جمال حسين يكتب: من شرم الشيخ عقب انتهاء فعاليات المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ وبتلقائية شديدة وجدنا أنفسنا نحن الصحفيين والإعلاميين والوزراء ورجال الأعمال نهنئ بعضنا البعض، ونتعانق احتفالاً بنجاح المؤتمر.. ونظرت حولى لأجد جميع من بداخل القاعة الكبرى التى تتسع لأكثر من 2500 شخصية يهنئون بعضهم البعض ويتعانقون فرحًا بنجاح المؤتمر الاقتصادى أيضًا. فى هذه اللحظات تنحت البروتوكولات والمراسم وترك الجميع مناصبهم جانبًا، وانتصر الإنسان المصري الأصيل بداخلهم فلم أجد فارقًا بين رئيس جمهورية ورئيس وزراء ووزراء ورجال أعمال مصريين وعرب وأجانب، وانصهر الجميع فى بوتقة حب مصر ليعزفوا لحن الخلود لمصرنا الحبيبة، وكلهم أمل فى مستقبل أفضل يعيد مصر إلى مكانتها الطبيعية التى تستحقها بعد 4 سنوات عجاف عانى فيها الشعب المصري الكثير، وحان الوقت أن يحصل على أبسط حقوقه من العيش والحرية والعدالة الاجتماعية نتاج ثورتى 25 يناير و30 يونيه، وبعد انتهاء المؤتمر الاقتصادى تواصلت ردود الأفعال الإيجابيّة وشهد الشارع المصري حالةً من الأمل الممزوج بالفرحة.. نجاح المؤتمر ليس نهاية المطاف لكنه نقطة البداية نحو انطلاقة مصر إلى عالم النمور الاقتصادية، ونتمنى أن تُعادل التجربة المصرية التجربة اليابانية أو التجربة الكورية أو التجربة الصينية، وهو مؤشر على انطلاق مصر لبدء عهد جديد من النمو الاقتصادي. نجاح المؤتمر الاقتصادى يعد بمثابة صفعة قوية لجماعة الإخوان الإرهابية وأنصارها الذين حاولوا بشتى الطرق عرقلة عقد المؤتمر بكل ما أوتوا من قوة. المشاركة القوية من دول العالم فى المؤتمر دليل على ثقة العالم فى مصر، وأنها دولة محورية تمثل أرضًا واعدة للاستثمار، ينتظرها مستقبل مشرق.. مشاركة وفود عربية وأجنبية رفيعة المستوى من مختلف الدول وكبرى المؤسسات والمنظمات العالمية بالمؤتمر صفعة قوية على وجه الإخوان والمتآمرين معهم، وأثبتت أن مصر قادرة على دحر الإرهاب والتطرف. حضور وفود ومسئولين من حوالى 100 دولة وأكثر من 25 منظمة دولية يدل دلالةً واضحةً على تغير سياسات معظم دول العالم تجاه مصر، ويُعد بمثابة رد حاسم وقاطع على ادعاءات الإخوان وتحالفهم الذين ينعقون كالغربان ليل نهار فى فضائيات قطروتركيا. نجاح ذلك المؤتمر يعتبر رسالة قوية للعالم بأن البلاد تسير نحو الاستقرار. دعم دول الخليج لمصر وحجم الاستثمارات والمشروعات التى سيتم تنفيذها داخل مصر يؤكد ثقتهم فى تعافى الاقتصاد خلال السنوات المقبلة. المؤتمر جذب استثمارات عربيّة ودوليّة، وخلق واقعًا اقتصاديًا يسهم فى تنمية الوطن، ولا شك أن الرئيس السيسي أعاد مصر إلى مكانتها الطبيعية على الصعيد الإقليمى والعالمي، فأصبحت تحظى بثقة ودعم اقتصادى وسياسى كبير من المجتمع الدولى. صدمة إخوانية في اعتقادى أنَّ أهم نجاح