مر حوالي 30 عاما علي تناول وقائع التحرش الجنسي والاغتصاب بداية من قضية فتاة المعادي 1985 وبعدها بأشهر كانت قضية اغتصاب "سيدة " إمبابة ثم مرورا بقضية فتاة العتبة 1992 إنتهاء بالأحداث المتعددة بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيه كان أخرها التحرش ب 6 فتيات وسيدة أثناء احتفالهن بتنصيب الرئيس السيسي في ميدان التحرير يوم الأحد 8 يوينه .. فلم يناقش الإعلام ظاهرة التحرش بموضوعية ويبحث عن الأسباب الإجتماعية التي غالبا تنحصر في الجهل والفقر والمرض وهي المشاكل المزمنة التي يعاني منها المواطنون في الدولة منذ عقود سابقة ، كما لم يتعرض الإعلام إلي تفشي الظاهرة بعد أن تفشت ظاهرة التطرف الديني وتسييس الدين لخدمة المصالح الشخصية لبعض الجماعات الدينية المتطرفة ، ودارت المناقشات حول تغليظ العقوبة للجناة فقط وهذا ليس كافيا ! .. كما أهمل الإعلام مناقشة الحلول أو التعرض للدراسات والأبحاث الإجتماعية للمتخصصين في هذا المجال .. و للأسف نوقشت كل قضية إما بمنظور طبقي مثلما حدث في القضايا الأولي الخاصة بفتاتي المعادي والعتبة وسيدة إمبابة فكان التناول الإعلامي كالإختلاف الطبقي بين المعادي وإمبابة والعتبة !، أو بتسييس قضايا التحرش بعد ثورتي يناير ويونيه وظهر هذا واضحا في القضية الأخيرة فتم تصويروقائع الإعتداء الوحشي الفتيات وترويج الفيديو بعد وضع عنوان عليه أقل مايوصف بأنه حقير ووضع من قبل مرضي نفسيين ، وقيل أنهم ينتمون إلي الجماعة الإرهابية وقيل "6 ابريل" عقابا للفتيات لإحتفالهن بتنصيب السيسي عدوهم العنيد " الجماعة "! ، وردت الأبواق الإعلامية بالسب بل راح الزميل أحمد موسي في برنامجه "علي مسئوليتي " بقناة صدي البلد إلي أكثر من ذلك و تلقي تليفونا زعم أنه للسيدة التي تم التحرش بها وبإبنتها حيث أكدت السيدة : أنها ستعود للميدان ولن يثنيها الحادث وهتفت تحيا مصر وأنهت المكالمة بزغرودة للتأكيد علي حبها لمصر وإصرارها علي موقفها ! .. ولانعلم ما الهدف من هذه المكالمة ؟ ومن هذه السيدة ؟ فبحسب تصريحات وزيرة القوي العاملة التي نشرت فالسيدة المتحرش بها صحفية و حالتها النفسية والصحية سيئة ، كما صرح أحد الأطباء بأن نسبة الحروق في جسدها حوالي 40% من جراء سقوط ماء مغلي عليها من " نصبة شاي " بالميدان ، فكيف لها أن تتكلم للإعلام بنبرة تحدي وقوة بدت واضحة في كلماتها بالإضافة أنها استخدمت بعض الألفاظ القريبة من لغة البسطاء وبعيدة عن استخدام الصحفيين (مثل .. اسم الله علي مقام حضرتك ) نظرا لأن السيدة المتحرش بها صحفية ! .. أما عن دور الأمن في القضية .. فبرغم من تكريم النقيبان مصطفي بركات و مصطفي ثابت وملازم أول أحمد الشرقاوي واميني الشرطة أحمد السعيد ومحمد متولي لإنقاذهم الفتاة ووالدتها بصعوبة من أنياب الجناة بعد حوالي ساعة ونصف الساعة من الاشتباك المستمر ، لكن نطالب بمحاسبة المقصريين من المكلفين بحماية الميدان من رجال الأمن لعدم التحرك السريع لحماية الفتيات والسيدات ، فلماذا لم يتم إطلاق النار علي أقدام الجناة مثلا لإرغامهم علي ترك الفتاة ووالدتها ؟.. فكيف تظل الفتاة ووالدتها ساعة ونصف الساعة تحت رحمة المجرمين يعبثون باجسادهن كيفما شاءوا ؟ ! كما لم يتحرك الأمن لإنقاذ الفتيات الخمسه التي تم التحرش بهن في ذات الليلة وسط الميدان وتمزيق ملابسهن مما أدي لتغطية اجسادهن بالأعلام – بحسب تصريح المهندس حمدي الفخراني للزميل أحمد موسي . ؟!