لايمكن لأحد أن ينكر دور مصر الإقليمى فى منطقة الشرق الأوسط بإعتبارها قوة رئيسية ذات ثقل بالمنطقة ورغم ذلك تحاول قطر الدولة الخليجية الصغيرة والتى تشكل بقعة سوداء فى الثوب العربى أن تكون طرفا فى مواجهة معها بإفتعال قدرتها على لعب دور الوساطة بين حماس وإسرائيل وهو ما ثبت فشله على أرض الواقع بإعتراف دول العالم بأنه لايمكن الإستغناء عن الدور المصرى حتى وإن كانت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة والمرتبطة أيديولوجيا بجماعة الإخوان المسلمين تنصاع لمطالب الدوحة على حساب مصالح شعبها. وليس هناك أدنى شك فى أن قطر ساهمت في انهيار الهدنة الأخيرة في حرب غزة والتى تتولى فيها مصر دور الوسيط الأمين الذى يعمل على إنقاذ الشعب الفلسطينى من بطش المحتل الإسرائيلى حيث تعمل الدوحة على ممارسة ضغوطها على حركة حماس بعد أن حصلت على دور الممول الرئيسي للحركة بمساعدتها على حل مشاكلها المالية منذ عام 2012 بعد أن أصبحت هذه الدويلة المقر الرئيسي لزعيمها المنفي خالد مشعل وبعد أن وجدت نفسها في عزلة متزايدة إثر نجاح مصر وعدد من دول الخليج في إفشال المخطط الدولى الذى تنفذه جماعة الإخوان فى منطقة الشرق الأوسط في أعقاب الربيع العربي. ومن الواضح أن قطر التى تمكنت من نسف مفاوضات السلام التى تقودها مصر بعد ظهور مؤشرات على تحقيق تقدم الأسبوع الماضي وعاد مفاوضو حماس الى الطاولة بعد إجرائهم مشاورات في قطر بشروط جديدة دفعت إسرائيل إلى طرح شروط جديدة هي الأخرى ليصطدم الطرفان وتنهار الهدنة التى دامت ثمانية أيام. ومن المؤكد أن قطر وجماعة الإخوان المسلمين يعملون معا على تقويض مصر فالتجربة تشير إلى إن القطريين ليس لديهم أية مصلحة في رؤية المحادثات التي تقودها مصر تحقق النجاح لتدعى إسرائيل أن صواريخ حماس التى لا طائل منها سوى الضجيج الإعلامى أطلقت على العمق الإسرائيلى ولتعطى العدو الصهيونى ذرائع جديدة لشن الطائرات الحربية الاسرائيلية غاراتها على غزة لقتل الشعب الفلسطينى وتدمير البقية الباقية من البنية التحتية للقطاع . وها هوالرئيس الفلسطيني الحائر محمود عباس يعود الى القاهرة مرة أخرى ليعرض على الرئيس عبد الفتاح السيسي نتائج محادثاته التى أجراها مع زعيم حركة حماس خالد مشعل في الدوحة بحضور امير قطر الشيخ تميم بن حمد ليطلب من مصر الإستمرار فى لعب دور الوساطة التقليدي بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقال في إيلي أفيدار الرئيس السابق للمكتب التجاري الإسرائيلي في الدوحة فى رسالة إلكترونية الى الوكالة الاميركية ''في الوقت الحالي باتت قطر تمثل المشكلة الرئيسية وبالتأكيد لا تعد جزءا من الحل فالعائلة الحاكمة في قطر يجب أن تفهم أن ما يقوم به أميرهم لعبة خطيرة''. وتعمل مصر بإصرار على التوصل لهدنة جديدة تتمكن خلالها من تقريب وجهات النظر حول القضايا الخلافية بين الفلسطينيين والإسرائيليين والتى تشمل القضايا الشائكة التى يتفاوض حولها الجانبان . This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.