اعتمدت عليه كالماء والهواء، فكان بالنسبة لى أهم شخص فى حياتى، أغدق على بالمال، وجردنى من آدميتى، فجعلنى أسيرا لنزواته، وثروته أفعل ما يشاء وقتما يريد، وبين عشية وضحاها، استيقظت من غفوتى بعد فوات الأوان، وبينما قررت التخلص من علاقتى المشبوهة به، هددنى بفضح أمرى، وإعادتى إلى جحيم السجون، وهنا انتابتنى حالة من الجنون، سلمت نفسى خلالها للشيطان، الذى دفعنى للتخلص منه، وظهرت سعادتى عندما شاهدته يلفظ أنفاسه الأخيرة، فبلغت سعادتى ذروتها بعدما تأكدت أنى ودعت الحياة القذرة معه، وقررت أن أبدأ من جديد، إلا أن الأقدار، التى دفعته فى طريقى هى نفسها التى لم تمهلن للعيش فى نعيم كنت أنتظره .. جاءت هذه الكلمات على لسان قاتل صديقه فى منطقة أبوسنة، بقليوب، وقرر معتز عشوش، مدير النيابة العامة بقليوب، برئاسة المستشار حسن خليل، رئيس النيابة، وسكرتارية علاء إبراهيم، حبس المتهم، على ذمة التحقيق، كما صرح بدفن الجثة بعد تشريحها. تلقى العقيد محمد سلامة، مأمور قسم شرطة قليوب، بلاغا من الأهالى بالعثور على جثة لشخص بها عدة طعنات فى جميع أنحاء الجسد، وبإخطار اللواء محمود يسرى، مساعد وزير الداخلية لأمن القليوبية، انتقل اللواء عرفة حمزة، مدير إدارة البحث الجنائى، إلى مكان الواقعة، وقام أحمد كشك، وكيل أول النيابة، بمعاينة مسرح الجريمة، تم العثور على جثته مسجاة على الأرض، غارقة فى بحيرة من الدماء الغزيرة، ومصاب بجرح قطعى من الرقبة، وبجواره كمية من المنشطات الجنسية، بالإضافة إلى ملابس نسائية، وتبين للعقيد جمال الدغيدى، رئيس فرع البحث الجنائى بشبرا الخيمة، أن الجثة لشخص يدعى "يونان ع"، 57 سنة،حداد ، مفرج عنه من السجن فى قضية قتل عمد " قضى خلالها عقوبة السجن المشدد لمدة 20 عاما، وعثر بجوار الجثة على قطعة زجاج بها آثار للدماء، وتوصلت التحريات التى جمعها الرائد أحمد فاروق، رئيس مباحث قسم شرطة قليوب، إلى أن مرتكب الواقعة عاطل يدعى " هشام ر"، 29 سنة، وأضافت التحريات أن القتيل، والقاتل تجمعهما علاقة قديمة، أثناء تواجدهما داخل السجن، حيث كان كلاهما يقضى عقوبة السجن المشدد فى جريمتين مختلفتين، وتطورت العلاقة بينهما حتى طلب القتيل من قاتله ممارسة الشذوذ الجنسى معه، مقابل حصوله على مبلغ مالى، فاستجاب القاتل لرغبته، حتى أدمنا ممارسة الشذوذ سويا، وبعدما أنهى المتهم عقوبته خرج بعد ثورة يناير، وتحديدا فى السابع من شهر إبريل 2011، فيما خرج المجنى عليه منذ شهرين، وأكدت تحريات المباحث، قيام المجنى عليه بالاتصال بالمتهم، ودعوته للاستمرار معه فى علاقتهما المشبوهة، مقابل 100 جنيه فى كل مرة، فاستجاب المتهم، حيث كان يتردد على المجنى عليه، داخل شقته بمنطقة أبوسنة، فى الصباح الباكر، بينما كان المجنى عليه ينتظره بشغف، ويستعد للقاء مرتديا الملابس النسائية الشفافة، ويستقبله بالقبلات الحارة، والأحضان، وتكررت لقاءاتهما، حتى قدم المجنى عليه، تليفون محمول، هدية للمتهم، الذى لم يعارضه فى شىء، إلى أن بدأ المتهم يتهرب من المجنى عليه، فهدده المجنى عليه بتحرير محضر بقسم الشرطة، يتهمه فيه بسرقة هاتفه المحمول، وهنا تراجع المتهم، وقام بزيارة المجنى عليه، ونشبت بينهما مشادة كلامية، حاول احتوائها المجنى عليه فتوجه إلى المطبخ لإعداد كوب من الشاى للقتيل، وأسرع المتهم بالتقاط فارغ الشيشة، وانهال به فوق رأس المجنى عليه، وطعنه بها عدة طعنات نافذة، فسقط المجنى عليه غارقا فى دمائه، وسط بركة من الدماء، ولاذ المتهم بالفرار من مكان الواقعة. وبإعداد الأكمنة اللازمة، تمكن رجال المباحث من إلقاء القبض على المتهم ، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة ، وأنه كان دائم التردد على المجنى عليه لممارسة الشذوذ معه مقابل مبلغ مالى 100 جنيه، وفى ليلة الحادث أعطاه المجنى عليه مبلغ 20 جنيه فقط، فنشبت بينهما مشادة كلامية، بينهما تطورت لمشاجرة انهال خلالها المتهم بزجاجة الشيشة على رأس القتيل مما أدى لتحطمها وقام بطعنه بإحدى قطعها بعنقه، واستولى على هاتفه المحمول