حققه المؤتمر الاقتصادى هو إصابة الإخوان وكل الدول المتآمرة وأجهزة الاستخبارات المتآمرة على مصر بمزيد من الإحباط واليأس، وفقدان الأمل فى عودة الإخوان للمشهد السياسي، فى ظل الاعتراف الدولى بالقيادة المصرية الحالية ودعمها للمؤتمر، فضلاً عن ارتفاع شعبية الرئيس السيسي التى تتزايد كل يوم، وكلما ازداد السيسي نجاحًا ازدادت الجماعة جنونًا، نجاح المؤتمر وجّه لطمةً قويةً على وجه القيادى الإخوانى جمال حشمت الذى نصّبوه رئيسًا لبرلمان الإخوان المزعوم فى تركيا، والذى أعلن عبر شاشة الجزيرة قبل بداية المؤتمر أنهم قاموا بمخاطبة الشركات الاقتصادية فى الداخل والخارج، لتحذيرهم من التعامل مع المؤتمر الاقتصادى، بل وطالبهم بعدم إقامة استثمارات داخل البلاد، زاعمًا أن المناخ فى مصر ليس مناخ استثمار، وأنه لا أمن ولا أمان فى مصر وأن المؤتمر لن ينجح، وقال إنّ البرلمان الإخوانى لن يقبل أى اتفاقيات تعقد فى المؤتمر وذلك لإفشال المؤتمر الاقتصادى من خلال دعوة الدول المشاركة فى المؤتمر إلى عدم إقامة أى مشاريع استثمارية فى مصر، بحجة أنه لا أمن ولا استقرار ولا تنمية فى مصر، وأن مصير الأموال التى ستضخ هو الضياع. ولا أدرى كيف حال جمال حشمت الآن وهو يرى تلك النجاحات للمؤتمر الاقتصادى وأيضًا وهو يرى جميع دول العالم تأتي للاستثمار فى بلادنا وأقول له خسئتم أيها الإرهابيون وأتساءل أين حمرة الخجل؟ كما أعلنت حركة تابعة للجماعة مشاركتهم فى حملة "احتلوا" لاحتلال مؤسسات الدولة والشركات الاقتصادية وقت المؤتمر الاقتصادى، زاعمين أن استثمارات المؤتمر الاقتصادى ليست حقيقة، ونتائجها تزيد تعاسة الفقراء وتستبيح حقوق العمال وتطعن الأمن القومى للبلاد فى مقتل. ادعت الجماعة أنّه لا "أمن ولا استقرار ولا تنمية فى مصر، وأن مصير الأموال التى ستضخ هو الضياع وأطلق البرلمان الإخوانى فى تركيا هاشتاج "مصر مش للبيع"، كما دعت حركة ضنك للتظاهر تحت عنوان "مصر مش للبيع"؛ لكن رجال الشرطة والجيش كان لهم رأى آخر ولم نجد أى تظاهرات نتيجة إحكام القبضة الأمنية على الشوارع، كما لم يحدث خلال أيام المؤتمر أى حوادث إرهابية تعكر صفو الطريق إلى المستقبل. إلى العمل بعد انتهاء المؤتمر يجب أن يستمر روح التحدى بنفس هذا المعدل.. ويجب ألا نعود إلى سياسة التراخى حتى يكتمل النجاح، وينعكس ذلك على أرض الواقع، ليشعر به المواطن المصري البسيط. نحن نحتاج إلى التكاتف من أجل إحداث ثورة فى العمل والإنتاج تواكب الإنجازات التى تحققت فى المؤتمر الاقتصادي، مؤكدًا أن المرحلة المقبلة هي مرحلة العمل والإنجاز لتكون مصر نموذجًا يحتذى به فى التقدم والنجاح المرحلة المقبلة لا تحتاج المتكاسلين ولا مثبطى الهمم ولا منتظرى الدعم، وإنما تحتاج مقاتلين وصناعًا وعمالاً تقوم على أكتافهم النهضة، وعلى فرق العاطلين وأصحاب مبدأ الأكل على