أبدى بشار الأسد تحديا للغرب في مهاجمة سوريا، وقال إن بلاده ستنتصر، فيما شن فيصل المقداد هجوما حادا على باراك أوباما واتهمه بالتردد والارتباك، داعيا الكونغرس الأميركي للتعامل بحكمة مع الموضوع السوري، كما هاجم فرنسا وقال إنها تخدع شعبها. دمشق: اعلن الرئيس السوري بشار الاسد خلال استقباله مسؤولا ايرانيا الاحد ان بلاده قادرة على مواجهة "اي عدوان خارجي" ، بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا". وقال الاسد "ان سوريا بصمود شعبها المقاوم وتلاحمه مع جيشه الباسل، قادرة على مواجهة اي عدوان خارجي كما تواجه يوميا العدوان الداخلي المتمثل بالمجموعات الارهابية ومن يقف خلفها حيث تحقق الانتصار تلو الاخر وصولا لاعادة الامن والاستقرار لكامل ربوع الوطن". واكد الاسد ان "التهديدات لن تثني سورية عن تمسكها بمبادئها وثوابتها ومحاربتها للارهاب المدعوم من بعض الدول الاقليمية والعربية وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة". وكان الاسد يتحدث خلال اجتماعه مع رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بروجردي الذي عبر، بحسب ما اوردت سانا، عن "دعم ووقوف الجمهورية الاسلامية الايرانية قيادة وشعبا الى جانب سورية فى وجه اي عدوان". واكد ان "شرفاء المنطقة لن يسمحوا بتمرير المخططات الخارجية التي تستهدف دور سورية المقاوم وامن واستقرار شعوب المنطقة"، مضيفا ان "اي عدوان خارجي على سورية سيكون مصيره الفشل وسيرتد على منفذيه". واشار الى ان "الخاسر الاكبر من هذه المغامرة" هم "الولاياتالمتحدة ووكلاؤها في المنطقة وفي مقدمتهم الكيان الصهيوني". وقال بروجردي ان "ايران تنصح جميع العقلاء في هذا العالم بالضغط على الولاياتالمتحدة لتجنيب المنطقة والعالم مخاطر اشعال حروب لن يستطيع احد السيطرة عليها". واعلن الاسد مرات عدة منذ بدء التهديدات الاميركية بتنفيذ ضربة تستهدف نظامه ردا على استخدام مفترض للاسلحة الكيميائية ضد شعبه، تصميمه على الدفاع والمضي في المواجهة. وهو اول كلام ينسب اليه بعد اعلان الرئيس الاميركي باراك اوباما تريثه في القرار حول الضربة الى حين التشاور مع الكونغرس. الا ان الرئيس السوري لم يات على ذكر الموقف الاميركي الاخير. المقداد يهاجم أوباما وفرنسا رأى نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الاحد ان الرئيس الاميركي باراك اوباما بدا عليه "الارتباك والتردد" خلال كلامه عن تريث في اتخاذ القرار حول الضربة العسكرية لسوريا، وانتقد الحكومة الفرنسية متهما اياها بعدم المسؤولية. وقال المقداد لصحافيين في اول تعليق على الموقف الاميركي الاخير الداعي الى التشاور مع الكونغرس قبل توجيه ضربة للنظام السوري "من الواضح التردد والارتباك وخيبة الامل التي كانت على لسان الرئيس اوباما يوم امس. لا يمكن لاحد، سواء كان رئيس الولاياتالمتحدة او اي رئيس آخر، ان يبرر عدوانا لا مبرر له على الاطلاق، عدوانا يدعم القاعدة وجبهة النصرة والسعودية". واعتبر ان سبب "الارتباك انه لا يوجد اي قاعدة للادعاءات حول استخدام سوريا لمثل هذا السلاح"، في اشارة الى اتهام الغرب النظام السوري باستخدام اسلحة كيميائية في ريف دمشق في 21 آب/اغسطس. وتابع "نقول انه تم استخدام اسلحة كيميائية من القاعدة والمأجورين لديها، ومن خلال ما تقدمه تركيا والسعودية ودول اخرى لمصلحة القاعدة والارهابيين". وقال المقداد "من يجب ان يعاقب هو تلك المنظمات الارهابية وليس حكومة محترمة تدافع عن مصالحها". من جهة ثانية، قال المقداد ان "السياسيين الفرنسيين خدعوا الشعب الفرنسي لانهم تصرفوا بطريقة غير مسؤولة. لقد زوروا الوقائع وهم يدعمون منظمات ارهابية مثل القاعدة". وتابع "نحن نقول هناك حكومة مسؤولة في سوريا، لكن لا توجد حكومة مسؤولة في باريس. نعتبر ان الرئيس الفرنسي (فرانسوا هولاند) ووزير خارجيته يخدعان الشعب الفرنسي لتبرير السياسات الفاشلة تجاه سوريا. لكنهم سيفشلون" دمشق تدعو الكونغرس الاميركي الى التعامل "بحكمة" ودعا فيصل المقداد الكونغرس الاميركي الى اظهار "حكمة" في التعامل مع الوضع السوري، وذلك غداة اعلان الرئيس الاميركي باراك اوباما تأخير اتخاذ القرار حول ضربة عسكرية للنظام السوري الى حين التشاور مع ممثلي الشعب. وقال المقداد ردا على سؤال عما اذا كان يتوقع ان يحصل الرئيس الاميركي على موافقة الكونغرس "هذا قرار الكونغرس. ارجو ان يمارس الكونغرس حكمة في التعامل مع الوضع". كيري: لدى واشنطن عينات تثبت استخدام غاز السارين واعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاحد ان الولاياتالمتحدة تسلمت وحللت عينات تثبت استخدام غاز السارين في هجوم 21 اب/أغسطس الذي اتهم النظام السوري بشنه قرب دمشق، داعيا الكونغرس الى الموافقة على توجيه ضربة عسكرية للنظام. وقال كيري لمحطة "ان بي سي نيوز" و "سي ان ان" ان فحص "اثار غاز السارين في عينات شعر ودم جاء ايجابيا"، مشيرا الى "تطور كبير جدا اطلعنا عليه خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية بفضل عينات تسلمتها الولاياتالمتحدة من اول الواصلين الى الموقع شرق دمشق وجرى اخضاعها للفحص".