حين قامت الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) وأعلنت بيانها التأسيسى الأول فى 22 سبتمبر 2004 ومضمونه مواجهة السياسات الاستعمارية الأمريكية والصهيونية، وهو ما لا يتم إلا بالتصدى وإسقاط الأنظمة الاستبدادية. وتحرك أعضاء كفاية فى كل مصر رافعين شعارات: "كفاية فساد واستبداد وانتهاك الحريات، كفاية خصخصة وبيع البنوك والمصانع والشركات، كفاية تعذيب فى أقسام الشرطة والسجون، كفاية تجريف للأراضى الزراعية، لا لحصار غزة، لا لتهويد القدس، لا للتبعية، لا للمعونة الأمريكية، لا للتطبيع مع الكيان الصهيونى، لا لتصدير الغاز لإسرائيل". وكان لحركة كفاية صدى واسعا فى كل بلدان العالم، وتشكلت على غرارها حركات شعبية فى بعض البلدان العربية والأجنبية. وفى نفس الوقت شكلت القوى السياسية، ومنذ عام 2002 المؤتمر الدولى ضد العدوان الأمريكى على العراق. ومن أرض مصر انطلق إعلان القاهرة الدولى ضد العدوان على العراق واستمر هذا المؤتمر عددا من السنوات كملتقى دولى لجميع الحركات والمنظمات غير الحكومية على مستوى العالم المساندة والمتضامنة ضد الرأسمالية المتوحشة المعسكرة وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية. وكان من أقوى المواقف التى اشتركت فيها شعوب العالم مظاهرة 15 فبراير 2003 ضد العدوان الأمريكى على العراق، والتى شملت معظم العواصم العالمية وحوالى 600 مدينة فى أمريكا وحدها. كما كانت مجموعة أوقفوا الحرب فى انجلترا التى تشكلت بقيادة عضو البرلمان جورج جلوى هى التى قامت بالمحاكمة الشعبية لتونى بلير بعد ذلك وكانت من أهم أسباب سقوطه. أيضا ذهاب عدد من وفود شعوب العالم خلال شهرى فبراير ومارس قبل العدوان إلى العراق كدروع بشرية. وأيضا مظاهرات الشعوب ضد العدوان الصهيونى على غزة وقتل الأطفال والنساء والرجال والشيوخ عام 2008. إن الشعوب تملك أسلحتها السلمية القوية للضغط على أنظمتها من أجل الإنسان وحقه فى الحياة والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية. الإنسان فى كل زمان ومكان على الكرة الأرضية لم يعد بمعزل عما يحيط به فى بلدان العالم، فالشعوب تنتفض ضد الظلم والقهر، وتقوم بالثورات على أنظمتها الفاسدة المستبدة فى كل مكان. آن الأوان لجبهة شعبية عربية فى القلب منها الحملة الشعبية المصرية لمقاطعة البضائع التركية. جبهة شعبية تتصدى لخطر مشروع التقسيم والتفتيت للمنطقة العربية. آن الأوان لبناء مصرى خليجى جزائرى لدرأ خطر الإرهاب الموجود على أرض مصر وسوريا والعراق وليبيا. آن الأوان لاستراتيجية عربية لمواجهة الجماعات الإرهابية المتطرفة بكل مسمياتها، والتى خرجت من عباءة جماعة "الإخوان المسلمين" وتنظيمها الدولى. تلك الجماعات المدعومة بالتمويل والتسليح والتدريب، من أمريكا والكيان الصهيونى وإيران وقطر وتركيا. آن الأوان للتصدى لدولة تركيا ومقاطعتها على كل المستويات سياسيا ودبلوماسيا واقتصاديا وثقافيا وفنيا ورياضيا، ومقاطعة الذهاب إلى تركيا فى رحلات سياحية، فهى الراعى الأول للإرهاب تأوى قادتهم وتعقد على أرضها المؤتمرات التى يتم فيها وضع الخطط لشل الحياة فى مصر، والعمل على إسقاط الدولة المصرية لتحقيق حلم أردوغان بتكوين دولة استعمارية عثمانية جديدة. فلتبدأ مصر وتدعو بقية الشعوب العربية لتكوين الجبهة الشعبية ضد السياسات التركية.