محيط: رفض الدكتور فهد العريني الأستاذ المشارك بكلية الشريعة بجامعة أم القرى ما يسمى بالخطب الإلكترونية، معللأً رفضه بأن تسجيل الخطب على الشاشات الإلكترونية قد يدخل في إطار اللغو والمخالفة، إضافة إلى ما يصاحب ذلك من تشويش أو إرباك للمصلين، وقد تفقد الخطبة روحانيتها وقدسيتها ومكانتها الشرعية، فلا ينبغي أن يتغيّر نمطها ووضعها الذي عرفت عليه. ووافقه الرأي إمام وخطيب جامع الجميزة الشيخ عبدالله بن محمد حفني، والشيخ سعد القرشي إمام وخطيب جامع الأميرة نوف بالشرائع بمكة المكرمة، وقالا إن الجمعة شعيرة من الشعائر العظيمة في الإسلام، وفي هذا اليوم يجتمع المسلمون منصتين للخطيب، فمن لعب بالمفاتيح، أو السواك، أو السبحة فقد لغى، ومن لغى فلا جمعة له. فما بال الشاشات التي تعرض أمام المصلين؟ حيث يتهيأ المأموم للاستماع الكامل للخطبة، وبالتالي فلا أظن أن تسجيلها يضيف أمرًا حسنًا. والأمر في حاجة إلى عرضه على هيئة كبار العلماء. * وأشار الدكتور خالد بن أحمد بابطين الأستاذ المساعد بمعهد البحوث العلمية، وإحياء التراث الإسلامي بجامعة أم القرى وإمام وخطيب جامع الابتسام بالعزيزية إلى أن (الخطبة الإلكترونية) من الموضوعات المستحدثة التي طُرحت أو تُطرح في الآونة الأخيرة في بعض المجالس أو المنتديات أو في الصحف، وقال إن هذا يذكّرني بما حصل في أحد جوامع سراة عبيدة بمنطقة عسير في سنة 2006م، عندما قام ذلك الإمام بإلقاء خطبة الجمعة في مسجده الذي يخطب فيه باستخدام جهاز الحاسب الآلي المحمول (LAPTOB)، فاستنكر الناس صنيعه، وقام فرع وزارة الشؤون الإسلامية بعسير بمعاقبته كما نُشر في الصحف في حينه، لأنه لم يأخذ الإذن المسبق على ذلك من إدارة الأوقاف وقد اطلعت على ما ذكره بعض الكتّاب من مقترحات بما يُسمّى (الخطبة الإلكترونية)، ولا شك أن هذا الاقتراح لا يتناسب مع المساجد، ثم إن هذه الشاشات الكبيرة التي يُقترح وضعها في قبلة المسجد ويمكن كتابة عناصر الخطبة عليها ليس لها مردود إيجابي في رأيي، لأنها تشغل المصلّين عن الانتباه لما يقوله الخطيب، وسيبدأون في التحديق في تلك الشاشات وما يكتب عليها، وقد تشغل ألوان الشريحة المعروضة البعض، أو أنواع وجمال تلك الخطوط التي كُتبت بها تلك الشريحة. والخلاصة: أني لا أرى أي داعٍ لاستخدام ما يسمَّى ب (الخطبة الإلكترونية العصرية) جملة وتفصيلاً. ويمكن في بعض المساجد التي يوجد بها جاليات غير عربية كثيرة ترجمة خطبة الجمعة لهم، وتزويدهم بمختصر تلك الخطبة ليستفيدوا منها في بيوتهم ومقارّ سكنهم. * وفيما يرى د. علي بو حميدي أن الخطب الإلكترونية تأثيرها السلبي أكثر من التأثير الإيجابي.. يشير طلال البوسطجي أيضًا إلى أن البقاء على الخطب العادية هو الأولى والاجدر لأن أثرها أبلغ في نفوس المصلين.. أمّا الخطب الإلكترونية فلا تؤدي الغرض من وجهة نظري، وانه لا يمكن مقارنة الخطب الالكترونية بالخطب التي يرتجلها خطباء المساجد، وتصل إلى أفهام المصلين، وتؤثر فيهم إيجابًا من خلال الموضوعات الشيقة التي يطرحها أئمة وخطباء المساجد. * أمّا محمد نشار الرشيدي فيرى أن فكرة الخطب الإلكترونية فكرة جديدة، وقد يكون فيها شيء من التطوير كونها تحدد الوقت بدلاً من اختلاف زمن الخطب بين مسجد وآخر. فالمصلون سينصتون للخطبة سواء كانت مرتجلة أو إلكترونية، ويبلغ أثرها في نفوسهم مبلغه.. وقد يكون من خلالها هناك وضوح لصوت الخطيب، وبالتالي تصل الخطبة كاملة إلى جميع المصلين بالصوت والصورة مسجلة على تلك الشاشات الإلكترونية.. وقال إنه لابد من العودة لهيئة كبار العلماء حتى تصبح هذه الخطب الإلكترونية مفعلة إذا رأى علماؤنا ذلك