مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية يدين قرار اعتقال البشير محيط علي عليوة ومحمد كمال شيخ الازهر محمد سيد طنطاوى انطلاق فعاليات المؤتمر الحادي والعشرين للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية وموضوعه التجديد في الفكر الإسلامي بحضور ممثلين عن العالم الإسلامي، وقد اجمع الحاضرون منذ البداية على إدانة صدور مذكرة المحمة الجنائية الدولية باعتقال الرئيس السوداني عمر البشير واعتبروه انتهاكا لسيادة دولة مستقلة وخروج على الشرعية والأعراف الدولية. وعلى هامش المؤتمر أكد الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر أن الإسلام منذ البداية شجع الاجتهاد وتجديد الفكر وهو يرحب بكل ماهو إيجابي للإصلاح والتعاون في كل ما ينفع الناس في دينهم ودنياهم، وقال شيخ الأزهر إن الشرائع السماوية جميعها تدعو إلي إخلاص العبادة لله والتحلي بمكارم الأخلاق وكل تجديد في هذا الإطار الإسلام يرحب به ويدعو إليه لأنه بهذا المفهوم لا يتعارض مع الحق والعدل والأخلاق. ودعا شيخ الأزهر العلماء والمفكرين إلي تعظيم مبدأ التجديد في كل مجالات الزراعة والصناعة مؤكدا أن الأديان كلها تدعو إلي هذا التجديد، وجدد شيخ الأزهر تأكيده بأن شريعة الإسلام أكدت ضرورة الاتجاه إلي الفكر الإسلامي, وقال مرحبا بكل تجديد في حدود ما أحله الله وتحقيق الخدمات للإنسان. وأوضح البابا شنودة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أن تبادل الفكر له منفعة كبيرة ويخرج بها المجتمعون برأي واحد في قضايا إسلامية مهمة, وأن التجديد ليس جديدا علي تاريخ الإسلام, فالإسلام في سلسلة دائمة من التجديد, وضرب البابا شنودة أمثلة علي التجديد في الإسلام من ذلك نظام الحكم الذي تطور من عصر الخلفاء الراشدين إلي الدولة الأموية التي بدأت فيها أسرة تحكم لسنوات طويلة ثم الدولة العباسية ثم الفاطمية ثم العثمانية. البابا شنودة واستدل البابا شنودة أيضا علي تجديد الفكر الإسلامي بالمراحل التي مرت بها المرأة عبر تاريخها الطويل ابتداء من حقها في الانتخاب ثم عضوة بالهيئة التشريعية كما في مصر, ووكيلة لمجلس الشعب, بل دخلت المرأة كل المجالات حتي صارت قاضية كما في مصر. وقال الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف: إن التجديد يجب ألا يقتصر علي الجوانب الدينية فقط, وإنما التجديد المطلوب ينبغي أن يكون شاملا لكل جوانب الحياة. فالإسلام بطبيعته دين للحياة بجميع أبعادها المختلفة. ونحن علي يقين من أنكم جميعا تدركون تماما الظروف والمتغيرات الدولية التي تحيط بعالمنا الإسلامي, وتدركون ضرورة إعادة النظر في الكثير من الأمور التي رانت علي قلب أمتنا الإسلامية فعطلت مسيرتها وجعلتها تتخلف عن الركب الحضاري لعالمها المعاصر. وإذا كانت الحضارة الإسلامية قد أصابها التراجع منذ فترة طويلة فليس معني ذلك أنها انهارت تماما. فلا تزال هناك عناصر مهمة ومقومات أساسية يمكن البناء عليها لتجديد هذه الحضارة وتنميتها علي النحو الذي يتلاءم مع معطيات العصر. والفكر دائما هو القاطرة التي تقود عملية التغيير والتجديد. وحتي يكون الفكر قادرا علي القيام بهذا الدور فلابد من تجديده وتطويره لإحداث التغيير المنشود. من جانبه أكد الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أن التجديد والتطوير هو أحد أظهر نواميس الطبيعة ولا يستطيع أن يوقفه انسان, ذلك أنه لا أحد يمكن أن يدعي وجود إجابات جاهزة لكل القضايا التي تتغير وتتجدد بالسنين والأحقاب, وأشار أوغلو إلي أن بقاء الدين واستمراره يكمن في تجاوبه مع ظروف هذا التطور, وهذا ما سبق أن سنه سلفنا الصالح بالاجتهاد. وأشار أوغلوا إلي أن هناك حملة تستهدف الإسلام, وذلك ما يبدو ظاهرا في ظاهرة ما يسمي بالاسلاموفوبيا التي تصاعدت بعد أحداث11 سبتمبر. وفي كلمته أكد الدكتور محمد الشحات الجندي الأمين العام للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية مقرر المؤتمر أن العالم د. محمد الشحات الجندي الإسلامي اليوم في مفترق طريق, وهو ما يدفع بالمسلم إلي خوض معارك شتي في مختلف المجالات علي الساحة الآن. حيث تبرز اتجاهات وتيارات مختلفة, منها ما يقوم علي الجمود والانغلاق دون وعي بمتطلبات العصر والتحديات التي تواجهه, وتيار يقوم علي الانفلات، و في الجلسة الصباحية الثانية أكد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ وزير الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد رئيس الجلسة أن الاسلام دين صالح لكل زمان ومكان, والتجديد في الفكر الإسلامي تأتي أهميته من هذا المبدأ. وأكد الدكتور عبدالعزيز التويجري الأمين العام لمنظمة الايسيسكو أن الجمع بين الاجتهاد والتجديد مسألة في حاجة إلي تحديد لازالة اللبس بينهما ودعا إلي مراعاة الانضباط والفهم في كل دعوة إلي الاجتهاد وحتي لا نقع في خطأ. وطالب الدكتور أحمد زكي يماني مدير مركز الشريعة الإسلامية بلندن باحياء فكر الأولويات والألفة والأخوة لتجعلنا نتعامل بقلب مفتوح مع الآخر, وكثير من المنظمات تنقصها معرفة الأولويات وليس من المعقول التركيز علي قضايا فرعية في الوقت الذي نجد الأمة الإسلامية والتحديات من حولنا تستلزم الاهتمام بالأولويات. الدكتور عصام الدين البشير وزير الأوقاف السابق قال إن ما حدث تجاه الرئيس السوداني عمر البشير خير دليل علي حجم التحديات التي تواجه قيادات عالمنا الإسلامي والهدف منها إحداث بلبلة يكون من آثارها أن نشغل أنفسنا بأشياء فرعية, والبعد عن الأخذ بكل أسباب القوة. وسأل أين هؤلاء من كل ما يجري في فلسطين والقتل والابادة التي يتعرض لها النساء والأطفال في غزة؟