رسميًا بعد انخفاضه.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الخميس 8-5-2025 بالبنوك    الخارجية الألمانية تنشر بيانا باللغة الروسية في الذكرى السنوية لنهاية الحرب العالمية الثانية    بث مباشر يلا كورة.. إمام يقود الأهلي لفوز مثير على المصري ويعتلي صدارة الدوري    «الصحة» تنظم مؤتمرًا علميًا لتشخيص وعلاج الربو الشعبي ومكافحة التدخين    رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية يهنئ الكنيسة الكاثوليكية بانتخاب البابا روبرت فرنسيس بريفوست    أخبار مصر اليوم.. بوتين يستقبل السيسي في الكرملين    محافظ سوهاج يبحث تطبيق الهوية البصرية على الكوبري الجديد بالكورنيش الغربي    هيبة: مصر أنفقت 550 مليار دولار على تحسين البنية التحتية خلال 10 سنوات| خاص    مستشار وزيرة التخطيط: 44% من القوى العاملة بحلول 2030 ستكون من الجيل التكنولوجيا الحديثة    محافظ سوهاج يتفقد مركز الكوثر الطبى ويوجه بخطة عاجلة لتشغيله    النواب يناقش تعديل قانون مهنة الصيدلة وتنظيم إصدار الفتوى الشرعية    ريتشارليسون يتصدر تشكيل توتنهام أمام بودو جليمت بنصف نهائي الدوري الأوروبي    محمد فوزى: التحركات المصرية القطرية الهامة تأتى فى ظل وضع إنسانى صعب بغزة    ترامب: انتخاب بابا للفاتيكان أمريكى للمرة الأولى شرف عظيم    "أوتشا": عنف المستوطنين بالضفة الغربية فى تزايد    انطلاق قوافل المراجعة النهائية المجانية لطلاب الشهادة الإعدادية بالأقصر (صور)    بعد قليل.. الأهلي والاتحاد.. نهائي كأس مصر لكرة السلة    نفس توقيت نهائي الكأس.. ديسابر يعلن ضم ماييلي لقائمة الكونغو الديمقراطية في يونيو    كرة يد - قبل مواجهة الأهلي.. الزمالك يتعاقد مع 3 لاعبين    ضربها بحزام وصورها عارية.. علاقة عاطفية تنتهي في جنايات كفر الشيخ    محافظة القاهرة: حريق شركة الأدوية لم يسفر عن إصابات    معدات ثقيلة لرفع سقف موقف قوص المنهار فوق 40 سيارة (صور)    انتشال جثمان عامل من غرفة تفتيش صرف صحي بالمنيا    تقرر مد مسابقة توفيق الحكيم لتأليف المسرحي .. اعرف تفاصيل    «كان يخاف ربه».. هالة صدقي تحسم جدل أزمة طلاق بوسي شلبي من الراحل محمود عبد العزيز    ما تأثير الحالة الفلكية على مواليد برج الحمل في الأسبوع الثاني من مايو 2025؟    أكشن بتقنيات عالية.. الإعلان التشويقي لفيلم المشروع X ل كريم عبد العزيز    MBC مصر تعلن موعد عرض مسلسل "بطن الحوت"    فعاليات تثقيفية متنوعة ضمن دوري المكتبات بثقافة الغربية    مسابقة قرائية بمكتبة مصر العامة    ياسمينا العبد: كنت متأكدة إني هبقى سبب فشل مسلسل «موضوع عائلي 3» (فيديو)    أمين الفتوى: لا يجوز للزوج أخذ "الشبكة" من زوجته رغمًا عنها بعد الزواج    علي جمعة: السيرة النبوية تطبيق عملي معصوم للقرآن    ب3 مواقف من القرآن.. خالد الجندي يكشف كيف يتحول البلاء إلى نعمة عظيمة تدخل الجنة    السبت المقبل.. 