سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كرم زهدى رئيس شورى الجماعة الإسلامية السابق فى حواره مع «الاخبار المسائى»: السيسى رئيس متدين ومظاهرات الإخوان حرام شرعاً داعش «ممول من الخارج» ولا يحق لأى تنظيم الانقلاب على الدولة
أكد الشيخ كرم زهدى رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية السابق ان الرئيس عبدالفتاح السيسى رجل هادىء الطبع ويحفظ القرآن الكريم ولم ينقلب على مرسى مشيراً الى ان الذى اضاع الإخوان خروجهم على الدعوة . وأضاف ان مظاهرات الإخوان حرام شرعاً لاعتمادهم على عقيدة سيد قطب التى لا يوجد لها دليل شرعى. وأكد فى حواره مع »الأخبار المسائى« على ضرورة ترشيد الخطاب الدينى وفضله عن الخطاب الدعوى مشدداً على ان داعش ممول من الخارج ولا يحق لأى تنظيم او جماعة الانقلاب على الدولة وفى الحوار المزيد من التفاصيل.. فى البداية سألناه.. باعتبارك أحد مهندسى مبادرة وقف العنف عام 1997م ورفض حمل السلاح ووقف الصراع مع الدولة ..ماذا تقول ؟ على المراجعات الفكرية والفقهية داخل السجون للتخلي عن العنف ورفض حمل السلاح ووقف الصراع مع الدولة وقدمت اعتذاراً للشعب المصري عن قتل السادات وجميع العمليات الإرهابية التي تبنتها الجماعة الإسلامية وإن مراجعات التسعينيات أطلقت سراح ما يقرب من 18 ألف سجين ولكن سياسات القيادات الحالية للجماعة تعمل على عودتها مرة أخرى إلى داخل أسوار السجون وبعد كل هذه التجربة لم يوجد أحد منهم يقول لهم إن ما تفعلونه خطأ. لقد بح صوتي وأنا أنادي من فوق المنابر أن اتقوا الله في دماء أبناء هذه الأمة وشباب هذا البلد المسكين- يا أيها الناس توقفوا عن سفك الدماء واعلموا أن رسول الله »صلى الله عليه وسلم« حذر من ذلك فقال: ( ستكون فتن القاعد فيها خير من الواقف، والواقف فيها خير من الماشي ) فماذا كانت النتيجة؟ صرخ غيرنا بأعلى صوته انزلوا واركضوا وقاتلوا واسفكوا الدماء- وكأنهم يصفون لهم الجنة والله يعلم أنهم لخاطئون ذلك بأن العلماء يسمون هذا القتال (قتال فتنة) بعد مرور كل هذه السنوات ماذا تقول للتيارات الاسلامية؟ المراجعات هى أهم وأفضل القرارات التى اتخذتها الجماعة الإسلامية فى مطلع هذا القرن لأنها رجعة إلى الله تعالى بالرؤية الشرعية السليمة والنظرة الواقعية المتوازنة وهي تصحيح للمفاهيم وإثبات لصدق النوايا فيما قامت به الجماعة من أحداث. فعندما تبين لنا الخطأ فى أي مسألة شرعية تراجعنا عنه وأعلنا ذلك على الجميع بكل شجاعة وشفافية. ونتمنى أن تنتهج جميع التيارات والانتماءات الفكرية هذا النهج الحيوى البناء التقدمى من نقد الذات والمراجعة الدائمة وتصحيح الأخطاء حتى تصب جميع الجهود فى المسار الصحيح وفى مصلحة الوطن والأمة. ما الدور الذي قام به اللواء احمد رأفت نائب رئيس جهاز أمن الدولة والمسئول عن الملف الدينى فى إنجاح المبادرة؟ في يوم إلقاء بيان المبادرة جاءنا ضباط أمن الدولة وقالوا لنا إنه سيأتي إلينا قيادة أمنية تمثل الدولة لتتفاوض معنا وبالفعل أتي إلينا اللواء أحمد رأفت وفي الحقيقة هذا الرجل كان ذكيا جدا وكان كريما معنا ومحترما جدا وأول جلسة لنا معه بدأت بعد العشاء وامتدت حتي صلاة الفجر وخرجنا جميعا بانطباع واحد وهو أن الصلح سيتم مع هذا الرجل وكانت الجلسة الأولي عبارة عن مد لجسور الثقة فهم كانوا يريدون أن يتيقنوا من المبادرة ومن قدرتنا علي تفعيلها إذا هم