size: 14pt; line-height: 115%;" arial="" ,="" sans-serif="" ;="" color:="" red;="" lang="AR-EG"متي نتجرد من سطوة الأنا? في مصر الكل يعمل منفرداً ولا أحد يؤمن بروح الفريق التي قال زويل إنها كانت أحد الأسباب وراء حصوله علي جائزة نوبل الحقد والكراهية والأنانية مثلث مقيت يداهم في وجه كل مجتهد لا لشيء إلا لتشويه إبداعه، وإعاقة تميزه فسرعان ما تدب الغيرة المدمرة في قلوب ضعاف النفوس من الزملاء الأعلي والأدني بل أحياناً تطال تلك المشاعر الرؤساء والمسئولين، هؤلاء يطلق عليهم أعداء النجاح الذين ينتشرون طولا وعرضاً في كل المجالات يضعون في أولوياتهم تثبيط الهمة، تدمير العزيمة وفي سبيل ذلك فهم يعملون منفردين أو متضامنين مع آخرين لزرع العراقيل وإقامة المتاريس أمام كل نجاح وتفوق يرون فيه انتقاصاً لقدرهم وتحقيرا لشأنهم ومرآة لفشلهم وإخفاقهم يكيدون بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة، يبحثون في الملفات القديمة لهذا المتفوق والمؤمن برسالته يبحثون في تاريخ حياته منذ ولادته، ينقبون في شجرة العائلة وصولاً إلي الجد العاشر ربما وجدوا في آدائه مالا يروق لهم وما لا يرضون عنه وكأنهم بذلك يكونون قد وضعوا أيديهم علي الصيد الثمين الذي يمكنهم من كبح جماح ذاك الشخص الطموح يشعرون بالانتصار لأنهم أصبحوا علي مقربة من الانقضاض علي الفريسة ليهزموها بالضربة القاضية، هؤلاء لا يتحركون بوازع من ضمير فمتي استيقظ الضمير سقط الحاقد أمام نفسه كيف يظلم بريئاً من أجل إرضاء غروره وصلفه، الحاقدون يستثمرون الشر الكامن في نفوسهم لإلحاق الضرر والأذي المعنوي والجسدي.. أيضاً كل السبل متاحة أمامهم والتي قد تصل أحياناً إلي حد التكفير.. هؤلاء كالحيات والعقارب ينفثون سمومهم كشياطين ترتدي أقنعة البشر كارهين لذواتهم وللآخرين.. لايبغون سلاماً أو رفعة لأوطان.. فمنفعتهم الشخصية تعلو علي المنفعة العامة، يهذون زيفاً بألف حكاية.. في ضحكاتهم خناجر تدق الرؤوس وتهدم السدود يتلونون حسب الموقف، يجيدون اللعب في الظلام كالخفافيش لا يتحققون لأن حياتهم سلسلة من الإخفاقات لا قيمة لهم ولا وزن إلا بالدهاء والمكر واللعب علي كل الحبال والادعاء بما ليس فيهم، هم جراد يحيط بالمسئولين الذين ينصتون للمتسلقين والمرائين الذين قال عنهم السيد المسيح له المجد: (يا مرائي أخرج أولاً الخشبة من عينيك وحينئذ تبصر جيداً أن تخرج القذي من عين أخيك). لأن اليأس والإحباط تمكن من قلوبهم، يرون في زوال نجاح الآخرين نجاحاً لشخصهم المتدني، فقد يرفع من قدرهم بعض الوقت إنما ليس طوال الوقت. يطفئون المشاعل في العيون، شظاياهم تحرق شلالات المروج.. مع الأسف فإن ثقافتنا المضمحلة كثيراً ما توعز لنا أن نجاح زميل لنا يعوق نجاحنا ويشعرنا بالدونية فالطالب منذ نعومة أظافره يلقنه والده كيف يتفوق علي زميله فلان فهو ليس أفضل منك وكأنه في معركة ليست من أجل العلم بل من أجل فرد لتتكون عنده مشاعر غيرة وبغضاء تظل تلازمه طيلة حياته لا يعلم الوالدان أن المقارنة التي تتسم بالحقد تقتل ملكة الإبداع والابتكار في حياة أولادنا وقد نجد أن الطالب ربما ينقض علي زميله ويتحين الفرصة للانتقام منه علي تفوقه ونبوغه للتنفيس عن غضبه كونه أفضل منه بدلاً من تطوير نفسه ليحذو حذوه. إن فهمنا الخاطئ ولغة الأنا التي تسيطر علي كل مناحي حياتنا تقتل روح المشاركة والسبب الرئيسي يعزي إلي تخلفنا عن مسيرة التقدم التي سبقتنا إليها دول لم تكن يوماً علي خريطة النهضة الحديثة، مع الأسف. في مصرنا الكل يعمل منفرداً ولا يعرف العمل بروح الفريق التي قال عنها العالم المصري الدكتور (أحمد زويل) عند حصوله علي جائزة نوبل حيث أرجع سر تفوقه وحصوله علي أعلي جائزة في العالم إلي الأبواب المفتوحة التي وفرت له سبل البحث العلمي وجميع الإمكانات المادية وأيضاً العمل بروح الفريق الواحد من تعاون وتكامل وكأن الكل في سباق محموم من أجل العلم ولا شيء غير العلم وهناك هدف سام يجمعون عليه ويحققون من خلاله نظرية جديدة قادرة علي خدمة البشرية جمعاء، نظرية من شأنها وضع الحلول أمام بعض المعضلات التي حار فيها العلماء سنوات وسنوات ونجحوا أمام خطوة مستقبلية جادة، شعاع من نور الكل فيها مد يده بالمساهمة الفعالة والبناء من أجل رفاهية الإنسان.. وبنيل الدكتور أحمد زويل الجائزة انتصر ونجح فريق العمل كله.. إنه نموذج مشرف فهكذا ترتقي المجتمعات.. فمتي نغير مفاهيمنا ونحيي روح المشاركة? ومصر يتهددها العديد من الأزمات نشعر بالخوف علي وطننا ونحن نهدر الوقت والجهد في حروب رخيصة يتسابق فيها الكل ليشهر أنيابه ومخالبه ضد الآخر مفجراً كل طاقات الشر التي تكتظ بها الأفئدة بدلاً من نوازع الخير. مازلنا منذ عشرات السنين في مكاننا، مللنا الانتظار لا خطوة تحيي الانتماء الراقد ننتظر الغد والغد، فلنحسن الظن بالآخرين المتفوقين الصادقين في اجتهادهم ونجدد العهد ونعلن علي اليأس غضبة غاضب حطم الصخر وكن للظن خير قاصد فلكل مجتهد نصيب. (إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً) صدق الله العظيم.