موهبة تحدت الصعاب وخطت العقبات وأحلامها بسيطة وصغيرة كما سنها فهى تبلغ من العمر 13 سنة وتعتبر الأولى فى مصر والوطن العربى فى موهبتها فهى تعزف على آلة (الفلوت) وتمكنت منها فى وقت أبهر الآخرون وعندما تجلس معها وتستمع إلى أدائها تتيقن أنك أمام موهبة فذة سيكون لها شأن عظيم وتتنغم بأناملها على البيانو والأهم فى ذلك دراستها فى إحدى المدارس التجريبية لغات مع كونها من ذوى الإعاقة الذهنية ومن مصابى متلازمة (الداون سيندروم) إنها نيرة عصام محمد محمود. دو – رى – مى – فا – صول – لا – سى – دو – سى – لا – صول- لا – س- دو هو ما أجابتنى عليه (نيرة) وبسرعة عندما أردت منها أن أسمع موسيقاها وكأنها تريد أن تقول لى هذا هو السلم الموسيقى الذى ابدأ به وبعدها تنطلق أناملها لتعرف أحلى الألحان وابتدت تشدو بآلتها أغنية «زورونى كل سنة مرة» وهى التى ستقوم بعزفها فى أحد الحفلات فى فبراير المقبل تقول نيرة (وقد ارتسمت على ملامحها علامات الغضب عندما وجدتنى أكتب اسمها على غير ما أعتادت فكتبته (نيرة) وأمسكت بالقلم وصححت لى اسمها بخطها وكتبت نيرة عصام محمد محمود وتكتب كدا مش زى ما كتبتها انت) وهى تمسك آلتها محاولة تركيب أجزائها لتبدأ بالعزف عليها لأن هعزف أغنية (زورونى كل سنة مرة عايز تسمعها) قلت لها موافق وإذا بوجهها الملائكى يتلألأ على الآلة وكأنها ما يسترو لتغرد حولها ومعها كل الكائنات وبعد أن أنهت من عزفها قالت لى تحب أعزف من النوتة الموسيقية وأخرجت من حقيبتها النوتة الموسيقية وقرأتها بمهارة فائقة وبدأت تعلمنى إياها وكيف تقرأ النوتة وبعد أن أنهت أضافت لى انها تعشق البحر فوالدها من أصول ساحلية اسكندرانى المولد ومغرمة بحمام السباحة وتكون جلستها مع اصدقائها فى النادى حوله كما أنها تحب بعض الأكلات منها السمك والجبنة الرومى والأرز والفراخ والكبده والملوخية والسلطة والشاى والقهوة والنسكافية ومن العصائر المانجو والجوافة والعنب. وعن أسعد أوقاتها ولحظاتها أشارت لى نيرة إلى فترة تدريبها على الفلوات والتى لا تقل عن ساعتين يومياً بجانب وجود صديقاتها من المدرسة والنادى معها دائماً ومنهم نوران وبسنت وسهيلة وغادة وتستمتع دائماً عندما تشاهد أفلام محمد سعد كركر وعوكل واللمبى وبوحة وكتكوت وأحمد حلمى فى أفلام بلبل حيران وعسل أسود وألف مبروك وفيلم أيظن. وعن يومها وكيف تقضيه قالت (فى الدراسة أروح المدرسة (وتعجبت) احضر فى الفصل وأرجع البيت أنام شوية واصح اعمل الواجب وأشوف مذاكرتى مع ماما وألعب فلوت وأنام ولكن فى الإجازة مش بروح المدرسة وممكن أروح النادى لو انا هنا أو أكون فى إسكندرية عند أقاربى). والتقطت منها أطراف الحديث والدتها المهندسة علية حامد السيد قائلة لاحظت عليك علامات التعجب عندما قالت لك نيرة إنها فى المدرسة بل هى فى الصف الأول الإعدادى بإحدى المدارس التجريبية لغات (وزادت دهشتى وسألتها كيف) قالت ان ابنتها نيرة من ذات الملامح التى يراها البعض أنها ليست من ذوى الإعاقة الذهنية وهو ما ساعدنى على التحاقها بالمدرسة وعندما أجريت اختبارات التقديم تجاوزتها وأصبحت فيها منذ رحلة رياض الأطفال حتى الآن (نيرة) لا تطمع فى التفوق الدراسى نظراً للصعوبة البالغة للمناهج ولكنها تكتفى أن تكون فى المستوى المتوسط وألا تقل عنه وهو ما ساعدنا كثيراً فى نجاحها وهى الميزة الموجودة فى مدارس التعليم العام وليست فى مدارس التربية الخاصة التى تجهل قدرات أبنائنا. وعلى الرغم من ذلك فهى ممتازة جداً فى بعض المواد منها الإنجليزى والرياضة بل أنها وكثيراً ما تجيب على الأسئلة الصعبة ودون غيرها من أقرانها الطلاب وحصلت على مكافأة من مدرسيها مرة كانت 50 قرشاً والأخرى كانت 5 جنيهات نظراً لإجابتها المنفردة وعلى الرغم من ذلك تنبهنا إلى ضرورة تميزها فى موهبة موسيقية نظراً لعدم اعتمادها على الرياضة بشكل محترف وعندما قدمنا لها فى معهد الكونسة فتوار تقبلوا فى بادىء الأمر وجودها هناك للتعلم والدراسة على الآلات الموسيقية وبعض فترة اعترضوا عليها نظراً لإعاقتها وتقدم موسيقى لى بتدريب نيرة على الفلوت التى تناسبها من حيث النفس البطىء