مكنونا من ذلك وهل سيستجيب لنا أبناء الجماعة أم لا فأكدنا له تأكيدا كاملا من سمع وطاعة أبناء الجماعة لنا في الداخل والخارج ولكن في مقابل ذلك ماذا لديك لتقدمه لنا وهل تمتلك أوراقا أم أتيت بيدك فارغة فأجابنا الرجل بأنه هنا يتحدث باسم الدولة والنظام وأن أي قرارات سنتفق عليها سويا جميعها سينفذ وكان هذا الرجل صادقاً وليس مخادعا وما توقعناه في هذا الرجل وجدناه وأكثر، فقد نفذت كل طلباتنا بل أعطونا أكثر مما كنا نتوقع فالسجون تحسنت علي الفور وادخلوا إلينا (ثلاجات وغسالات وبوتجازات ومراوح وتليفزيونات) . ما أشهر القضايا التى أتفقتم عليها في الحوار مع اللواء أحمد رأفت ؟ القضية الأولى كانت وقف تنفيذ جميع أحكام الإعدام علي أبناء الجماعة الإسلامية وتم تنفيذه فعلا ولم يعدم أحد حتي الآن ماعدا واحدا أو اثنين قاموا بإعدامهما ردا علي أحداث الأقصر وعلي تصعيد بعض الإخوة خارج مصر والحقيقة كان هناك وعد من مبارك بالعفو عن الإخوة المحكوم عليهم بالإعدام . وقضية الإخوة الهاربين في الزراعات تعهدنا بتسليمهم بأسلحتهم شريطة أن يخرج منهم من لم يشترك في القتال ومن اشترك في القتال منهم لا يحاكم وإنما يمكث فترة لا تزيد علي خمس سنوات داخل السجن ثم يخرج وقد كان وتم تنفيذ الاتفاق. وقضية الإخوة خارج مصر وطالبنا بعودتهم إلي مصر والذي تورط فيهم في أي عمل لا يحاكم و يمكث عاما أو عامين معتقلا ثم يخرج وقد كان هذا أيضا. وماذا تم بعد ذلك أثناء زيارة اللواء أحمد رأفت لسجن الوادى الجديد؟ وأثناء زيارة اللواء احمد رأفت لسجن الوادى الجديد وكان يضم أربعة آلاف من أبناء الجماعة وكان أحمد رأفت متخوفا جدا وكان يقول لنا أرجوكم لا تخذلوني فكان يخشي من فشل الأمر لأنه لو فشل عندها سيفقد منصبه والأمر فعلا كان خطيرا فأربعة آلاف من أبناء الجماعة لو قمنا بتحفيزهم فسندمر السجن بمن فيه وهذه أول تجربة وكانت في 2001 وعند وصولنا إلي سجن الوادي الجديد كان يشك أحمد رأفت في طاعة أبناء الجماعة لنا فرفض إخراج الأربعة آلاف وأخرج مائتين فقط في اليوم الأول وقد صعق أحمد رأفت من هول ما رآه أمام عينيه من استقبال أبناء الجماعة لنا حيث استقبلونا بدموعهم ومحبتهم الصادقة الخالصة لوجه الله وتقبيلهم أيادينا ورؤوسنا وانبهر احمد رأفت مما رأي ولم يكن يتخيل ذلك أبدا، وفي اليوم الثاني أمر بإخراج كل أبناء الجماعة من عنابرهم إلي فناء السجن وكان مشهدا مهيبا من أجمل لحظات حياتنا التي عشناها يوم أن التقينا بابنائنا داخل السجون وكان أحمد رأفت يأتي بأفخم فراشة للمؤتمرات ويذبح لنا العجول ويأتي بالتورتات والحلويات احتفاء بالمبادرة ولم نجد عناء كبيرا فى إقناعهم بالمبادرة. ماذا تقول عن اللواء رءوف خيرت رئيس قطاع مكافحة التطرف الدينى فى جهاز أمن الدولة؟ اللواء رءوف خيرت كان رجلا بمعني الكلمة أوفي بالعهود فاحترمته الحركة الإسلامية وظل يؤدي واجبه علي أكمل وجه ويثبت أن هناك رجالا في المؤسسة الأمنية قدموا الكثير والكثير لهذا الوطن. وماذا تقول لقيادات الإخوان الحالية؟ راجعوا منهج العقيدة الصحيح للسلف الصالح ولا تعتمدوا علي عقيدة سيد قطب لانه كان يتكلم كلاما أدبيا مؤثرا بلا دليل شرعي وهذا خطأ شرعي كبير جدا. ناقشوا ثلاثة أشياء تكفير الحاكم المسلم وحكم الحاكم المستبدل وهو اعتبار الطائفة الممتنعة عن تطبيق الشريعة خارجة عن شريعة الإسلام وانزالها علي مؤسسات الدولة وكيف انها من حق الحاكم وليست من حق المحكوم فلو ان هناك طائفة ممتنعة فهي نحن وهذا هو نص فتوي ابن تيمية، ثم ان الحاكم المستبدل هو من يحكم بقوانين وضعية وهذا خطأ لأن المستبدل هو من يقول إن القانون الوضعي هو حكم الله وهذا لا يحدث ثم ان هناك فرقا بين الاستبدال والمغايرة. ما رأيك فى انتشار الفكر التكفيرى بين أبناء التيار الإسلامى عندما يعملون بالسياسة؟ هذه من الفتن الكبيرة وهي من أكبر المحن التي لحقت بالمسلمين والفكر الإسلامى وغياب الوسطية الإسلامية خطر كبير على مصر والحركة الإسلامية. لذلك نطالب بترشيد الخطاب السياسي بفصل الخطاب الدعوي عنه وترشيد حضور الدعاة في الميدان السياسي وأن تكون الساحة لذوي الخبرة والمؤهلات والإمكانيات والتجارب الممتدة من الإسلاميين وغير الإسلاميين لأن الطريق الأسهل هو استخدام الخطاب التكفيرى وتكفير وتفسيق الآخر المخالف إذا وجد أحدهم نفسه في موقف ضعيف سياسيًا. فالمخرج أمامه هو التكفير واتهام الآخر في دينه وعقيدته. وربما استخدم الإسلاميون هذا السلاح ضد بعضهم البعض باستخدام التأويلات المختلفة للمسألة الواحدة ونتوقع حدوث ذلك لا قدر الله إذا سارت الأمور على هذا المنوال نحو الانحدار والانقسام والتشرذم. كما أدعو وأنصح شبابنا بالاهتمام بالعلوم الشرعية وتحصيل العلم الشرعي الصحيح من مصادره المعتبرة التي يطمأنون لها. وأهم الضمانات لعدم عودة التكفير وغيره إلى البلاد هي الارتقاء بالبلاد والاهتمام بالمناطق البعيدة التي تفتقر للحد الأدنى من الخدمات. فالفقر بلاء شديد يولد الكفر والتكفير وأن تضمن الدولة المساواة والعدالة الاجتماعية والحرية للجميع. ما السبيل للخروج من الأزمة؟ السبيل للخروج من هذه الأزمة في موقف النبي »صلى الله عليه وسلم« حين مر بجوار الكعبة فوجد الناس يتنازعون أيهم يحمل الحجر الأسود لينال هذا الشرف؟ فاقترح النبي »صلى الله عليه وسلم« أن يأتوا بثوب ويضعوا فوقه الحجر الأسود ثم أمر القبائل أن يتعاونوا في حمل هذا الثوب ويضعوه في ركن الكعبة وبذلك يكون الجميع قد شارك في حمل الحجر وقد نال الجميع هذا الشرف وتعاونوا في أداء المسئولية العظيمة وهكذا يمكن أن نتعاون جميعا في تحمل المسئولية العظمى وهى إدارة شئون البلاد بمشاركة الجميع دون تمييز لذوي القربى أو غيرهم. وأحذر الجميع من العنف الذي سيقضي على الأخضر واليابس وأطالبهم بضرورة أن تكون مصلحة الوطن فوق كل اعتبار وأن نسعى جاهدين إلى تحقيق مصالحة حقيقية. وأؤكد هنا رفضنا التام للدعوة إلى العنف من الجميع ومهما كانت الأسباب قال الله »عزّ وجل« : ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ). ما تعليقك على تصرفات »داعش«؟ إذا كانوا كما يقولون أهل سنة فأولى بهم السير على درب السنة لكن ما نسمعه في الإعلام من قتل (داعش) للمسيحيين وغيره لا يجوز ويؤكد أنهم ممولون من الخارج و(داعش) أو أي تنظيم لا يحق له الانقلاب على الدولة فنحن أمام دولة لا يصرح بالخروج عليها والخروج على الحاكم حرام حتى لو كان ظالما وفاسدا ولو كان الحاكم كافرا ينظر في أمره فإن كان الخروج عليه سيحدث فتنة فلا يجب الخروج عليه. كيف نواجه الأفكار التكفيرية؟ المواجهة تحتاج إلى جهد شديد جدا من العلماء الرسميين وغير الرسميين والعلماء الشباب الذين يستطيعون نشر الوسطية والاعتدال فى المساجد.. ويجب احترام الرأي والرأي الآخر مادام بعيدا عن العنف و الإهانة ويجب علي جميع الأحزاب التعامل مع الأزمة والمحافظة علي الوطن وإعلاء مصلحة مصر فوق كل المصالح لأننا في النهاية كلنا نعيش في وطن واحد يجب علينا أن نحافظ عليه ونعمل علي وضع مصر في المكانة التي تليق بها وان نحافظ علي كل مؤسسات الدولة وخاصة مؤسسة القوات المسلحة لأنها الملاذ الأخير للشعب المصرى. وماذا تقول للتكفيريين في سيناء ؟ إذا أردتم الآخرة فابحثوا عن الدليل الشرعي لأعمالكم وراجعوه مرات ومرات قبل سفك دم امريء واحد فقط فهذه الدماء أغلى عند الله من حرمة الكعبة المشرفة. تعليقك على المظاهرات التي تنظمها جماعةالإخوان ؟ تعتبر »حرام شرعا« في ظل ما تخلفه من قتلى ومصابين. ما تقييمك لموقف ودور الأزهر الشريف؟ الأزهر الشريف نجح فيما لم ينجح فيه أحد بدرء الفتنة داخليا واستعادة دوره باعتباره له مكانة عالية فى مصر وخارجها. والأزهر هو مدرسة ومنهج الوسطية التي نسعى إليها. ونطالب الجميع أن يتمسكوا بالوسطية التي نادى بها الأزهر الشريف وإمامه الأكبر الدكتور أحمد الطيب. ولكن ألا تخشى على هوية الدولة؟ هوية الدولة الإسلامية والعربية لن يستطع أحد الاقتراب منها وخط الحماية لذلك هو الشعب المصري نفسه فهو مسكون بحب الإسلام ولن يستطع أحد فرض هويات غريبة عليه وأظن أن كل القوى السياسية أدركت ذلك فعلينا تجاوز هذه المرحلة إلى مرحلة البرامج. كيف ترى هجوم بعض قادة الجماعة الإسلامية عليكم ؟ هذا أمر طبيعى ومفهوم ويحدث فى كل المجالات والجماعات والتنظيمات فهناك الرأى والرأى الآخر وهناك التنوع والاختلاف وهناك الفهم المختلف والمتفاوت للمسألة الواحدة والله عنده حسن المآب. تعليقك على تحول سيناء إلي معقل لتنظيم القاعدة والجهاديين ؟ قضية سيناء تحتاج إلي منظومة متكاملة من الحلول الاجتماعية والاقتصادية والأمنية كما تحتاج إلي العلم الشرعي الرصين وذلك لأن الدعوة المبنية علي غير أساس علمي شرعي صحيح وعقيدة وسطية لا تؤتي أكلها ولا تثمر غرسها والواقع أنها قشور علمية يعتمد عليها البسطاء في الدعوة يفجر عند الشباب المخلص ثورة علي كل الأخطاء الموجودة ليصورها علي أنها من الكفر والشرك والخروج من الملة ومن ثم تتحول المنطقة إلي مقاتلة بين هذه المجموعات وبين الجيش والشرطة وأهالي المنطقة أحيانا. والحل في ذلك هو انتقال عدد من العلماء إلي هذه المناطق للإشراف علي الدعوة الصحيحة الوسطية وتصحيح المفاهيم أولا لدي القائمين علي أمر الدعوة في المنطقة ثم بعد ذلك لدي الشباب ثم يتم تعضيد هذا الحل بتسكين عدد كبير من شباب الأمة وتمليكهم أراض زراعية وسكنية لتحويل المنطقة الي منطقة حياة خاصة أنها من ناحية الأمن القومي تعد بوابة شرقية لمصر تحتاج الي سياسة خاصة في إدارتها بالحكمة والرأي السديد. كيف نتجنب العنف والتفجيرات التي تجتاح العالم؟ هناك شقان الأول نشر العدل بين الدول الغنية والفقيرة والثاني التنبيه على قضايا الدعوة فالدعوة هي الشيء الوحيد الذي يمكن أن يؤثر في سلوك إنسان مسلم أو غير مسلم ويجب إعداد دعاة مؤثرين والذهاب بهم إلى مختلف أنحاء العالم. ما رأيك في تخوف البعض من أن تعود الجماعة لاستخدام العنف؟ أحمد الله أن قوة المراجعات الشرعية المستندة إلى الصحيح من الكتاب والسنة هي الضمانات الأصيلة لعدم عودة الجماعة إلى العنف لأن الدليل القوي استنبطناه من علماء السلف الذين كانوا يحبون المراجعة في كل عمل وفتوى فمن الخطأ أن يزل العالم لأن بزلته يزل عالم.