مسافر علي الورق أيها الناخبون انتبهوا بدأ مولد الانتخابات.. عاد النواب من القاهرة إلي قراهم ومدنهم.. لبسوا الجلاليب وجلسوا علي المصاطب.. وشربوا الشاي والقهوة مع الفلاحين أبناء دوائرهم.. وراح النواب يمارسون لعبة التعازي والتهاني اعتقادا منهم أن الناس سترضي عنهم ويعطونهم أصواتهم في الانتخابات المقبلة. عاد النواب من القاهرة فتحوا بيوتهم التي ظلت مغلقة لعدة سنوات.. وراحو يستقبلون الناس فيها. وعلي الجانب الآخر فتح العديد من المرشحين جيوبهم علي الواسع.. وراحوا ينفقون ببذخ ما بين مساعدات.. وعطايا.. وغيرها.. وهنا يظهر كدابو الزفة.. ورافعوا المشاعل.. ومطلقوا البخور الذين يلتفون حول المرشح كظله يمتصون دمه وينهبون ماله.. ويضحكون عليه. وفي موسم الانتخابات تنشط تجارة اللافتات ويروج بيزنس الدعاية والإعلان فتكسب المطابع ويثري الخطاطون. وأسوأ ما في الانتخابات هو تلويث الحوائط والجدران باليفط والكتابات الفجة في شكل كريه بعيد كل البعد عن التنسيق الحضاري. كلمة نهمس بها في آذان الناخبين.. نقول لهم انتبهوا حتي تميزوا الخبيث من الطيب والحسن من السييء والمنافق من غير المنافقين.. لا يخدعكم معسول الكلام ولا كذب الوعود.. اعرفوا الصادق من الكاذب.. ولا تعطوا أصواتكم لجاهل أو متخلف و سارق لمال الشعب أو ناهب لدعمه أو متهرب من التجنيد.. أو تاجر آثار. لا تعطوا أصواتكم لأمي.. كل بضاعته أن معه فلوسا.. فالفلوس ليست رخصة للتوجه إلي البرلمان.. فالبرلمان يحتاج إلي رجال مثقفين.. واعين.. متواجدين في دوائرهم بين الناس. أيها الناخبون أعطوا أصواتكم لمن يستحقها فعلاً.. فإعطاء أصواتكم أمانة سوف يحاسبكم الله عليها يوم القيامة فهو سبحانه قد قال .ولاتكتموا الشهادة.. ومن يكتمها فإنه آثم قلبه.. كفاكم أيها الناخبون تصدير أعضاء ليسوا علي المستوي.. وليسوا علي الكفاءة المطلوبة أو النزاهة والشفافية الواجبة. مجلس الشعب مسئولية ثقيلة وأمانة وليس وجاهة اجتماعية ولافتة يلصقها النواب علي ظهورهم. مجلس الشعب ليس حصانة يستخدمها البعض لصالحه الشخصي ويحقق بها مكاسب ومطامع.. كلا مجلس الشعب حصانة تستهدف حرية النائب في نقد الحكومة وكشف أخطائها وتصحيح مسارها. هناك لبس كبير بين المرشحين والناخبين في فهمهم لعمل البرلمان ودوره التشريعي المهم في مسيرة الدولة ورسم خط مستقبلها. صدقوني لو اخترنا مجلساً قوياً بأعضائه نزيهاً بنوابه ذا شفافية وحرية وديمقراطية حقيقية فسوف تنهض مصر إلي الإمام.. أما إذا كررنا تجربة انتخابات 2005 فسوف نري مجلساً به نواب الكيف والتهرب من التجنيد والعلاج علي نفقة الدولة وبائعو تأشيرات الحج وغيرهم.. وغيرهم من الفاسدين الذين دخلوا المجلس في غيبة من وعي هذا الشعب.. ورقابته الضميرية.. أيها الناخبون انتبهوا واحذروا سطوة المال وبطش البلطجة وتحايل الفساد واستغلال النفوذ وصدروا لمجلس الشعب واحداً من الشعب يعيش للشعب وبين الشعب وله تاريخ ناصع مع الشعب ويكون ابنا من أبناء الشعب يثق فيه الشعب.. ويحبه الشعب.. إن مثل هذا هو الذي يستحق بحق لقب عضو مجلس الشعب وغير ذلك من المرشحين لابد أن يلفظه الشعب.