فكرة انشاء اكاديميات للاطفال الموهوبين، انتشرت مؤخرا، بعدد من عواصمالمحافظات، علي خلاف جامعة الطفل، لكن المهم من الذي ينجح، ومن الذي يقدم تلك الفكرة العبقرية، بأسلوب علمي، راق، وليس بشكل عشوائي، اعتمادا علي الإسم الجاذب، ثم لا تجد شيئا ملموسا، علي أرض الواقع. في مدينة بنها، موطني ومسقط رأسي، شاهدت ما أبهرني، حين زرت، مركز شباب مدينة بنها، أو الساحة الشعبية كما كنا نسميها في الصغر، تحت إلحاح المتابعين لجهد الصديق العزيز المحاسب محمد علي رئيس مجلس الادارة، ومعه كوكبة محترمة من الأعضاء. بداية.. لا أخفي حنيني لذكريات الماضي، حين دخلت هذا المكان مؤخرا، والذي شهد مرعي طفولتنا وصبانا، حين كنا حريصين علي الاشتراك صيفا بحمام السباحة الوحيد بالمدينة آنذاك، وكانت الساحة تضم صالات لرياضة كمال الاجسام والمصارعة وتنس الطاولة بخلاف ملاعب كرة الطائرة والسلة وكرة القدم، وغيرها، تحقق من خلاله كمركز رياضي شعبي، بطولات وبطولات علي مستوي الجمهورية . ونهاية.. سأنطلق من كلامي عن هذا المكان، بعبارة كررها المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة حين زاره قبل شهرين تقريبا،هي قوله: "أنا منبهر"، في اشارة للتغيير الجذري والتحول الإيجابي الذي شهده ، بعد تولي رئيس مجلس الادرة الجديد المسئولية، من حيث ، تطوير البنية الأساسية من ملاعب، وتأسيس مكتبة، ومرسم للأطفال، ومسجد مكيف، بخلاف توسعات رأسية بانشاء أكاديمية للطفل الموهوب، علي أحدث طراز علمي وتقني، ربما تكون هي الأولي علي مستوي مراكز الشباب بالقطر المصري، دون أن يكلف ميزانية الدولة مليما واحدا، وهنا بيت القصيد ، حيث تحول المكان، وبالفكر الجديد، الي مركز للاشعاع، والمعرفة ونشر الوعي، بالإضافة للدور الرياضي البارز. لو كنت معي ، وتجولت مثلي بين قاعات ومعامل و"كلاسات" الاكاديمية ، المجهزة بأحدث التقنيات، ما كان يكفيك الانبهار، قبل أن "تصفق" لجهد ادارة هذا المكان والقائمين عليه، واستيعابهم لحجم المسؤلية الملقاة علي عاتقهم، وتوفير مقومات النجاح له، من كوادر ادارية واعية لدلالات هذه "الخدمة" للأطفال الموهوبين، والاعتماد علي المتخصصين بالجامعات المصرية، لإفراز مواهب حقيقية، تسعي خلفها المجتمعات، لتكون حاضرها ومستقبلها، بل وتاريخا لها، تكسبها مكانا بارزا بين الأمم. لا شك أن ضخامة الخسائر في الثروة الإنسانية ، تتمثل في أطفال نابغين، لا يجدون تشجيعا لإظهار أي نوع من البحث عن هويتهم ، حين يمنعهم آباؤهم ومعلموهم من مواصلة هذا البحث، بدعوى التفرغ للدراسة، فيضلون الطريق، وتضل معهم البلاد. لمن يريد أن يجعل ابنه يعيش حلمه، ولمن يري في طفله، مشروع عمره، الذي يستثمر فيه ليكون له ولمجتمعه ولوطنه خير ابن، فإن في مثل هذه الاكاديميات يتحقق الحلم، ويتعلم الموهوبون، ومنذ نعومة أظفارهم، فلسفة العمل الجماعي، وروح الفريق الذي لا يعرف التعصب، أو ازدراء الآخر. تقدير واجب لوزير الشباب خالد عبد العزيز الذي ثمن الجهد، ولمجلس ادارة مركز شباب بنها برئاسة المحاسب محمد علي، علي التطوير والإبداع دون تحميل الدولة أعباء فوق أعبائها، وهنا يظهر فضل الاختيار المناسب في التوقيت الماسب. This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it. .