23 ألف طالب يؤدون امتحانات الفصل الدراسي الثاني بجامعة أسوان    انطلاق المؤتمر الثالث لوحدة مناظير عائشة المرزوق في مستشفى قنا العام    محافظ سوهاج يوجه بسرعة استلام وتشغيل مركز الكوثر الطبي خلال أسبوعين    القومى للبحوث: اكتشاف إنزيم مهم من فطر الاسبرجليس لتقليل الكوليستيرول بالدم    الدخان الأبيض يعلن بدء رحلة بابا الفاتيكان الجديد.. الأجراس تدق والاحتفالات تملأ الشوارع    رابط نتيجة الاختبارات الإلكترونية للمتقدمين لوظائف معلم مساعد مادة رياضيات    خبراء يحذرون: الزمن هو الخطر الحقيقي في النزاع النووي الهندي الباكستاني    محافظ الجيزة: تحسين كفاءة النظافة بمحيط المدارس استعدادا للامتحانات    الرياضية تكشف موعد انضمام ماركوس ليوناردو لتدريبات الهلال    وزارة الشباب والرياضة ... شكراً    طلاب جامعة الدلتا التكنولوجية يشاركون في معرض HVAC-R.. صور    محافظة الجيزة ترفع 150 طن مخلفات في حملات نظافة مكبرة    "10 دقائق من الصمت الواعي".. نصائح عمرو الورداني لاستعادة الاتزان الروحي والتخلص من العصبية    محافظ مطروح يتفقد تصميمات الرامبات لتيسير التعامل مع طلبات ذوي الهمم    انخفاض عمليات البحث على "جوجل" عبر متصفح سفارى لأول مرة لهذا السبب    نائب وزير الصحة يتفقد وحدتي الأعقاب الديسة ومنشأة الخزان الصحية بأسوان    تكثيف جهود البحث عن فتاة متغيبة منذ يومين في القليوبية    تركيا: إسرائيل تمنع إيصال المساعدات الإنسانية وتحاول تهجير الفلسطينيين وتثبيت وجودها في غزة بشكل دائم عبر توسيع هجماتها    خالد بيبو: كولر ظلم لاعبين في الأهلي وكان يحلم بالمونديال    اختناق 4 أشخاص في حريق بمكبس كراتين خردة بسوهاج    ميدو يفجّرها: شخص داخل الزمالك يحارب لجنة الخطيط.. وإمام عاشور الأهم وصفقة زيزو للأهلي لم تكن مفاجأة    الإسماعيلي ضد إنبي.. الدراويش على حافة الهاوية بعد السقوط في مراكز الهبوط    الجيش الباكستاني يعلن إسقاط 12 طائرة تجسس هندية    سبب إلزام النساء بارتداء الحجاب دون الرجال.. أمين الفتوى يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نطالب بإعدام هشام طلعت الذي تخفي وراء التقوي وسار علي نهج زعماء العصابات
نشر في المسائية يوم 26 - 09 - 2010


في مرافعة للنيابة استمرت 3 ساعات:
السكري تحول من رجل شرطة إلي سفاح مأجور من أجل حفنة دولارات
جئنا اليوم إلي ساحتكم المقدسة هذه نحمل اليكم كلمة المجتمع الذي منحنا شرف تمثيله في واحدة من القضايا التي حظيت ومازالت تحظي باهتمام غير مسبوق ومتابعة دءوبة من الرأي العام المصري والعربي، اهتمام ومتابعة يقف وراءهما تعدد جنسيات اطرافها ومسرح احداثها صفة ومكانة المجني عليها والمتهمين فيها، حجم عدد المتعاملين مع الكيان الذي كان يرأسه احد المتهمين فيها رغبة عارمة وشغف كبير لدي رأي عام يريد الاطمئنان إلي أن المال والسلطة لايعصمان صاحبهما من العقاب إذا اجرم وان الشريف يستوي مع الضعيف في تطبيق القانون.