الجاهز، فرق لا تحتاجها الدولة ولا حاجة لنا بها الآن أتمنى أنْ يمنح مؤتمر شرم الشيخ أيضًا قبلة الحياة للبسطاء والكادحين فى القرى والمدن، وأن يزف بارقة أمل للشعب المصري المنهك طيلة أربع سنوات كانت بمثابة الأعوام العجاف الخداعات التى قضت على الأخضر واليابس لإثبات كذب ما روّجته جماعة الإخوان عبر فضائياتها بأنّ الاستثمارات العملاقة وناطحات السحاب والمشاريع الضخمة للأثرياء فقط. بالتأكيد سيكون هناك استفادة قصوى سوف يشعر بها الشعب المصري؛ ولكنها لن تكون فى التو واللحظة، فالمشروعات المزمع إنشاؤها والمطروحة فى المؤتمر ليست مشروعات أو استثمارات بسيطة، وإنما هي مشروعات عملاقة تحتاج لفترة من 5 سنوات وحتى 7 سنوات على أقل تقدير. سوف يتم توفير سيل من فرص العمل للشباب العاطل مما سيحد من مشكلة البطالة إلى جانب المعونات البترولية التى أعلنت عنها بعض الدول والتى ستحل أزمة الطاقة مع توفير طاقة بديلة، ومدى تأثير ذلك فى حل مشاكل وأعطال الكهرباء والبنزين والأنبوبة، أيضًا العملات الأجنبية التى ستستقر فى البنك المركزى وما لها من فضل على ارتفاع قيمة الجنيه وصموده أمام الدولار واختفاء مصطلح السوق السوداء، أيضًا ستختفى حالة التضخم، وبالتالى ستقل الأسعار المحلية للسلع والمنتجات. وكما أكد محافظ البنك المركزى هشام رامز أنَّ الاحتياطى النقدى والودائع التى دخلت البنك وصلت إلى 6 مليارات دولار، وأن الدين الخارجي لمصر خُفِّض من 50 مليار دولار إلى 40 مليارًا فى هذه الفترة. وقال إنّ الاستثمار هو الذى سينعش الاحتياطى النقدى بشكل جيد، بجانب خلق فرص عمل جديدة، وأوضح أنه يتوقع ارتفاعًا فى التصنيف الائتمانى لمصر قريبًا جدًا، لا سيّما أن رئيسة البنك الدولى أكدت أن الإجراءات التى اتخذتها مصر جيدة جدًّا، وقال إنّ ما تحقق فى مؤتمر مستقبل مصر الاقتصادى أثبت للجميع أن مصر لا تزال على الرغم من كل ما تشهده المنطقة من أحداث أمنية ومتغيّرات سياسية كبيرة، مصدر اطمئنان للعالم. الرئيس يفاصل خلال الجلسة الختامية رأينا جميعًا الرئيس السيسي كيف كان يفاصل مع رؤساء الشركات العالمية لتوفير مئات الملايين من الدولارات ولتحقيق الأهداف فى مدة تقل النصف، كما فعل مع رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة فى عملية حفر قناة السويس عندما قال سننجزها خلال ثلاثة أعوام، إلَّا أن الرئيس المصري رد عليه قائلاً: فى عام واحد وبالفعل تحقق ذلك، استخدم الرئيس هذا الأسلوب أكثر من مرة فى مؤتمر شرم الشيخ، ليتعدى استخدامه المطالبة باختصار الزمن إلى تقليل النفقات أيضًا. حكى السيسي، كيف استخدم هذا الأسلوب مع، جو كايزر، رئيس شركة سيمنز الألمانية العالمية. وقال: "كنت أجلس مع رئيس شركة سيمنز، وأخبرنى أنهم سيعملون على مشروع محطة كهربائية فى غضون 36 شهرًا، لكنى طلبت منه اختصار المدة لعام