كان من المفترض أن تكون كلمة الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، في ختام قمة شرم الشيخ، تسير في إطار التهنئة بإسم خادم الحرمين الشريفين، لمصر بنتائجها، والقرارات التي اتخذت فيها، والبيان الذي صدر عنها، متمنيا لمصر وللرئيس السيسي دوام النجاح في مساعيه لرأب الصدع العربي، الي هنا كان من المفترض أن تنتهي الكلمة ، غير أن رسالة فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية، والتي وجهها الي القمة أمس الاول، قسمت كلمة الشقيقة السعودية الي شطرين، الأول بالتهنئة لمصر و برئاستها للقمة، والثاني بعتاب وتحفظ ، علي زلة لسان موسكو، وصلت الي الإتهام، ب الاستخفاف بالآراء العربية، حول مصالح الشعب العربي في سوريا ! ما أن انتهي احمد بن حلي ، نائب الأمين العام للجامعة العربية، من قراءة رسالة بوتين، حتي استفزت ، وفيما يبدو، بعض عباراتها، الشقيقة السعودية، وخاصة ما تضمنته من اشارة بوتين، الي وقوف بلاده، الي جانب مواطني شعوب الدول العربية في طموحاتهم الي مستقبل أفضل، والي تسوية جميع القضايا التي يواجهونها بالطرق السلمية وبدون أي تدخل خارجي، ثم جاء قول بوتين:" اننا نولي اهتماما كبيرا بالتسوية العاجلة للأزمات في كل من سوريا واليمن علي أساس مباديء القانون الدولي عن طريق حوار شامل والبحث عن مصالحات وطنية عامة"، ليفجر الأزمة . حيث ما أن انتهي بن حلي، من قراءة نص رسالة بوتين، حتي فاجأ الأمير سعود الفيصل، القادة والزعماء ورؤساء الوفود العربية، بتحفظاته علي الرسالة الروسية، رافضا لها، معبرا عن استيائه من بعض ماتضمنته، وما وصفه ب ملاحظة علي رئيس الاتحاد الروسي قائلا: " هو يتكلم عن المشاكل التي تمر بالشرق الاوسط، وكأن روسيا ليست مؤثرة علي المشهد في سوريا مثلا"، وأضاف: "هم يتكلمون عن مآسي الوضع في سوريا، بينما هم جزء من المآسي، التي يمر بها الشعب السوري.. يمنحون الأسلحة للنظام السوري .. وهناك أسلحة من روسيا ضد الأنظمة الدولية التي تحد من الأسلحة الفتاكة.. خاصة أن القانون الروسي نفسه يمنع روسيا من بيع السلاح للدول التي تستخدمه لأسباب الهجوم، وليس للدفاع" !! هنا تساءل وزير الخارجية السعودي: هل هو استخفاف بإرادتنا حول مصالح الشعب العربي في سوريا؟ هل هو عدم شعور بالكارثة التي حلت بالشعب السوري؟ ألا يحق لنا ان نسألهم وهم صاحب طريق جنيف1، وجنيف2 عن كيفية الدعوة الي الحل السلمي، بينما ثم مستمرون في دعم النظام السوري الذي فقد شرعيته، وفقد معه كل ما لديه من اتصالات بالعالم المتحضر؟! لا شك أنه كان علي الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين، أن يعبر عن مدي اهتمام العالم العربي، بأن تكون العلاقات مع روسيا علي أقوي مستوي، حيث أن روسيا ، وكما قال سعود الفيصل، من الدول التي يحتاج العرب، دعمها في القضايا الدولية التي لا خلاف علي تأثيرها علي المصلحة العربية. This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.