شكري: هناك سوء فهم من الأمريكيين حول نظامنا القضائي.. وكيري: إيران ضالعة في زعزعة الأمن بدول المنطقة

شهد المؤتمر الصحفي المشترك لوزيري الخارجية المصري سامح شكري والأمريكي جون كيري سجالاً حول ملف وأوضاع حقوق الإنسان في مصر وأحكام القضاء، حيث أكد شكري أن هناك سوء فهم وقليلا من المعلومات لدى الأمريكيين حول نظام التقاضي في مصر وأنه يمر عبر عدة مراحل.
ورد شكري علي سؤال صحفي أمريكي حول سجن 18 صحفيا وقال إنه" لايوجد أى صحفي مسجون في مصر بسبب ممارسته لمهنته مؤكدا أن المسجونين بسبب تداعيات وارتباطهم بأنشطة إرهابية وأن القوانين المعمول بها في مصر لزمت حبسهم ويجري توكيل محامين للدفاع عنهم أمام القضاء.
وتابع شكري "أن السلطات القضائية قامت بتوفير محامين لهؤلاء الأشخاص، قائلا إن كل دولة لها قوانين تلتزم بها في مجال تنظيم التظاهر وحماية الأمن فيها، وسيتم التعامل معهم وفقا لقانون التظاهر.
وقال كيري إن الولايات المتحدة مهتمة بملف حقوق الإنسان في مصر وهناك كثير من الخلافات ومن بينها أنه لابد من التفرقة بين من يلجأون للعنف ومن لا يقوم به، وأضاف.."نحن نتفهم أن هناك أعمال عنف بالنسبة لبعض القيادات من الإخوان والبعض الآخر ينتهج السلمية ونعلم أن هناك تحديات تواجه مصر".
وأكد وزير الخارجية الأمريكي خلال المؤتمر الصحفي المشترك في ختام جلسة الحوار الإستراتيجي مع شكري والذي يعقد لأول مرة منذ سنوات طويلة دعم الولايات المتحدة لمصر في حربها على الِإرهاب، والخطوات التي اتخذتها لتحسين أوضاع الاقتصاد.
ووصف كيري العمليات الإرهابية في مصر بأنها"أمر وضيع وخسيس"، وقال إن "القيام بالعمليات الإرهابية ليس له علاقة بالشجاعة.. وهدفه خلق الفوضى، بينما ما يتطلب الشجاعة هو تحقيق الاستقرار ولا نريد أن نقدم لهولاء الذين يقتلون الأبرياء أي أعذار دينية".
وتابع أن المناقشات الخاصة بالعنف والتطرف كانت على قمة جدول أعمال الحوار الاستراتيجي اليوم، مضيفا "نحن نعلم أن داعش مجموعة تتسم بالجبن والمناقشات تناولت داعش والتحديات الخاصة بمواجهة العنف والتطرف".
وأشار إلى أنه اتفق مع وزير الخارجية المصري على أهمية تدعيم العلاقات بين الجانبين في جوانب مختلفة منها العنف ومواجهة التطرف، وقال "أؤيد ما قامت به مصر في مواجهة الإرهاب وما قامت به في الجوانب الاقتصادية وأرحب بمشاركتها في المناقشات الاقتصادية التي ستنعقد في سبتمبر المقبل في أمريكا".
وقال كيري إنه اتفق مع شكري على أهمية أن تكون الانتخابات البرلمانية المقبلة "حرة ونزيهة وشفافة"، موضحا أن "الشهور التي تسبق الانتخابات البرلمانية ستحدد ما إذا كان بوسع مصر أن تحقق التوازن بين مكافحة الإرهاب وحقوق الإنسان".
وشدد على أن "الجهاديين الذين يقتلون المدنيين يجب أن تتم مناهضتهم"، مؤكدا في الوقت نفسه ضرورة أن يكون هناك "تمييز بين من يستخدمون العنف والتطرف للوصول لأهدافهم وبين الذين يرغبون في المشاركة سلميا في الحوار السياسي حتى وإن كانوا في بعض الأحيان يقولون شعارت مختلفة".
