تطورت جراحات المياه البيضاء في العقدين الأخيرين تطورا مذهلا بعد أن كان الاتجاه السائد في الماضى هو عدم التدخل الجراحي لخطورته الشديدة على العين بسبب انزلاق العدسة عن موضعها الطبيعي نتيجة لتراخى الأربطة . أوضح ذلك أ.د. طارق عيد استشاري المياه البيضاء وزرع العدسات وزميل جامعه جيفرسون الامريكيه ؛ خلال الندوة والمحاضرة العلمية التي ألقاها بمستشفى مغربي للعيون بالقاهرة ؛ وحضرها عدد من أطباء العيون من مختلف المستشفيات الحكومية والخاصة في مصر . وعلل د . عيد انزلاق العدسة بسبب بعض الأمراض الوراثية أو إصابات رضيه أو أمراض مكتسبه مثل قصر النظر الشديد أو الكتاركتا المتأخرة مما يؤدى ذلك إلى ضعف الإبصار وازدواجية الرؤية وحدوث مياه زرقاء ثانوية مع التهابات مزمنة بالقرنية وتكمن الصعوبة في العلاج الجراحي لعدم ثبوت العدسة مما يؤدى إلى مضاعفات أثناء العملية وبعدها عدم استقرار العدسة المزروعة في موضعها الصحيح . وأشار د . طارق إلى التطور الكبير في جراحات المياه البيضاء باستخدام حلقات جيب العدسة بنوعيها العادي والمحور ؛ حيث أدى هذا الاختراع إلى تثبيت العدسة أثناء العملية الجراحية بجهاز الفاكو مما جعل العملية أكثر أمانا وأقل مضاعفات ويعد هذا التطور بمثابة نقله نوعيه في علاج الانزلاق للعدسة البللورية والمياه البيضاء المصاحبة لها وأضاف أن في حالات العدسات الصناعية المزروعة بعد عمليات المياه البيضاء حيث يعانى المريض من ضعف النظر بعد عمليه الكتاركتا وزرع العدسة ؛ فإن علاج ذلك إما بتثبيت العدسة الداخلية في مكانها الصحيح بخياطتها إلى القزحية أو إلى جدار ألصلبه أو استخراج العدسة الصناعية أو استبدالها بعدسة أخرى تثبت في موضعها الصحيح حيث يستطيع المريض استعادة نظره السابق مجددا كما تستقر العدسة في مكانها . وتطرق د . عيد إلى أحدث التقنيات في علاج المياه البيضاء باستخدام جهاز الفيمتو ثانية والذي يتيح الاستغناء عن المشرط الجراحي حيث يتم عمل فتحة في داخل العين بهذا الجهاز بديلا عن المشرط كذلك يتم عمل الفتحة في الكبسولة الأمامية للعدسة بجهاز الفيمتو ثانية بمنتهى الدقة لاستقرار ومركزية العدسة المزروعة بعد ذلك ؛ ويتميز هذا الجهاز بأنه لا تصدر عنه طاقة حرارية ممن الممكن أن يكون لها ضرر على الأجزاء الداخلية للعين, ونظرا لندرة هذا الجهاز فأنه للاسف ليس مستخدما في مصر حتى الآن ولا يوجد إلا في مستشفى مغربي – جدة على مستوى الشرق الأوسط .