القاهرة: رحب علماء أزهريون بفكرة تعليم مناسك الحج عن طريق استخدام نماذج لمحاكاة المناسك الحقيقية على شبكة الانترنت وهو ما يعرف بعالم " سيكند لايف" وأعتبروه أمرا مشروعا، بشرط ألا يكون بديلا عن الحج الشرعى وأداءه عملياً. وعلل العلماء ترحبيهم بهذا المشروع كونه يساهم في توعية الحجاج بشكل يجنبهم أيَّ أخطاء شرعية، فضلا عن أن هذه الفكرة توفر الوقت والجهد على المعلم والمتعلم في تقرير وتأكيد المعنى في نفوس وعقول الحجاج وتركيز انتباههم فيه. وحول آراء بعض العلماء حول إنشاء مواقع إلكترونية لتعليم الحجاج كيفية أداء مناسك الحج بطرق عملية، وتبيان موقف الإسلام من استخدام التكنولوجيا الحديثة في التدريب على كيفية أداء هذه المناسك ومدى مشروعية رسم مجسمات للكعبة وبقية مناسك الحج الأخرى، دافع الشيخ محمود أحمد إسماعيل (من علماء الأزهر والمسؤول عن الصفحات الشرعية المتخصصة في موقع " إسلام أون لاين " والمستشار الشرعي والدعوي بشبكة المعلومات الدولية عن الفكرة) عن فكرة المشروع ، بحسب جريدة الشرق الأوسط، موضحاً أن عالم " سيكند لايف " هو عالم افتراضي ثلاثي الأبعاد. وأن هذا العالم يعيش فيه آلاف اللاعبين (أو السكان كما يسمون أنفسهم) حياة متخيلة ويبنون مجتمعات خاصة بهم، عن طريق الأدوات التي تزودهم بها اللعبة، ويمثل عالما موازيا للعالم الحقيقي الذي نعيشه. وحول اعتقاد البعض أن الحج عن طريق " سيكند لايف " بديل للحج الحقيقي، يقول الشيخ محمود إسماعيل: هذا كلام لا يقول به حتى جاهل فضلا عن عالم، لأن المشروع هو لتعليم المناسك وليس بديلا لأداء فريضة الحج، مشيرا إلى أن ذلك ليس إلا صورة تعليمية وتعريفية لأداء المناسك، وهو من قبيل استخدام الوسائل المعاصرة في التعليم، وهذا أمر ملح خاصة في عصرنا الذي تستخدم فيه أحدث الوسائل لتعريف الناس حتى بأشياء غير مهمة، فما بالنا بفريضة الحج التي تحتاج لأحدث الوسائل على اعتبار أنها فريضة عملية تقوم على الحركة والسفر والترحال والانتقال والشعائر. وتابع قائلا: مما لا شك فيه أن الوسائل التعليمية من العناصر المهمة المفيدة في المنهج التعليمي، فالوسيلة التعليمية الناجحة توفر الوقت والجهد على المعلم والمتعلم على حد سواء. وكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يستخدم ما يسمى اليوم بالوسائط التوضيحية لتقرير وتأكيد المعنى في نفوس وعقول السامعين وشغل كل حواسهم بالموضوع وتركيز انتباههم فيه.. الأمر الذي يساعد على تمام وعيه وحسن حفظه بكل ملابساته. ومن هذه الوسائط: كتشبيكه (صلى الله عليه وآله وسلم) بين أصابعه وهو يبين طبيعة العلاقة بين المؤمن وأخيه. لقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): «المؤمن للمؤمن كالبنيان.. يشد بعضه بعضا» وشبك بين أصابعه. ويقول الدكتور محمد أبو ليلة، أستاذ الدراسات الإسلامية باللغة الإنجليزية بجامعة الأزهر في القاهرة وأحد العلماء الذين ساهموا بالدعوة الى تعليم مناسك الحج عن طريق " سيكند لايف" : " إن هذا المجال يفتح أمامنا نحن العلماء بوابة أوسع على العالم ويسمح لنا بتأدية دور أوسع"، مؤكدا أن استخدام التكنولوجيا الحديثة في الدعوة الإسلامية، لاسيما تعليم المسلمين أمور دينهم مثل تعليمهم مناسك الحج، من الأمور المباحة التي لا تنهى الشريعة الإسلامية عنها. أما الدكتور محمد دسوقي استاذ الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة، فأكد أن ليس في الإسلام ما يمنع من تسخير التكنولوجيا الحديثة فهي خدمة للدعوة الإسلامية، خاصة أن الإسلام هو دين العلم، مشيرا إلى أن استخدام مثل هذه الأدوات التكنولوجية " سيكند لايف" في التدريبات العملية على كيفية أداء مناسك الحج يعد وسيلة فعالة وعملية لنشر فقه الحج العملي بين الحجاج ومساعدتهم على أداء المناسك بأسلوب أقرب إلى الصحة.