بتلك الكلمات بدأت النيابة العامة مرافعتها امس علي مدار 3 ساعات امام محكمة جنايات القاهرة برئاسة القاضي عادل عبدالسلام جمعة في جلستها الحادية عشرة من اعادة محاكمة رجل الاعمال هشام طلعت مصطفي وضابط امن الدولة السابق محسن السكري المتهمين بقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم عمدا مع سبق الاصرار والترصد أواخر شهر يوليو من العام 2008 بمسكنها في امارة دبي بدولة الامارات العربية المتحدة، ووسط حضور اعلامي كبير وحراسة امنية مشددة بدأت وقائع الجلسة أمس في تمام الحادية عشرة والنصف صباحا بعد توقف المحاكمة لمدة 3 اشهر بسبب ازمة جناحي العدالة (المحامون والقضاة) حيث ورد لهيئة المحكمة كتاب قطاع التعاون الدولي والثقافي بوزارة العدل مرفق به صورة مذكرة سفارة لبنان بالقاهرة ومعه تبليغ موثق من عادل معتوق زوج المجني عليها السابق لابلاغ محكمة جنايات القاهرة- الدائرة الرابعة والذي تضمن عدم تراجعه عن القضية مهما كانت الاسباب، كما قدمت النيابة العامة كتابا من وزارة الخارجية مرفقا به الاوراق القضائية الصادرة عن محكمة جنيف تتعلق بالقضايا المقامة من هشام طلعت ضد المجني عليها سوزان تميم بإعادة الاموال التي استولت عليها منه، بعدها استمعت المحكمة ودفاع المتهمين بالجلسة الي مرافعة النيابة العامة التي مثلها المستشار مصطفي سليمان المحامي العام الاول لنيابات استئناف القاهرة والمستشار مصطفي خاطر المحامي العام لنيابات شرق القاهرة الكلية حيث استعرضت النيابة وقائع القضية وتعرضت لادلة الاثبات ضد المتهمين تفصيلا من ادلة قولية تتمثل في اقوال الشهود في القضية وادلة فنية وجنائية من تقارير لمصلحة الطب الشرعي بشأن فحوص البصمة الوراثية وتشريح جثة المطربة القتيلة وتقارير البصمات وتسجيلات صوتية بين هشام طلعت مصطفي ومحسن السكري تظهر اتفاقهما علي تدبير الجريمة وكيفية تنفيذها كما ضمت ادلة الاثبات تسجيلات اخري مصورة التقطتها كاميرات المراقبة بإمارة دبي لمحسن السكري وهو في طريقه لتنفيذ الجريمة.. الي جانب بعض الاحراز المضبوطة في القضية والتي من بينها الملابس التي كان يرتديها السكري اثناء ارتكابه للجريمة والتي وجد عليها اثار دماء تعود للمطربة القتيلة وله، وتم العثور عليها في الطابق الاسفل لشقة القتيلة الي جانب السكين المستخدم في ارتكاب الجريمة وايصالات شراء الملابس والسكين المرتبطين بالحادث وغير ذلك من الادلة التي سردتها النيابة.. واستكملت النيابة العامة مرافعتها بأن قضية اليوم هي قضية قتل عمد مع سبق الاصرار والترصد.. قضية ازهاق نفس بشرية بدون وجه حق.. قضية فساد وافساد في الارض، سمات الواقع فيها ثراء ونفوذ.. طمع وشر.. غرام وهيام، هجر ونفور، جحود ونكران، حماقة وتهور، تهديد ووعيد، غدر وخيانة، وحشية وانتقام، قتل وتنكيل، بهتان وتضليل، ذل ومهانة بعد عز وكرامة.
تجرد من القيم
قضية رجلين غرتهما الحياة الدنيا بما لهما فيها من مال وسلطان واتبعا شهوتيهما في حب النساء والمال فسقطا في مستنقع الجريمة ولاريب في انه قد عرضت امام عدلكم الكثير من قضايا القتل وفصلتم فيها بميزان العدل ولكننا اليوم امام قضية تختلف عن مثيلتها لا من حيث الاركان القانونية المعروفة لقضية القتل ولكن من حيث صنف المتهمين فيها والظروف والملابسات، فالمتهمان فيها صنف آخر من الجناة الذين اعتدنا علي رؤيتهم ومثولهم في مثل تلك القضايا واسمحوا لنا قبل ان نعرض وقائع الدعوي وظروفها وملابساتها ان نبين من هما المتهمان فيها ولماذا هما مختلفان عمن ألفناهم من متهمين.
