استكمالا لما كتبت بالأمس، حول اعتذار الرئيس لأمير قطر، عن تجاوزات اعلامية مصرية، بحق السيدة موزة والدة حاكم الدوحة، وليس عن تجاوزات رسمية، سألت جريدة الشرق الأوسط السعودية الرئيس سؤالاً محدداً: ماذا بقي من المصالحة مع قطر؟ فأجاب بسؤال موازٍ، علي طريقة السيسي، رئيس مصر، وليس غيره، يستنكر تشرذم الأمة في صراعات، بينما تواجهها تحديات داخلية وخارجية، أقلها الإرهاب التكفيري، وأعظمها الإرهاب "التفتيتي" او "التقسيمي"، اذا صح التعبير، فقال لمحاوره: " أنا أسألك..قدم لي تصريحاً رسمياً واحداً صدر منا فيه اساءة ضد أي من الدولتين، قطر وتركيا.. بكل تأكيد لن تجد تصريحا سلبياً واحداً، كنا ولا زلنا ملتزمين باتفاق الرياض، وذلك تقديرا للسعودية ودورها العربي الكبير. أما عن الذي وصفته في السطور السابقة، ب "إجابة علي طريقة السيسي رئيس مصر وليس غيره"، فسوف يتضح لك ما أعني حالا، في السطور التالية: خلال زيارة امير قطر تميم بن حمد، مؤخراً الي الولاياتالمتحدةالامريكية، كان قد سئل امام المئات من طلاب جامعة جورج تاون ، نفس السؤال تقريبا: ماهو واقع العلاقات المصرية القطرية؟ فكانت اجابته باهتة ، وان شئت الدقة فقل باردة، لا تحمل فى أى كلمة منها، تقديراً واحداً لمصر، ولا لأي رابط عربي يجمع الأمة ولا يفرقها، اذ قال: " الآن توجد حكومة هناك في القاهرة .. لدينا خلافات معها لكننا متفقون علي أن هذه الحكومة – يقصد الدولة- يجب ان تكون مستقرة"!! حاكم قطر يتكلم عن مصر ودولتها من علٍ، فيما يقدم رئيس مصر لكل من قطر وتركيا ، "السبت" كما نقول في تراثنا الشعبي، دون اساءة لحاكم او شعب، قناعة من السيسي، كما شدد في حديثه للشرق الأوسط السعودية، بأن هيبة الدولة تكون بقدرتها وقوتها ، لا بالتلاسن والإساءة للآخرين، "أما من يسئء للآخرين فهو يعبر عن نفسه ولن يقلل هذا من قدرنا وقوتنا". لا أدري ما حيثية هذا الاستعلاء القطري الرسمي عند الحديث عن الدولة المصرية ، فإذا كان يستقوي بالأمريكيين، فهو مخطئ، لأن شهر العسل بين الدوحةوواشنطن لن يطول، حتي في ظل استئجار الأمريكان لقاعدة "العديد" الجوية القطرية، ومن تابع ما نشرته الصحف الأمريكية في معظمها وهي تستقبل تميم ، فسوف يتأكد له، اجماع معظمها، علي أن الدوحة كما يؤكد المحللون تلعب علي كل الحبال، فيما يتعلق بملف الإرهاب، بعد ان جعلت من عاصمتها مقرا لاسترحة كبار الارهابيين في الشرق الأوسط، وأنها لا تزال تمثل أهم مصادر تمويل العمليات الإرهابية، رغم عقوبات واشنطن التي فرضتها علي عدد من الشخصيات القطرية التي تدعم داعش، أبرزهم عبد الرحمن النعيمى الذى يعمل مستشاراً للحكومة القطرية، فكيف يدعم تميم الاستقرار في مصر، وفيم يهذي استعلاءً؟! اثبتي يامصر، واثبت يا رئيس مصر، فالشعب خلفك، وإن غدا لناظره قريب. This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.