المشهد الدامى المتكرر الذى تعيشه غزة منذ أكثر من عشرين يوما على بدء العدوان الإسرائيلى على القطاع لم يحرك ضمير أيا من الزعماء السياسيين فى دول العالم الحر بل أجمع معظمهم على حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها ضد صواريخ حماس التى لاتقارن بآلة الحرب الإسرائيلية الفتاكة التى لاتفرق بين المقاومين الفلسطينيين وبين الضحايا الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ فالجميع أصبح أهدافا مباحة ومستباحة لدى جنود الإحتلال الإسرائيلى بعد أن منح الغرب للدولة العبرية حصانة لقتل أطفال غزة دونما حتى تهديدها بعقاب دولى أو تعرضها لإدانة لامن الدول الغربية التى صدعتنا كلاما بالدفاع عن حقوق الإنسان ولا من مجلس الأمن الدولى الذى لم يحرك ساكنا رغم توسلات وصراعات للتوصل لهدنة يتمكن فيها الناجون حتى الآن في القطاع من دفن شهدائهم بينما يعجزون عن إسعاف المصابين حتى بعد أن إرتفعت أعداد الشهداء الفلسطينيين إلى أكثر من 900 شهيد. ومن اللافت للنظر أنه ليس مطروحا حتى الآن على الأرض آية مبادرات لإيقاف تزيف الدماء سوى المبادرة المصرية التى رفضتها حماس في الوقت الذي رحبت فيه أطراف إقليمية ودولية عدة بها وأعلنت حماس أنها لن تقبل بأية مبادرة لوقف إطلاق النار لا تستجيب سلفا للشروط الفلسطينية وتطالب برفع كامل للحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ عام 2007. وفى الحقيقة فإن المبادرة المصرية لم تفرض شروطا مسبقة على الجانبين بل كان هدفها الأساسى هو وقف إطلاق النار لحماية الشعب الفلسطينى ونصت على وقف الأعمال العدائية بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية وفتح المعابر وتسهيل حركة عبور الأشخاص والبضائع عبر المعابر الحدودية في ضوء استقرار الأوضاع الأمنية على الأرض لكن عضو المكتب السياسي لحركة حماس محمود الزهار أعلن" إن أي تهدئة مع إسرائيل لن تعطى مجانا وأي تهدئة قادمة يجب أن تقوم على مبدأ ردع إسرائيل وتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني" كان ذلك منذ خمسة عشر يوما عندما كانت أعداد الضحايا مائتي فلسطينى ورغم إرتفاع أعداد الشهداء الفلسطينيين إلى نحو 900 شهيد لاتزال حماس تصر على الرفض ولاتزال حماس وإسرائيل تبحثان عن المنتصر فى هذه المعركة التى يدفع ثمنها الإنسان الفلسطينى من دمائه. ومن الواضح أن حماس التى تأتمر بأوامر قطر وهى الممول الرئيسى لكل الحروب والمؤامرات بالمنطقة العربية كانت غير راضية عن المبادرة المصرية كما أن قادتها كانواغير مرتاحين أبدا لأنها جاءت من مصر فكان الضغط على قادة حماس لرفض المبادرة ومحاولة تقويض دور مصر سياسيا بينما كان الشعب الفلسطينى هوالذى يدفع الثمن ولابد أن تعلم قطر أن مصر تحركت من منطلق دورها كدولة كبرى فى المنطقة لها دور رائد بحكم التاريخ والجغرافيا والموقع وعوامل أخرى كثيرة ولن يؤثر فى دورها ما يفعله متآمرى الدوحة الذين يكنون العداء لمصر. This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.