قالت النيابة إن المتهم الأول محسن السكري رجل من أصحاب الشركات الخاصة حاليا رزقه الله بالمال الكافي ليحيا وذووه حياة كريمة وحباه بقوة البنية وفتولة العضلات كان يعمل ضابطاً بجهاز مباحث امن الدولة في مكافحة الإرهاب والتطرف.. الجهاز الذي يحمي أمن الوطن وأمانة الجهاز الاهم في وزارة الداخلية ولكنه يحمل في ذات الوقت بين جنبيه نفساً شريرة.. نفسا غير قنوعة أغرته بقوته وجعلت حبه للمال اكبر من تقديره للرسالة الجليلة التي كان يضطلع بها فاستقال من عمله واخذ يبحث عن المال الذي اصبح هدفه ومبتغاه، يسعي لجمعه بشتي الوسائل ومن أجله يستبيح كل الحرمات ويضحي بكل غال ونفيس.
فتحول من رجل شرطة مهمته الأولي توفير الأمن وحماية ارواح المواطنين إلي قاتل اجير.. سفاح مأجور اسوأ انواع المجرمين قاطبة، بل اسوأ صنوف البشر.. تجرد من القيم وصار ممن يكدرون الأمن ويروعون الآمنين ويزهقون الأرواح مقابل حفنة من المال ووراء شهواته فأشبعها بالدماء والمال الحرام بل والمتعة الجنسية الحرام وها هو اليوم يجني ثمرة ذلك الفساد وتلك الاستهانة بالحرمات وصدق بن عطاء السكندري في قوله:
"ما بسقت أغصان ذل.. إلا علي بذرة طمع"
قاتل محترف
والمتهم الثاني هشام طلعت مصطفي رجل من كبار رجال الأعمال في مصر.. سطع نجمه وذاع صيته في مجال العمل في ميدان المقاولات وأرسي فيه كياناً اقتصادياً كبيراً فعلا شأنه وازدادت ثروته حتي أصبح يشار اليه بالبنان ثم اتجه إلي العمل العام وصار عضوا بالحزب الحاكم فنائباً بمجلس الشوري ووكيلاً لاحدي لجانه بعد ان حاز ثقة الناس فمنحوه أصواتهم والتفوا حوله بالخداع حيث استطاع ان يتخفي وراء قناع من البر والتقوي ويخفي حقيقته كقاتل محترف يسير علي نهج كبري العصابات ولو لم يقتل بيده.. فاكتسب جانباً من السلطة وصارت له مكانة رفيعة مرموقة في المجتمع وأصبح يحلق في سمائه بجناحي المال والنفوذ ولما اجتمع له المال والسلطان ظن ان الدنيا قد حيزت له وخضعت وان ما يشتهيه يجب ان يحصل عليه وانه متي امر فقد وجبت طاعته.
منح المال والبنون والصحة والسلطة والنفوذ ولكنه لم يقابل ذلك بالشكر لله والعرفان بل بالجحود والنكران ففعل ما فعل واقترف ما اقترف وسقط في هاوية الاجرام وارتكب من الاثام اشدها وساهم في قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وصار من المفسدين في الارض فأضاع نفسه بماضيها وحاضرها ومستقبلها وحق عليه الهوان وأشد العقاب وصدق الشاعر في قوله:
"إذا جلت الذنوب وهالت.. فمن العدل أن يهول الجزاء"
ثالثهما الشيطان
أكدت النيابة أن وجه اختلاف المتهمين عن غيرهما من الجناة الذين ألفنا مثولهم في مثل تلك القضايا يرجع إلي ان كليهما تغيب عنه الاسباب والبواعث المعتادة لارتكاب مثل هذه الجريمة النكراء.. فكلاهما كان آمناً في وطنه معافي في بدنه ورزقه الله المال والبنون، ولكنها النفس الامارة بالسوء التي ان رزقت بخير وفير طغت وان عوفيت بغت وتجبرت وان ابتليت بعدم الرضا فلن تشبع أبدا وان انحطت بشهوتها كانت ادني خلق الله منزلة.
فالمتهم الأول لم تكن له ثمة صلة تربطه بالمجني عليها. كانت معرفته بها من خلال وسائل الاعلام المرئية والمقروءة وبالتالي لم يكن بينهما ضغائن شخصية أو خصومة ثأرية تبرر القتل. الباعث الوحيد هو المال تنفيذاً للاتفاق الذي ابرمه مع المتهم الثاني وكان ثالثهما الشيطان.
