمة محمد عبدالمجيد (17سنة)، وشقيقتها هاجر (8سنوات)، وطفل يبلغ من العمر6 سنوات.
الطبيب عيداروس مالك العقار المنهار ظل ماكثًا بمحل عمله بالمستشقي العام منتظرًا وصول المصابين من أسفل أنقاض العقار، البالغ عددهم العشرات، لكن حتى صباح الثلاثاء لم تتمكن قوات الحماية المدنية من استخراج أحياء، سوى ماجدة عبدالحميد (35سنة)، وتقى محمد أحمد (14سنة)، ومحمود ماهر عيدارويس (10سنوات).
وصل لمقر المستشفى العام الدكتور شريف ماكين وكيل وزارة الصحة للاطمئنان علي زميله الطبيب صاحب العقار، وبرفقته الدكتور عصام فرحات مدير قسم الطوارئ بالشرقية، وظلا بالمستشقي العام حتى صباح الثلاثاء.
قام أهالي مدينة منياالقمح بالبحث ذاتيًا عن ضحايا العقار المنكوب بوسط المدينة وسط ضعف المعدات، وإمدادات الإغاثة، حتى أن أحدًا لم يخرج، حتى بعد وصول الدعم، وأحد الأوناش التابعة للقوات المسلحة، رغم قيام سيدة بالاتصال بنجلتها من أسفل العقار المنكوب، طلبت منها سرعة إخراجها من أسفل الأنقاض.
وصل خالد سعيد محافظ الشرقية إلي مكان الحادث برفقة اللواء حسن سيف مدير أمن الإقليم، فطالب الأهالي المحافظ بفتح تحقيق شامل مع موظفي مجلس مدينة منياالقمح، والقسم الهندسي لمنحهم تصريحًا لبناء عقار مجاور، رغم وجود تهديد مباشر علي العقار المنكوب، مما أسفر عن سقوطه.
المحافظ يفتح تحقيقًا عاجلًا مع موظفي مجلس المدينة لمعرفة سبب سقوط العقار، وكيفية منح تراخيص بناء لعقار مجاور تسبب في سقوط العقار المنكوب، كما قرر المحافظ صرف مبلغ 10 آلاف جنيه لكل متوفى و2000جنيه للمصابين، في الحادث.