في بيان رسمي صادر عنها عصر اليوم السبت، اعترفت وزارة التربية والتعليم - ضمنيًا- بأن الكتب المدرسية موجودة في مخازن المديريات، وذلك عندما جاء في البيان أن الوزير الدكتور محمود أبوالنصر، طالب مديري التعليم العام بضرورة الإسراع في سحب الكتب المدرسية من المخازن، وأن جميع الكتب وصلت إلى مخازن المديريات التعليمية. لم يذكر البيان أن الوزير قال "إن جميع الكتب وصلت المدارس"، بل ذكر أن "جميع الكتب وصلت مخازن المديريات"، وذلك برغم أن الدراسة بدأت يوم 20 سبتمبر الماضي، أي منذ 21 يومًا، وما زالت الكتب في مخازن المديريات التعليمية، ليثار في هذا الشأن تساؤل مهم مفاده: لماذا يذهب الطلاب للمدارس؟!. المفاجأة أن تصريحات الوزير التي أوردها بيان رسمي صادر عن الوزارة، جاءت ضمن اجتماع ضم قيادات الوزارة ومديري التعليم العام بمختلف المحافظات، حول "تدشين خدمة التسجيل الإلكتروني؛ لغياب الطلاب والمعلمين بالمرحلة الثانوية"، ليثار في هذا الشأن تساؤل آخر: كيف تعقد الوزارة اجتماعًا حول متابعة غياب الطلاب من المدارس، والمدارس نفسها لم تصل إليها الكتب حتى يحضر الطلاب؟. ولماذا اكتفت الوزارة بمعاقبة الطالب الذي "يتغيب" عن المدرسة، ولم تعاقب أو توجه حتى اللوم لمسئولي المديريات التعليمية على "تغيب" الكتب عن المدارس 21 يومًا كاملة؟!. وفي البيان ذاته، أكد الوزير أنه لن يتم رفع الغياب في العام الدراسي الحالي، كما كان يحدث في الأعوام السابقة لظروفٍ مختلفة مرت بها البلاد، وأن هذا العام هو عام الأنشطة والانضباط. هنا الوزارة اعتبرت أن الانضباط في المدارس، يعني حضور الطلاب للمدرسة فقط، ولكن: كيف ينضبط الطلاب وفي الوقت نفسه يشاهدون أمامهم مسئولي مديريات تعليمية "غير منضبطين" في مهام عملهم، ولا يمنحون الطالب أقل حقوقه التعليمية، بالحصول على الكتب منذ اليوم الأول للدراسة في "20 سبتمبر الماضي". وجاء في البيان: أن الوزير خاطب مديري التعليم العام قائلًا: إن هذا الانضباط سيتحقق بمتابعتكم وبالأداء الجيد لمدير المدرسة، وإحساسه بالمسئولية، وأن مدير المدرسة هو العامل الأساسي في انتظام العملية التعليمية. وذكر البيان، نقلًا عن محسن عبدالعزيز رئيس الإدارة المركزية لنظم تكنولوجيا والمعلومات، قوله إنه سيتم وضع خدمة التسجيل الإلكتروني لغياب الطلاب على بوابة الحكومة المصرية؛ لتسهيل الإطلاع عليه من جانب ولي الأمر، وأن الوزارة لن تستسلم لظاهرة غياب طلاب المرحلة الثانوية، لافتًا إلى أن خدمة التسجيل الإلكتروني لغياب الطلاب تعتبر بمثابة الحجر الذي نلقيه في الماء الراكد. وأضاف رئيس الإدارة المركزية لنظم تكنولوجيا أن النظام الجديد لن يحل المشكلة بمفرده ولكنه سيساعد في ذلك، وأن العامل الأساسي في حل تلك المشكلة هو المتابعة والقائمون عليها، مشيرًا إلى أن مدير المدرسة مسئول مسئولية كاملة عن التسجيل الإلكتروني لغياب الطلاب. وأضاف عبدالعزيز أن الإدارة العامة للمعلومات والحاسب الآلي ستقوم بتدريب مديري المدارس على هذا البرنامج، مشيرًا إلى أن دور مديري التعليم العام هو التنسيق مع إدارة الإحصاء، وأن التسجيل الإلكتروني للغياب لن يلغي التسجيل الورقي، الذي سوف يستمر بنفس صورته. من جانبه أشار محمد سعد المشرف على قطاع التعليم العام إلى أنه سيتم تسليم كل مدير تعليم ثانوى "باس ورد"، لمتابعة نسب الغياب عن طريق مدير التعليم الثانوى فى الإدارة والمديرية، وجهاز المتابعة بالوزارة.