أما المتهم الثاني فمهما أخذت من ماله برغبته وإرادته ومهما استباحت مشاعره واستهانت بحبه ولم تقدر عواطفه فليس ذلك مبرراً لقتلها ومن ثم فهي لا تستحق القتل.
مذعورة
أما المجني عليها في القضية فهي سوزان عبدالستار تميم فنانة لبنانية شابة شاء حظها العثر ان تتعرف علي المتهم هشام طلعت مصطفي لمساعدتها في حل بعض أزماتها لم تكن تدري أن شرا مستطيرا ينتظرها من جهته وأن نهايتها ستكون علي يد قاتل استأجره لذلك فشغفته حبا إلا انها لم تبادله حباً بحب فأعرضت عنه وهجرته الي آخر فعز عليه ذلك بعد كل ما قدمه اليها من حب وأموال ومساعدات وهو الآمر الناهي ومن يعتقد ان الدنيا قد باتت تحت قدميه فحاول ان يعيدها اليه بالوعد تارة وبالوعيد تارة أخري فلما استعظمت عليه واستعصت شق ذلك علي نفسه واتخذ قراره بقبض روحها وكأنه وحاشا لله من يقرر المصير ويحدد الأجل وعهد بتنفيذ ذلك الامر إلي 000(المتهم محسن السكري الذي ارتدي ثوب ملك الموت وتوجه لمسكنها وانتزع روحها من جسدها انتزاعاً وقدمها قرباناً للمتهم الثاني) في عدة دقائق تحقق في نهايتها الموت ولكن ليس ككل موت موت مصحوب بالألم والطعنات والذبح والدماء. موت بلا رحمة ولا شفقة ولا مروءة ولا نخوة ولا رجولة وماتت المجني عليها التي كانت تعيش كالمطارد تهرب من مكان لآخر خائفة مذعورة شريدة وحيدة بعيدة عن أهلها وذويها.
"أدلة الإدانة"
وقال المستشار مصطفي سليمان:
كانت تلك وقائع الدعوي واما الدليل عليها فلقد000( ذخرت أوراق القضية وفاضت بالادلة الدامغة والاسانيد القاطعة والبراهين الساطعة سطوح الشمس لكل ذي عينين علي ارتكاب المتهمين لجريمة قتل المجني عليها) عمدا مع سبق الاصرار وعلي ارتكاب المتهم محسن السكري فضلا عن ذلك لجريمتي احراز سلاح ناري مششخن مسدس وذخيرة بغير ترخيص وهذه الادلة جاءت متعددة متنوعة متساندة يؤازر بعضها بعضا انسابت الينا من خلال التحقيق الابتدائي والتحقيق الذي اجرته المحكمة انسياب النهر المتدفق.
كانت تلك وقائع القضية المعروضة أمام عدالتكم والأدلة عليها والتي تقطع بما لا مجال معه للشك بارتكاب المتهمين للجرائم المسندة إليهما.
جريمة تحالف فيها المتهمان القابعان خلف القضبان مع الشيطان اللعين واتخذاه من دون الله وليا فكان لهما الغاوي والدافع والمعين تسابقا مع الشيطان أي منهما يفوز بذلك الذنب العظيم.. وصدق فيهما قول الشاعر: وكنت فتي من جند ابليس.. فارتقي بي الحال حتي صار ابليس لي جنديا.
جريمة اليوم يا سادة العدل فساد في الأرض سفك للدماء خرق لشرع الله مجاهرة له بالعداء في ملكه.. مأساة فظيعة امتدت بآثارها ومؤثراتها علي الرأي العام المصري والعربي فصدمت مشاعره وهزت وجدانه وزلزلت كيانه ولا يزال وقعها وصداها حتي هذه الساعة مخيما علي كل بيت منذ أن وقعت أحداثها المفجعة والمؤلمة يوم 28/7/2008 انتظارا لحكمكم العادل.
جريمة بدأت بإصرار مسبق وقصد صريح ونية مبيتة وعزم معقود وهاجس يبعث به الشيطان إلي نفس المتهم الثاني ليقلق منها المضجع وليوغر منها الصدر وليزيد فيها الحقد.
