يوم الخميس الماضي، طلب مني المحاسب محمد أحمدعلي، رئيس مجلس ادارة مركز شباب مدينة بنها، القاء كلمة، في ذكري الإحتفال بيوم اليتيم، بينما كنت أشارك اكثر من 100 تلميذ وتلميذة، بمختلف مراحل التعليم، من الابتدائي الي الثانوي، لعبة الكراسي الموسيقية، بملعب " المركز"، وحيث أني لم أكن قد جهزت كلمة للمناسبة، التي شارك بالحضور فيها ممثل، عن وكيل وزارة الشباب والرياضة بالقليوبية، و آخرون عن مديرتي التعليم والأوقاف ببنها، وضيوف وأصدقاءعزاء، في مجالات القضاء والرياضة والصحافة، لم أجد ما أستهل به الحديث، سوي عبارة من ثلاث كلمات فقط وهي: " أنا يتيم مثلكم ". في اللحظات والثواني التي فصلت بين كلمة ممثل الأوقاف، ثم كلمة كاتب السطور، تذكرت أبي رحمه الله، الذي توفي في سن صغيرة "39 عاما"، وكان ملء السمع والبصر، والصحة، والجاه، والوجاهة، والعلم، كأصغر ناظر ثانوي تجاري علي مستوي الجمهورية– مدرسة الظاهر الثانوية التجارية - بينما كنت دون الحادية عشر من العمر، حين سبق قضاء الله وارادته الأجل، ووافته المنية في مثل هذا اليوم، الخامس من أبريل 1970 . كنا بمكتبة مركز شباب مدينة بنها، التي اتسعت لمشاركة، أكثر من 300 فرد، بين تلاميذ مكرمين، بهدايا عينية ونقدية، وبين أمهات بعضهم، وبين الأخصائيين الاجتماعيين، المرافقين لتلاميذ المدارس المشاركة، حين ألقيت كلمتي، وفي الحال نويت تصحيح خطأي الأول، بالإنتقال الي حديث غير "اليتم"، والأحاديث النبوية التي تكفل بسردها فضيلة ممثل الأوقاف، فسارعت قائلا: بالمناسبة.. أنتم اليوم أسعد حالا مني، وتساءلت: أتدرون لماذا، ودون انتظار اجابتهم بادرت قائلا: لأنكم اليوم حصلتم علي جوائز وهدايا عينية ونقدية، بينما لم أحصل عليها، رغم أني يتيم مثلكم، فوصلتني التحية عبر ابتسام مسموع الصوت، وبين تصفيق البعض منهم. كان مركز شباب مدينة بنها، ومديره الكابتن محمد مرسي، وعاطف صبيح الاخصائي الاجتماعي بالمركز ومنسق الحفل ، ومعهما الكابتن ايهاب النحاس الذي قاد تنفيذ البرنامج، وألعابه المختلفة بملاعب المركز، قد بذلوا جهدا ملحوظا لإنجاح الاحتفالية، ورسم البهجة علي وجوه التلاميذ، التي زينها أحد المتطوعين، برسم علم مصر بالألوان علي جباههم و"خدودهم"، وهو ما ألهمني، وفي دقائق معدودة، لأن أطلب من أبناء المستقبل المكرمين، أن ينظر كل منهم في وجه زميله او زميلته التي يجلس او تجلس الي جواره، ليروا علم مصر المرسوم علي وجوههم وجباههم، وقد طالبتهم بأن يجعلوه فوق رؤسهم، وأن تكون مصرنا، وكما هي في العيون قولا، أن تكون كذلك فوق الرؤوس، عملا، بالجهد والعرق والجد في المذاكرة، دون الألتفات للمغرضين والحاقدين، والمخربين، دعاة الفتنة وتقسيم الوطن، لتكون لرايتها دائما وأبدا، عالية خفاقة بإذن الله. جزا الله مركز شباب مدينة بنها، خيرا، وتحية وتقدير لرعاة الحفل، الذين كفلوه بالهدايا العينية والمادية، فأسعدوا أبناء المستقبل المحتفي بهم، ويبقي أن أؤكد، انني بانتظار "حظي"، مثل غيري، فمازلت يتيما، يبحث عن "هدية" مثلهم.. فمن يكفلني؟!!!! This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.