القاهرة : رفض الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الرجوع عن فتوي أطلقها منذ أيام وأكد خلالها أن الحج علي نفقة الدولة غير مقبول شرعا وأن صاحبه يبذل الجهد في الفراغ. وحسبما ذكرت جريدة "القدس العربي" ، استدل طنطاوي في فتواه إلي أن لليتامي والفقراء والمساكين نصيبا معلوما في ثروات الوطن وأن قيام فئة بالحصول علي جزء من هذا الحق من اجل أداء شعائر الحج أو العمرة يمثل سلوكا غير مشروع . وشبه طنطاوي في فتوى أطلقها أمام حشد من المصلين بمسجد النور بالعباسية وسط القاهرة ، من يقوم بالحج على نفقة الدولة كمن يحج أو يعتمر بأموال غير مطهرة ، وهو ما اثار جدلا عنيفا في اوساط العديد من كبار المسؤولين الذين اعتادوا الحج سنويا بدون مقابل. وتعد هذه المرة الأولى التي تُحدث فتوي صادرة عن شيخ الازهر حالة من السعادة في اوساط رموز المعارضة المصرية خاصة أولئك الذين اعتادوا الهجوم علي طنطاوي. ومن جانبه ، أكد مجدي أحمد حسين أمين حزب العمل المجمد ان شيخ الأزهر يبدو وللمرة الاولي أنه أصاب كبد الحقيقة وذلك حينما أفتي بأن الحج علي نفقة الدولة لا يجوز شرعا. وهاجم خالد محيي الدين زعيم حزب التجمع إصرار الحكومة كل عام علي إرسال عدد من الأثرياء للحج علي نفقتها في وقت تتبرأ فيه من دعم الفقراء وتقلص من الخدمات التي تقدم لهم.ودعا محيي الدين لإلغاء ذلك النوع من الدعم الذي يوجه لصالح كبار المسؤولين. وشدد محمد عبدالقدوس عضو مجلس نقابة الصحافيين وأمين لجنة الحريات بالنقابة علي أهمية فتوي طنطاوي وتمني لو أنها تكون البداية لعهد جديد بين شيخ الأزهر وجمهور المسلمين في أنحاء العالم، مشيرا إلي أن الأمة تريد من رمزها الديني أن يكون في خندقها وليس في خندق الأثرياء وكبار المسؤولين.