لا ينكر أحد أن مصر تعيش الآن أصعب مرحلة في تاريخها الحديث ، أصبح الاختلاف في الرأي اتهاما بالعمالة والتخوين والجهالة وكفراً بالله ودماراً يعم الأرض طولاً وعرضاً ، إنشقاقاً تاماً داخل الأسرة الواحدة ، وعداءاً يصل إلى أبعد مدى ، غلفت الأبصار بغشاوة وعميت البصيرة وسار الجميع يركض وراء هدفه دون محاولة لرؤية المشهد من جميع جوانبه ، الاستسهال سمة العصر والفضائيات قناته الشرعية ، استوقفتني كلمة الشيخ الكبير حافظ سلامة منذ أيام وهي تدعو الشعب المصري للالتفاف حول الجيش منعاً من تكرار مأساة العراق وليبيا وسوريا مؤخراً حينما سقط الجيش وسقطت معه الحياة والحرية وخضعت الشعوب لاستعمار الغرب المتوحش .. من لا يدرك أن الجيش مهمته الأولى الموكلة إليه حماية الشعب من أخطار الخارج والزود عنه فهو مخطئ .. من يحارب جيشه يضعف شوكة بلاده ... أصبحت أكره لفظ العسكر ويعيدني للطفولة حينما كنا نلعب عسكر وحرامية فمن تحب أن تكون وأيهما تساند ..من ينفخ في النار يريد حرق البلاد ودمارها حتى أن الإرهاب وصل لمحطة مصر للسكك الحديدية ووضعت بها قنبلة لولا عناية الله أنقذتنا ...إلى متى تعمى الأبصار؟