لم تكن «المصرى اليوم» - رغم اعتزازى وتقديرى لتجربتها المهنية - الوحيدة فى الصحافة خصوصاً «الخاصة» الذى تسلل إليها التمويل الأمريكى الصهيونى لتنفيذ «الفوضى الخلاقة» الأمريكية فى مصر والمنطقة.. فقد سبق صدور المصرى اليوم - صحيفة أخرى هى «نهضة مصر» صحيفة يومية سياسية لكنها ولدت مع إعتزازى ميتة.. ولم يتوافر لها عوامل النجاح المهنى كما توافر «للمصرى اليوم» فإدارة «نهضة مصر» معلوم حجم علاقاتها النافذة على الأمريكان والسفارة الأمريكية فى مصر لكن على مايبدو وفان «التمويل» لم يخصص للصحيفة بالكامل وفشلت فى تنفيذ الأجندة الأمريكية حتى توقفت عن الصدور نهائياً وأنهارت تحت وطأة الخسائر والإفلاس رغم جهود مهنية لزملاء كانوا يتوسموا فيها تجربة صحفية فريدة والتمويل الأمريكى لم يكن لنهضة مصر وحدها كجريدة بل اتجه نحو مشروع انتاج افلام سينمائية تثير الفتنة وتهدم ثوابت الثقافة والهوية المصرية وهو ما تبدى فى أفلام تم الإتفاق على الدعاية لها عشرات الملايين تحديداً 45 مليون جنيه فى حين أن ايراداتها لم تتجاوز ال 3 ملايين أو الأربعة ملايين جنيه مثال فيلم «ليلة البيبى دول» من أنتاج مؤسسة جودنيوز التي يترأسها الاعلامى الأشهر صاحب نهصة مصر و (العالم اليوم) الصحفى «عماد أديب». - المهم أنا هنا أرصد واقعاً حدث بالفعل وكشاهد عيان - ففى عام 2004 وعام 2005.. شاعت تسريبات من هنا وهناك تتحدث عن اختراق أمريكى صهيونى للإعلام والصحافة والسينما فى مصر .. حيث كانت واشنطن تسعى لتجميل وجهها القبيح الذى تكشف بعد غزو العراق وأكذوبة أسلحة الدمار الشامل العراقية وتدمير العراق والاستيلاء على ثرواته وبتروله.. حيث تكبدت الخزانة الأمريكية مئات مليارات الدولار فى حربها العسكرى فى العراق مما شكل ضغطاً على المواطن الأمريكى من دافعى الضرائب وهو ما جعل «الكونجرس» يهاجم بشدة الإدارة الأمريكية ويطالب بتغيير أستراتيجية أمريكا فى التعامل مع منطقة الشرق الأوسط فكانت الفوضى الخلاقة.. إلى هنا تشير دلائل إلى تزاوج تم بين «منظمات المجتمع المدنى» التى تعمل لحساب السفارة الأمريكية وجهات أعلامية نافذة فى البلد لاسيما صحف خاصة مثل ما ذكرناها وأشخاص نافذون فى الميديا وصاحبة الجلالة.. هذا فضلاً عن زيادة روابط جماعة الإخوان المسلمين وقادتها بالأمريكان مع بدء الأعداد لمخطط الفوضى والتغيير فى مصر بعد أنتخابات 2005 وهو ما تبدى بعد ذلك من كشف النقاب عن الاتصالات والزيارات السرية «لقادة الجماعة المحظورة» مع ماما أمريكا وبعد ثورة يناير 2011 وسقوط الأقنعة وانكشاف المستور عن علاقات الإخوان بالأمريكان وعلاقات المنظمات المجتمع المدنى والتمويل الأجنبى المشبوه. تأكد للجميع القاص قبل الدانى أن أيادى الاستخبارات الأمريكية كانت وما تزال تعبث فى أمن المحروسة وتنبهت الحكومة المصرية وفتحت ملفاً كانت مجبرة على عدم الإقتراب منه بدعوى تعكير صفو العلاقة المصرية الأمريكية من جهة وتلويح الأمريكان بقطع المساعدات العسكرية للقاهرة من جهة أخرى.. لكن مصر أبت أن تظل تحت سيف التهديد الأمريكى وتم القبض على 43 عضواً فى منظمات المجتمع المدنى الذين تلقوا تمويلاً مشبوهاً لتنفيذ مخططات ضد الأمن القومى المصرى.. وأفصحت د. فايزة أبو النجا فى مجلس الشعب عن تلقى تلك المنظمات تمويلاً قدره 175 مليون دولار خلال الفترة من مارس 2011 حتى يونيه 2011 فى مقابل نحو 60 مليون دولار فى 4 سنوات من 2006 إلى 2010 على خلفية أزمة التمويل الأجنبى وقتها..