يعد إنتهاء زيارة وزيرى الخارجية والدفاع الروسيين لمصر هناك اسئلة مهمة لعل أبرزها لماذا هذه الزيارة؟ وما هو الهدف منها. ليس خافياً على أحد ان العلاقات المصرية الامريكية تمر بمرحلة صعبة يمكن ان نطلق عليها شبه الأزمة أي أنها لم تصل إلى الأزمة الكاملة وذلك على خلفية خفض المساعدات العسكرية لمصر والموقف الرمادى لامريكا عقب 3 يوليو. قد يكون هذه ديباجة مهمة لنحاول الاجابة على الأسئلة المثارة.. إذن تحرك مصر إلى روسيا لا يأتى من فراغ رغم تصريحات نبيل فهمى وزير الخارجية بأن الزيارة الروسية ليست موجهة لأحد وليست على حساب أحد. أن الوزير أراد من هذه التصريحات ان يفتح الباب عبر الغزل لامريكا وكأنه يقول لها إننا نستطيع ان نستغنى عنكم وهذا هو الدليل ولكن مع ذلك مازلنا نمد ايدينا لكم. إلا أن المتتبع لزيارة الوزيرين الروسيين لمصر لن يجد أية اتفاقيات أو صفقات بين البلدين معلنة بل كانت أحاديث الطرفين دبلوماسية فقط... وهذا ما دفع البعض بالقول بأنها زيارة تمهيدية أو تحضيرية لزيارة بوتن والتى يتردد بأنها ستكون فى منتصف الشهر المقبل رغم أننى استبعد ذلك وان بوتين عندما يأتى إلى مصر لابد أن تكون خريطة الطريق قد تم الانتهاء منها وأجريت الانتخابات لأن روسيا لها موقف معلن من قبل ومعروف تجاه ما حدث يوم 3 يوليو. دعونا نستكمل البحث عن اجابات للأسئلة المطروحة .. ماذا تريد مصر من روسيا وماذا تريد روسيا من مصر؟ هذا سؤال مهم ويدخل فى صلب الموضوع.. فالمصلحة هى تمثل المحور الأساسى للعلاقات السياسية وتحدد شكل التعاون بين الدول. قد تكون مطالب مصر من روسيا ليست سراً بل قد يعرفها ويدركها المراقبون والسياسيون وهى ملء فراغ امريكا فى توريد الأسلحة أى أن مصر تطلب السلاح باعتبار ان روسيا الدولة الثانية فى العالم المنتجة لتكنولوجيا الأسلحة الحديثة.. إلا أنه قد يثار سؤال آخر.. أمريكا كانت تمدنا بالسلاح من المعونة .. لكن روسيا سيكون الموقف مختلفاً انها تريد دفع الفاتورة «عايزه فلوس مقابل بيع السلاح» وهذا يدفعنا الى القول .. من أين فالخزانة خاوية؟ هناك أنباء تقول إن دول الخليج وخاصة الامارات والسعودية والكويت ستدفع ثمن الصفقة .. وقد يكون هذا صحيحاً خاصة لو نظرنا الى الأموال والتى بلغت 12 ملياراً وضخوها فى الاقتصاد المصرى وان كان البعض يبدى شكوكا بأن الحماس الخليجى لن يكون مثل أول مرة. لكن ماذا تريد روسيا من مصر؟ أنا لست مع الذين يرددون بأن موسكو تطلب إنشاء قاعدة عسكرية.. فهذا لن يتم لأن ذلك مرفوض وأصبح من الثوابت المصرية ولكن أعتقد أنه يمكن تقديم تسهيلات فى تموين الاسطول الروسى عبر أحد الموانئ المصرية وذلك كبديل احتياطى لميناء طرطوس فى سوريا.. وهو ما يتردد داخل الكواليس السياسية. إلا أنه وبصفة اجمالية أو بنظرة كلية. أجد أن هذا التحرك المصرى إلى روسيا مهم قد يدفع امريكا لإعادة حساباتها مرة أخرى مع مصر وان لم يحدث ذلك يصبح هناك طرف آخر جاهز للتعامل وتعويض ما امتنعت عنه واشنطن.. والتى أيضاً لها مصلحة فى تعاونها مع القاهرة فى الحفاظ على أمن المنطقة وخاصة إسرائيل طبقاً لاتفاقية كامب ديفيد.