كتبت فى هذا المكان فى إبريل الماضى قبل إجراءالإنتخابات الرئاسية المصرية مقالا بعنوان "قطر لن تتراجع" وذلك بعد التوصل غلى إتفاق الرياض الأول أكدت فيه إصرار قطر على لعب دور مشبوه فى المنطقة العربية وحتى الآن مازالت مصر تنتظر الخطوات التي ستقدم عليها قطر في التعامل مع ملف الإخوان بعد إمضائها اتفاق الرياض التكميلي الذي يلزمها بمراجعة نقاط الخلاف مع دول المجلس ومن ضمنها موضوع التحريض على مصر ولكن حتى الآن لاجديد حيث تؤكد كل الشواهد أن دويلة قطر لن ينصلح حالها وأنها ماضية فى طريقها وتنفيذ دورها الذى تلعبه لصالح الولاياتالمتحدة وإسرائيل فى العمل على بث الفرقة والإتقسام فى منطقة الخليج العربى كما فعلت بدورها المشبوه فيما أطلق عليه "ثورات الربيع العربى" بعد أن حولت سوريا وليبيا واليمن وطبعا العراق وما كانت تسعى إلى تحقيقه فى مصر بدعمها الغير محدود لجماعة الإخوان وسعيها لتدمير الدولة المصرية لكنها صادفت شعبا عنيدا وإرادة سياسية قوية لرجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه وجيشا يشهد له العالم بالبسالة والشجاعة والتضحية بالغالى والنفيس من أجل الوطن فتحطمت أمامه آمال قادة الإرهاب والفكر الظلامى الإستبدادى الذى لم يتمكن من النيل منه ولا من عزيمة جيشه وشرطته وإرادة شعبه. ورغم أن القيادة السياسية فى مصر تدرك تماما وتعرف أن قطر لن تغير من دورها التآمرى على أمتها العربية إلا أن مصر بقيادة رئيسها عبد الفتاح السيسي فور أن طلب منه الملك عبد الله الثانى عاهل السعودية العمل على إنجاح مسيرة التضامن الخليجي والعربي وبدء صفحة جديدة من العمل العربي المشترك لم يتردد وأراد أن يعطى الفرصة لعودة هذا التضامن على الرغم من الأضرار الجسيمة التى لحقت بالوطن بسبب السياسات الخرقاء لحكام الدوحة وبدأ فى تهيئة الأجواء لتلبية ذلك لكنه فضل الانتظار قبل البحث في إعادة العلاقات مع قطر بعدما أقرت القمة الخليجية الاستثنائية في الرياض الأحد الماضي إعادة العلاقات إلى طبيعتها مع الدوحة فكان أن عبرالرئيس السيسى بذكاء سياسى يتمتع به بالقول: "دعونا ننتظر النتائج" متمهلا في اتخاذ أي قرار في هذا الشأن حتى يتم التأكد من التزام الدوحة باتفاق الرياض التكميلي الذي وقعته الأحد الماضى في سياق القمة الاستثنائية بالرياض. وها هى قطر بعد إعلان إلتزامها بتنفيذ إتفاق الرياض مستمرة فى سياستها العدائية ضد مصر ونظامها السياسى الذى قررته إرادة حرة للمصريين من خلال قناة الجزيرة التى تواصل تبث الأكاذيب والسموم وبإستضافتها لمطاريد جماعة الإخوان والهجوم على الحكومة المصرية وكل عمل إيجابى تقوم به وتشجيع كل عمل تخريبى والتشكيك فى خارطة الطريق وتسمية ما حدث فى مصر ب"الانقلاب " . وكانت وكالة الأنباء السعودية قد ذكرت أن وفدا وزاريا سعوديا رفيع المستوى قد زار الدوحة بتكليف شخصي من الملك عبدالله عقب إعلان إتفاق الرياض يحمل رسالة للمسؤولين القطريين يطالبهم بتفيذ بنود الإتفاق الذى تعهد به أميرهم الشيخ تميم وإعطائم مهلة لبيان حسن نواياهم تمهيدا لعودة الأمور إلى طبيعتها وذلك فى أعقاب تسلم وزراء خارجية دول مجلس التعاون تقريرا عن نتيجة المهلة التي تم منحها لقطر لمراجعة موقفها من التدخل في شؤون جيرانها وكذلك دعم جماعة الإخوان والتحريض على مصر في وسائل إعلامها وخاصة "قناة الجزيرة". ومازالت الدوحة ماضية فى طريقها الغامض ولعب الدور المشبوه ولم تعطى أى مؤشر على تغير إيجابي في مواقفها رغم محاولات السلطات السعودية ضبط نفسها وإعلامها عن التعرض لقطر لكن المسئولين القطريين قابلوا تلك الجهود بمواصلة قناة "الجزيرة" الهجوم على السعودية التى مازالت تتعامل بالحكمة المعهودة عن عاهلها الملك عبد الله . This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.