ونصف، فكان رده أنه تحدٍ كبير، فسألته: هل يمكن تنفيذه، فأجاب: نعم، فطلبت منه أن يراعى ظروفنا فى التكاليف وهامش الربح، لأننا نبنى بلدنا، فوافق"، مما جعّل القاعة تدوى بالتصفيق له. ولم تقتصر "المفاصلة" على شركة سيمنز، بل إن الرئيس قال إنّه استخدم نفس الطريقة مع شركة "جنرال إلكتريك" الأمريكية حيث طلب منهم الانتهاء من أعمالهم فى خلال 3 أشهر، ووافقوا وقالوا إحنا كدة مش هنام كما طالب الشركة بتخفيض التكلفة فوافقت على الفور. دموع فرح محلب أثناء إلقاء الرئيس السيسي كلمته فى الجلسة الختامية للمؤتمر شعرت أنه يطير من السعادة ويحلق عاليًا؛ لذلك طلب أنْ يكون إلى جواره مجموعة من شباب مصر الذين قاموا بتصوير أنفسهم "سيلفي" مع السيسي قبل إلقاء كلمته، كما حرصوا على الأمر نفسه بعد الانتهاء من الكلمة، فى ظل ترحيب من السيسي. الرئيس السيسي أرسل رسائل قوية ومباشرة للمصريين فى الداخل والخارج، أكد فيها ضرورة ضغط معدلات العمل والإنجاز والإسراع فى عمليات التنمية الاقتصادية خلال الفترة المقبلة. أما المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء فلم يتمالك نفسه من شدة الفرحة وأجهش بالبكاء، خلال كلمته اليوم الأحد، فى ختام فعاليات اليوم الأخير، وقال وهو يحاول السيطرة على دموعه حتى صعد أحد الشباب إلى المنصة ومسح دموع رئيس الوزراء وقبل رأسه، وهنا شعر رئيس الوزراء أن مصر تقول له شكرًا على مجهودك الكبير طوال 6 شهور. رئيس الوزراء قال فى كلمته إنَّ الاتفاقيات التى تمت باستثمار مباشر بإجمالى 36.2 مليار دولار ومشروعات ممولة 18.6 مليار دولار. بالإضافة إلى 12 ونصف مليار دولار التزامًا من الدول العربية خلال المؤتمر الاقتصادي، وهي مشروعات تنموية تبدأ الدولة فيها، ومنها ما سينتهى فى عام وأخرى على عامين، و5.2 مليار دولا قروض وصناديق مع وزارة التعاون الدولى، كما أمر محلب بتشكيل لجنة بوزارة الاستثمار لمتابعة تنفيذ مشروعات المؤتمر. تعامل أمنى جديد عقب انتهاء المؤتمر قال لى أحد الزملاء: كل ما حدث فى شرم الشيخ جميل لكن أخشى أنْ يفسد الإخوان وأنصارهم ذلك بإشاعة جو من الفوضى والعنف والمظاهرات، وسألنى هل سيكون لوزارة الداخلية رأى آخر؟ قلت نعم لقد كان بالفعل لوزارة الداخلية رأى آخر خلال الأيام الماضية ونجحت بالتنسيق مع القوات المسلحة فى تأمين مصر ضد العمليات الإرهابية التى خططت لها جماعة الإخوان وأنصار بيت المقدس وداعش لإفساد العرس الاقتصادي. وأستطيع أن أؤكد طبقًا لما رواه لى مصدر أمنى رفيع المستوى أن التعامل الأمنى خلال الأيام المقبلة مع أى محاولات للتخريب والتظاهر سوف يختلف تمامًا، ولن يسمح لأى جماعات إرهابية أن تعود بالبلاد إلى الوراء. وقال لى المصدر الأمنى إن سياسة وزير الداخلية الجديد تعتمد على ضبط رؤوس الفتنة الذين يحركون الشباب ويغررون بهم لتظل مصر آمنة.