أمثالنا الشعبية هى أحد المكونات الثقافية الأساسية لمصريتنا والتى شكلت معظم عاداتنا وتقاليدنا بل جزءاً كبيراً من حياتنا الاجتماعية ..فهى تمثل الرافد الأساسى للخبرات التى اكتسبها المصريون عبر تارخهم الموغل فى القدم ومن ثم فهى عاكسة للتراث الثقافى بما فيه من منحنيات تعكس ماتعرضت له مصر من ايام الفراعنة حتى العصر الحديث من غزوات وحروب واحتكاك بالحضارات المختلفة ..وسوف أستعرض هنا عددا من الأمثال المتناقضة والتى قد تكشف عن كيفية مواجهة المواقف الصعبة التى عاشها المصريون سواء أكان ذلك عبر المجاملة أو التبرير أو المساواة أوالمساندة هناك مثال تجده يدعوا الى الشجاعة وعدم الخوف من أى حد (ما ياخد الروح الا اللى خلقها) وفى نفس الوقت هناك مثال ضده يقول (من خاف سلم ) الا ان هذا االمثل صريح وواضح فى المجاملة (النار ماتحرقش مؤمن ) يقابله اخر (المؤمن مصاب) وعندما تجد انساناً غاضباً وحزيناً من انه ساعد وأسدى معروفا وخيرا لأحد الا انه وجد منه نكراناً واساءة ..فيردد (خيراً تعمل – شراً تلقى) ولكن سيجد من يواسيه ويقول (أعمل الخير وأرميه فى البحر ) والأمثال فى هذا الصدد لاتنقطع فبالنسبة لكبار السن فهذا المثل يمدحهم (شابت لحيته- طابت عشرته) الا أن ذلك لايمنع من ان تجد مثلاً يختلف ويتعارض معه (شايب وعايب) حتى الأقارب لم يسلموا من تناقض الأمثال (خد من الزرايب ولا تخد من الأقارب) وعلى العكس تماما تجد من يقول (زيتنا فى دقيقنا ) وفى الزواج الأمثال المتناقضة أو التبريرية عديدة منها (جوز الأثنين ..عريس كل ليلة) يقابله (القديمة تحلى ولو كانت وحله ) واذا كنا استعرضنا جانباً من الأمثال يتناول التناقض الذى يسخدم كنوع من التبرير عندما يتعرض الإنسان لمواقف متعددة ومختلفة إلا انها ومعظمها تكشف عن التراث الثقافى الذى يموج بالخبرات الحياتية المكتسبة والتى تمثل مفاهيم اجتماعية للمواطنين حيث انها تعبر عن قول مأثور يتضمن نصيحة أوحقيقة عامة أو موقفاً ساخراً من عادة اجتماعية او أسلوب سياسى الا ان من يدقق فيها يكتشف انها مصاغة باللهجة الشعبية المليئة بالبلاغة وبجمال العبارة التى تجمع بين السجع والجناس والطباق والخبال وفى نفس الوقت تتسم بالإنجاز واختصار المعانى هذه الأمثال تمثل أحد المفاتيح الأساسية للشخصية المصرية