استقبل المتحف المصري بميدان التحرير، اليوم الوافدين مجانا، وبالورود والأعلام دون تحمل أية رسوم على الدخول طوال ساعات العمل الرسمية وبتقديم عدد من العروض الفنية والموسيقية، في إطار الاحتفال بالعيد ال113 لإنشاء المتحف المصري. وقال د. ممدوح الدماطي، وزير الآثار، أن أعظم حدث ثقافي في تاريخ مصر والعالم هو افتتاح المتحف المصري يوم 15 نوفمبر 1902. وأوضح " الدماطي"، إن الوزارة أقامت الاحتفال بمرور 113 عام على إنشائه، وذلك لتنشيط حركة الزيارة الوافدة على مختلف المتاحف والمزارات الأثرية، وحث المواطنين للتعرف على معالم الحضارة المصرية وأهمية ما تركه لنا الأجداد من كنوز تؤكد على العبقرية المصرية على مر العصور، الأمر الذي يعمل على تحقيق المساعي المبذولة لاستعادة الدور المجتمعي للمتاحف باعتبارها مراكز تعمل على نشر الوعي الأثري والمعرفي بين مختلف الفئات المجتمعية والعمرية. كما توجه بالشكر إلى وزارة الثقافة لحرصها على التعاون مع وزارة الآثار للمشاركة بالفعاليات، حيث شاركت أمس باحتفالية العيد القومي للأقصر، واليوم بالمتحف المصري بالتحرير. شارك في الاحتفالية وزير الآثار وعدد من الفنانين والشخصيات العامة، ومجموعة من أعضاء جمعية أصدقاء المتحف المصري وطلبة الجامعات، كما تطوع عددا من المرشدين السياحيين بتقديم الشرح للزوار مجانا. ويعد المتحف المصري بالتحرير، أكبر وأول متحف في العالم يضم كنوز الحضارة الفرعونية، ونشأ خصيصا ليكون متحفا عكس متاحف أوروبا التي كانت في الأصل قصورا وبيوتا للأمراء، وأمر ببنائه الخديوي عباس حلمي الثاني، وافتتحه عام 1902، مكلفا المهندس المعماري الفرنسي مارسيل دورونو، بوضع تصميمه، ويحتوي المتحف على أكبر مجموعة من آثار مصر القديمة، وعلى رأسها مجموعة الفرعون الذهبي توت عنخ آمون، كما يضم عددا هائلا من الآثار منذ عصور ما قبل التاريخ منها تماثيل "زوسر، خوفو، خفرع، منكاورع"، وبعض الآثار اليونانية والرومانية. ويتكون المتحف من طابقين، خصص الأرضي منهما للآثار الثقيلة "مثل التوابيت الحجرية والتماثيل واللوحات والنقوش الجدارية"، أما العلوي فقد خصص للآثار الخفيفة "مثل المخطوطات وتماثيل الأرباب والمومياوات الملكية وآثار الحياة اليومية وصور المومياوات والمنحوتات غير المكتملة وتماثيل وأواني العصر اليوناني الروماني وآثار خاصة بمعتقدات الحياة الأخرى"، ويتميز المتحف ببهوه الكبير الذي يرتفع إلى أعلى بارتفاع طابقين لينتهي بقبة كبيرة بها نوافذ زجاجية تنفذ من خلالها أشعة الشمس؛ لتنير داخل المتحف بإضاءة ذاتية، وتتميز عمارته من الداخل بالأعمدة ذات الطابع الفرعوني، التي تحمل عقودا دائرية والممرات والسلالم المزدوجة المصنوعة من الرخام.