واعترف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بأن إيران ضالعة في أعمال زعزعة الأمن والاستقرار في دول المنطقة العربية قائلا " إن الولايات المتحدة الأمريكية قامت بتسمية إيران بأنها الدولة الأولى الراعية للإرهاب في العالم ، واتخذت خطوات على مدى السنوات السابقة للتعامل مع واقع الخيارات المزعزعة للاستقرار التي اتخذتها طهرا.
وأضاف : جلسنا مع إيران لتوقيع الاتفاق النووي وأننا نؤمن بأن التوصل إلى اتفاق سيسمح لنا عدم امتلاكها للأسلحة النووية، كما أنها التزمت باتفاقية منع الأسلحة النووية.
وقال" نريد التأكد من أن البرنامج النووى الإيراني سيبقى سلميا، مؤكدا أن مصر ودول الخليج أصبحوا أكثر أمانا الآن بعد التوصل إلى هذا الاتفاق.
وأكد كيري استمرار التشاور مع دول الخليج لبحث تطورات الأوضاع في المنطقة وكذلك الاتفاق النووى الذى تم الاتفاق عليه مؤخرا مع إيران، مشيرا إلى أنه سيبحث مع المسئولين في الدوحة طرق تأمين مستقبل وأمن المنطقة.
وكان شكري استهل المؤتمر الصحفي بإبراز نقاط الاتفاق مع الجانب الامريكي في عدة قضايا أبرزها ضرورة مضاعفة الجهود لمكافحة الإرهاب والتطرف ومواجهة التنظيمات الإرهابية لما تمثله من خطر على المنطقة.
وأضاف شكري أنه تم الاتفاق على أهمية استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وصولا إلى سلام شامل ودائم في إطار المبادرة العربية للسلام وأكد شكري على دعم مصر الكامل للجهود الأممية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة الليبية لتنفيذ اتفاق الصخيرات وتشكيل حكومة وحدة وطنية وإعادة إعمار ليبيا وتأهيل الاقتصاد الليبي.
وقال شكري إنه تم الاتفاق على أن يكون الحوار الاستراتيجي مرة كل عامين ويتضمن العلاقات الثنائية في مجملها والعلاقات السياسية والاستراتيجية والسعي المشترك للارتقاء بها وإزالة أى عقبات تحول دون تحقيق هذه الأهداف وأنه تمت خلال هذا الحوار مراجعة الأهداف الخاصة بمسار العلاقات المستقبلية سواء كانت في المجالات العسكرية والتنموية والطاقة وقناة السويس وتكتولوجيا المعلومات والثقافة.
من جانبه وصف جون كيري مشروع قناة السويس بأنه مشروع عظيم وسيكون له أثر كبير على حركة النقل في العالم لافتا إلى أن توسيع القناة هو إنجاز عظيم وله أهمية في حركة التجارة العالمية.
وردا علي سؤال حول مدي تورط جماعة الإخوان في أعمال عنف قال كيري: إن لدينا معلومات عن تورط بعض القيادات لكن هذا لا يشمل الجميع، وهناك البعض الآخر يسعي إلي حوار سلمي لخلق التوازن الذي نتمني أن ينعكس علي الانتخابات القادمة، والتي أتمني مشاركة جميع الأطراف السياسية التي تؤمن بالحوار وتنبذ العنف.
وقال إن الإرهابيين الذين يقتلون المدنيين الأبرياء ورجال الشرطة يجب محاكمتهم ومن الضروري أن نفرق بين من يلجأون للعنف ومن يسعون للمشاركة السياسية حتي لو كان ما يقولونه لا يسبب الراحة لبعض الأطراف ولفت الي أنه سيتوجه الي العاصمة القطرية الدوحة للتشاور مع وزراء خارجية دول أعضاء مجلس التعاون الخليجي.
وأعلن شكري أننا اتفقنا علي أن يصبح الحوار مؤسسيا كل سنتين أو بوتيرة أسرع اذا ما اقتضت ذلك الحاجة بطرح مشترك تعبيرا عن الأهمية لمواصلة الحوار والتشاور بين البلدين لتقديرهم لاهمية العلاقة وأثرها الإيجابي علي الاوضاع الإقليمية والدولية.