وقصر أناملها وهى الصفات الموجودة فى نيرة والتى يعتبرها البعض مناطق ضعف فإذا بها تكون طريقها لتعلم الآلة الموسيقية وزصبحت نيرة هي الأولى فى مصر والوطن العربى التى تعزف فلوت على الرغم من حداثة عهدها به فهى تلعب عليه منذ أربعة شهور وابدعت فيها جداً لدرجة أدهشه الموسيقيين الذين أكدوا أن التعلم على هذه الآلة حتى يستطيع المتدرب ان يصدر صوتاً منها لا يقل عن 6 شهور ولكن نيرة ستكون معجزة حقيقية فى خلال 4 شهور تعزف وتقرأ النوتة الموسيقية جيداً وستقدم حفلاً فى فبراير المقبل. ومن هذا التميز لنيرة قالت والدتها علمتنى التعلم واللعب على البيانو حتى أكون بجوارها ومنحتنى عزيمة على الإجادة فيه على الرغم من تعلمى عليه بعد هذه السنوات وتجيد نيرة اللعب على البيانو وهى تعلمنى كيف ألعب على (الفلوت) كما أنها تمتاز بالاعتماد عليها فهى تجيد القيام بالأعمال المنزلية بل أنها تستطيع شراء احتياجاتنا من الخارج وبشكل لا يشك فيه أحد أنها من ذوى الإعاقة الذهنية. وتطالب والدتها ان ترعى الدولة هذه المواهب قائلة أولادنا يمتازوا بنقط لا يراها الآخرون وقد يكونوا مكملين لبعضهم البعض فيجب الاستفادة منهم ونصنع منهم أبطالا بدلاً من العقبات والصعاب التى تواجههم. وقبل أن أهم بلملمة أوراقى همست نيرة فى أذنى قائلة تيجى نغنى ووجدتها فرصة قد لا تعوض وشدونا معاً ومن خلفها بما تحفظه واستمتعت بقضاء وقت معها ولعلها رسالة فى أولادنا مواهب كامنة وعلينا أن نظهرها للنور ونساعدهم على الوصول لاحلامهم. طريقة جديدة للتواصل مع الصم أطلقتها الدكتورة رضا عبدالجابر عبدالحكيم إخصائى مكافحة العدوى بوزارة الصحة بتعلمها لغة الإشارة حتى تستطيع التواصل مع مرضاها الصم وضعاف السمع بل وزادت أنها تلقى محاضرات بلغة الإشارة عن التوعية الأسرية ورفع الوعى الصحى لديهم. تقول الدكتور رضا فى البداية جائنى مرضى من الصم ولم أستطع التعامل معهم مباشرة ووجدتنى حائرة ماذا أفعل وعندما علمت أن هناك مالا يقل عن 3 ملايين أصم فى مصر قررت أن أتعلم لغة الإشارة حتى أستطيع التواصل معهم إذا طلب منى ذلك وبالفعل اجتزتها ونجحت فى تعلمها وتواصل معى الصم وأقنعونى بإلقاء محاضرات عن التوعية الأسرية ورفع الوعى الصحى لهم عن طريق هذه المحاضرات التثقيفية حيث إننى خريجة طب قصر العينى وحاصلة على الزمالة المصرية والبريطانية فى طب الأسرة. ولاحظت التجاوب الشديد من جانب الصم وضعاف السمع وهو ما يدعونا إلى تقديم الجديد فى هذا الشأن ومباشرة لهم ويشعرنا بالفخر اننا نقدم رسالة هادفة. 4 فصول دراسية للإعاقة المزدوجة بالقاهرة والجيزة تدرس فى وزارة التربية والتعليم الخطوات التنفيذية لإنشاء 4 فصول لمزدوجى الإعاقة وعلى أن تبدأ تجربة تلك الدراسة بمحافظتى القاهرة والجيزة. وأشار الدكتور أحمد آدم مستشار التربية الخاصة بالوزارة إلى أن التطبيق سيتم كمرحلة أولى بالمحافظتين وفى حالة نجاحه سيتم تعميمه بباقى المحافظات لتضم فئات الإعاقة السمعية والبصرية كتجربة مبدئية وبواقع فصلين دراسيين بالقاهرة ومثلهما بالجيزة وبالتعاون مع مؤسسة هوب سيتى ومؤسسة نداء وبدعم من صندوق دعم المشروعات التعليمية. كتب – إيهاب صبره طالب خالد حنفى المعين بمجلس النواب بقرار رئيس الجمهورية وهو من (ذوى الإعاقة البصرية) بضرورة تغيير ثقافة المجتمع تجاه ذوى الإعاقة وأن قرار تعيين لمجلس النواب وخاصة إننى من المكفوفين يمثل نقلة نوعية من الدولة تجاه قضايا ذوى الإعاقة مضيفاً أننى لا أمثل ذوى الإعاقة فقط بل أمثل فئات المجتمع ككل وسأناقش مع زملائى كافة القوانين التى صدرت منذ اقرار الدستور حتى الآن، وسيكون لدى الأعضاء من ذوى الإعاقة (ونحن 9 أعضاء داخل المجلس) رؤية عامة لمعالجة قضايا ذوى الإعاقة واقناع باقى النواب بقضايانا، من الجدير بالذكر أن خالد حنفى هو أحد أعضاء لجنة 50 التى اصدرت الدستور الأخير والمسئول عن توفير الإتاحة داخل مجلس النواب لذوى الإعاقة وأشرف على تدريب 240 من العاملين بمجلس النواب على كيفية التعامل مع الأعضاء ذوى الإعاقة وهو المسئول عن الحماية القانونية داخل المجلس القومى لشئون الإعاقة.