في حواره مع قناة " بلومبرج" الاخبارية الأمريكية، أثناء مؤتمر "دافوس" الاقتصادي في سويسرا الأسبوع الماضي، سئل الرئيس عن علاقة مصر بالشقيقة قطر، فأوضح أن القاهرة لم تسيء إلي الدوحة رسميا، قبل أن يضيف: ننتظر خطوة من جانبهم. لم تكذب قطر خبر، وقدمت خطوة جديدة في علاقتها بمصر، لكنها للخلف، ومن يتابع ماتبثه الجزيرة "الأم"، في تغطية الذكري الرابعة، لثورة 25 يناير، سيجد أنها عادت إلي عادتها القديمة، من وصف النظام المصري ب" الانقلابي، وكأن الدوحة تعلن انها ، كانت تشتري فقط " خاطر" العاهل السعودي الراحل، عبد الله بن عبد العزيز، بقبول المصالحة مع مصر، ووقف بث قناة "الجزيرة مباشر"، فلما مات الملك، وجدت قطر ضالتها، لتتحرر من الإتفاق الذي رعاه "عبد الله"، فاستأنفت عداءها ضد مصر في ذكري الثورة. في الواقع لم يكن الكثيرون في مصر متفائلين، بالاتفاق المصري القطري، لكن لم تكن هناك حيلة من قبوله، خاصة وأن من يرعاه، وطلب من القاهرة الموافقة علي صيغته، رجل بقيمة وقامة العاهل السعودي الراحل، حتي أن السيسي وقتها، بدا متحفظا جدا علي مسألة عودة العلاقات مع الدوحة، ولعل قوله آنذاك " هنشوف علي ارض الواقع"، ما فيه الكفاية من التوجس المصري حيال نية قطر في الالتزام بأي اتفاق. كنت قد كتبت في نفس المكان، قبل نحو شهر تقريبا تحت عنوان " قطع لسان الأفعي"، وقلت بالحرف الواحد، ان استقبال الرئيس السيسي، مبعوثي قطر والسعودية، وإن أذاب جزءا ليس سهلا من جليد العلاقات المصرية القطرية، لكن ما تبقي، وإن كان الأقل حجما، إلا أنه ولا شك، الأصعب ذوبانا، لحاجته الي إرادة سياسية قطرية، عفية، اذا جاز التعبير، لتنفيذ ما جاء باتفاق الرياض علي الأرض، علي خلفية ترحيب الدوحة بمبادرة خادم الحرمين الشريفين، ودعم مصر ونظام الحكم فيها وإرادتها الشعبية. بيد أنه، ومن الواضح، أن الأفعي القطرية، التي يمثلها اعلام "الجزيرة"، والتي كنا نظن ان اتفاق الرياض، ومن بعده "التكميلي" بالدوحة، قد قطع لسانها، والي غير رجعة، عن الخوض في الشأن الداخلي المصري، و تحريض الكارهين لاستقرار البلاد، من فوق اراضيها، وعن احتضان قيادات جماعة الاخوان المسلمين الارهابية، أقول يبدو أنه، وبعد وفاة الملك عبد الله، قد سارعت بإجراء جراحة تجميلية ناجحة ، للسانها المقطوع، فاستعادت مرة ثانية، قدرتها علي التحريض ضد ارادة المصريين في 30 يونيو، و استردت سياستها الإعلامية القديمة، البغيضة، في الهجوم علي النظام المصري الحاكم. فهل يقبل الملك سلمان بن عبد العزيز، بأن تتلاعب قطر بإتفاق رعاه الملك الراحل عبد الله في حياته حفاظا علي أمن الخليج؟ ثم هل سيكون لدي دول مجلس التعاون الخليجي، من الشجاعة ، ما يجعلها تعيد الكرة، فتسحب سفراءها، من الدوحة، كوسيلة ضغط، من أجل سرعة إعادة قراءة المشهد السياسي، حفاظا علي أمنها، والوطن العربي، والذي يبدأ من استقرار مصر فقط؟! هذا ما سوف تجيب عنه، حتما، الأيام القليلة المقبلة !!
This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it. This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.