ووسط تفكير هاديء وروية وشفاء لما في صدره من غيرة يتخذ قراره بالانتقام من المجني عليها بقتلها وبتدبر الأمر ويستحضر شيطانه علي عجل ويعقد معه الجلسة تلو الأخري ليبارك له سوء قصده وليدبر له الوسيلة فيتفق مع المتهم الأول علي ازهاق روح المجني عليها مقابل حفنة من المال وظل يتابعه ويحرضه ويلاحقه ويحثه علي ارتكاب الجريمة لما وجده فيه من قساوة قلب واستعداده لاقتراف ذلك الإثم.
فظل المتهم الأول يعد العدة ويتحين الفرصة ويرتقب الموعد ويخطط ويدبر حتي تيقن من وجود المجني عليها بمسكنها فتسلل بالخديعة والغدر إلي ذلك المكان الآمن وتجلت بشاعته في قساوة الأسلوب الإجرامي الذي قارف به جريمته والذي فاق به أساليب الوحوش الكاسرة عندما تنشب مخالبها في أجسام فرائسها وتمتص دماء ضحاياها وهي شجية ومنتشية يالهذا القلب القاسي المتحجر العاتي ويا لهذه النفس المتدنية الشريرة الفاجرة.
يا له من يوم ضاقت فيه الأرض بما رحبت زلزلت الأرض زلزالها أتي فيه السماء بدخان مبين.
وترك المتهم الأول مسرح الجريمة ظنا منه بارتكابه الجريمة الكاملة وانساه الشيطان ذكر ربه فنسي انه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور أولم تعلموا أن الله ليس بغافل عما يفعل الظالمون ولكن "ختم الله علي قلوبهم وعلي سمعهم وعلي أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم".
إني لاستشعر المجني عليها تدخل عليكم من باب هذه القاعة فزعة مزعورة تهرع إليكم تتشبث بمنصتكم العالية تروي بدموعها ما لاقته من فزع وألم تستجدي قصاصكم العادل.
اني لاستشعر يوم القيامة أمام عيني وأري المجني عليها باكية متألمة ممسكة بتلابيب عرش الجبار مناجية له يا رب اين قصاصك العادل.
استشعر دماء تغلي بشرايين أهل المجني عليها وذويها يطلبون القصاص انه في القصاص شفاء لما في الصدور أستشعر آلام المجتمع وجراحه من مرض خبيث ألم به أعضاء فاسدة حق بترها وجدت المجتمع بأسره يرفض الجريمة التي أوراقها بين يديكم وفي قلب المجتمع لوعة وفي نفسه حسرة وفي رأسه رجاء توجه به إلي عدلكم أن يكون الجزاء رادعا.
"ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون" تلك كلمات المولي عزوجل شأنه تضعها النيابة العامة بين أيديكم وقد أدت امانتها وجاءت بالمتهمين مكبلين بآثامهما فهما القاتل والمحرض والمروع للآمنين في ديارهم لقد منحنا المجتمع شرف تمثيله أمام عدالتكم وأخذ علينا عهدا أن نعود إليه حاملين قضاءكم العادل عزاء وفداء.. عزاء لأسرة المجني عليها وذويها وفداء لكل قيم المجتمع التي انتهكت ولروح المجني عليها المسلوبة.
ليكن حكمكم رسالة حق ونبراس هداية وصيحة مدوية أن البشرية لن تعود ابدا لعصر الغاب "وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون" ليكن في قصاصكم المثل والعبرة لتشفي قلوب قوم مؤمنين وليعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون وليعلم الكافة أنا كذلك نفعل بالظالمين.
وبناء علي ما تقدم فإن النيابة العامة تطالب بتوقيع أقصي العقوبة المقررة قانونا علي المتهمين ومصادرة المبالغ النقدية والسلاح الناري والذخيرة وجميع المضبوطات المتعلقة بالجريمة إعمالا بنص المادتين 30 من قانون العقوبات و30 من قانون الاسلحة والذخائر.
وقررت المحكمة التأجيل لجلسة اليوم لسماع مرافعة الدفاع والتي تبدأ بالمدعين بالحق المدني مع استمرار حبس المتهمين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.