غريب جداً أن تتحول الأيدي الناعمة إلى أيادٍ قاتلة ، ملطخة بالدماء ، والأغرب من هذا أنه حينما امتدت هذه الأيادي لكي ترتكب الجريمة لم تمتد لغريب أو مجهول أو من قسى عليها ، لكنها طالت أقرب الناس وأغلاهم وأحن قلب وهي أمها . جريمة القتل في كل الاحيان تقع من مجرم أو عاطل أو متمرس على الاجرام بقصد الانتقام ، حتى وان كانت القاتلة من بنات او نساء حواء ، فانها تقتل زوج أمها الذي تلصص الى سريرها ليلاً ، أو زوجة أبيها الجافية ، أو حتى ابيها الذي فرط في عرضها أو انتهكها فقررت قتله وبدوافع تبررها . لكن أن تتحول فتاة في صباها الى قاتلة لأمها ، فهي جريمة من نوع جدد تحتاج لتفسير أسباب القتل والجريمة ، فهل قرطت الأم في عرض بنتها ؟، أم رفضت زواجها ممن تحبه ؟ أو كانت ستجبرها على الزواج ممن لا تحبه ؟، ولماذا لم يعترف الأب في بداية الواقعة على ابنته ؟، وهل اعتراف شقيقها بأنها قتلت والدتها يحمل لغزاً ؟ وهل الفتاة وقعت فعلاً في جريمة القتل – حسب اعترافها – أم أن مساومات جرت بينها وبين شقيقها ووالدها – لانعرفها – هي التي أدت الى الاعتراف أمام رئيس مباحث البساتين المقدم " وائل غانم " لتقفل باب القضية على نفسها وترتاح من الام ربما كانت عليها اقوى من قساوة السجن الذي كتبت بتوقيعها قرار نهاية حياتها فيه . فقد نجحت الادارة العامة لمباحث القاهرة بقيادة اللواء " هشام العراقي "، ونائبه اللواء " محمود خلاف "، وجهود ضباط قسم البساتين في فك لغز وفاة سيدة ، وذلك في اطار توجيهات اللواء " خالد عبد العال "- مدير امن القاهرة وفق خطة اللواء " مجدي عبد الغفار "- وزير الداخلية . نهاية الجريمة كانت عند اعتراف " اسماء رجب احمد محمد " ذات الستعة عشر عاماً ، بأنها دفعت والدتها من نظراً لحدوث مشاجرة بينهما قامت خلالها بدفعها مما أدى الى سقوطها وحدوث إصابتها التى أدت الى وفاتها بسبب محاولة المتوفية منعها من الخروج من المنزل ، وبينما ذهب الوالد في البداية لتحرير محضر الوفاة ولم يتهم ابنته في المحضر ، حيث توفت الام بمستشفى الحسين الجامعي وافاد الاب في اقواله انها تعاني من السكر وان انزلاقها من على سلالم المنزل عجل بالوفاة ، الا انه عاد واضاف بأن وفاة زوجته المدعوة " زمزم احمد ابو غادى "- 55 سنة – ربة منزل – ومقيمة 36 شارع سكة عبد الرازق دائرة قسم البساتين جاءت نتيجة دفعها من قبل ابنتها واتهمها بقتل امها . قامت قوة مباحث قسم البساتين بقيادة المقدم " وائل غانم "- رئيس المباحث – تحت اشراف اللواء " هشام لطفي "- رئيس قطاع مباحث جنوب – بالانتقال والفحص وسؤال زوجها المدعو" رجب احمد محمد "- 58 – عامل ومقيم بذات العنوان قرر بان اصابة زوجته حدثت نتيجة انزلاق قدمها أثناء وجودها داخل دورة مياة المسكن وعلل الوفاة بسبب اصابتها بمرض السكر, ولم يتهم او يشتبه فى احد ، وهو ما تحرر عن ذلك المحضر رقم 12733 لسنة 2015م ادارى القسم , وتولت النيابة العامة التحقيق ، الا أنه عاد في الخامس من يناير الجاري لديوان القسم وبصحبته نجله المدعو" محمد رجب احمد محمد "- 33 سنة – عامل ومقيم بذات العنوان وعدل عن اقواله واتهم نجلته المدعوة"اسماء رجب احمد محمد "- 19 سنة – ربة منزل ومقيمة بذات العنوان بتسببها فى وفاة زوجته, نظراً لحدوث مشاجرة بينهما قامت خلالها بدفعها مما أدى الى سقوطها وحدوث إصابتها التى أدت الى وفاتها بسبب محاولة المتوفية منعها من الخروج من المنزل 00 وعلل عدم ابلاغه عن الواقعة فى حينه لاعتقاده ان تلك الاصابة لا تؤدى إلى الوفاة . تمكن ضباط وحدة مباحث القسم من ضبط المتهمة وبمواجهتها اعترفت بارتكاب الواقعة على النحو المشار اليه ، فتحرر عن ذلك المحضر اللازم وبالعرض على النيابة قررت حبس المتهمة اربعة ايام على ذمة التحقيق .