السؤال: ما هو الحل الذي يقدمه الشرع لمشكلة مثل العنوسة خاصة في مجتمع يرفض التعدد ويغالي في الطلبات المالية من جانب الأهل؟ ** تجيب الدكتورة سعاد صالح أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر بقولها: لم يهتم الشرع الحكيم بعقد مثل اهتمامه بعقد الزواج لأنه هو الأصل في قيام الأسرة ولذلك وضع له الضوابط والأسس التي إن روعيت فإننا نضمن له الاستمرار والاستقرار ومنها حسن الاختيار وعدم الإكراه والإشهاد والصدق للمرأة ولقد حث الرسول صلي الله عليه وسلم علي تيسير الصداق وعدم المبالغة فيه كما حث الشباب الذين تتوافر لديهم القدرة علي الزواج ماديا وبدنيا أن يسارعوا بالزواج فقال صلي الله عليه وسلم: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج" ولكننا نجد الآن في مجتمعاتنا الإسلامية مظاهر اجتماعية تصاحب إنشاء هذا العقد من حيث المبالغة في المهور وفي تكاليف الاحتفال بالزواج وأثاث المنزل وغير ذلك مما يحجم الشباب معه عن الزواج مما يفتح باب الفساد في المجتمعات ويؤدي إلي تأخير سن الزواج لكل من الفتي والفتاة فضلا عن أن هناك بعض العشائر أو الأسر التي لا ترغب في تزويج بناتها إلا من داخل القبيلة ويؤدي ذلك إلي تأخير سن الزواج وظهور مشكلة العنوسة وبالتالي فإن الحل هو تشريع التعدد الذي جعله الله سبحانه وتعالي رخصة ورحمة للرجال والنساء معا بشرط الالتزام بقيده الأبدي وهو العدل بمفهومه الواسع بين الرجل وربه وبين الزوجتين وأبناء الزوجتين. المصدر: مجلة " عقيدتي ".