الوفد الإسلامي العالمي لرابطة العالم الإسلامي يختتم زيارته لتايلند بانكوك : يختتم اليوم الوفد الإسلامي العالمي الذي كونته رابطة العالم الإسلامي زيارته لتايلند متوجهاً إلى اندونيسيا لحضور المؤتمر الدولي «نحو توحيد مناهج الدراسات الإسلامية» الذي تنظمه رابطة الجامعات الإسلامية بالتعاون مع جامعة دار السلام في اندونيسيا ويلتقي بالدعاة والأئمة هناك.
كان الوفد الذي يضم رئيس منظمة الدعوة الإسلامية المشير عبدالرحمن سوار الذهب ووزير الشؤون الدينية إعجاز الحق بن ضياء الحق التقى خلال سبعة أيام من زيارته لتايلند برئيس الوزراء الجنرال سورا يوت شو لانو ووزير الداخلية أرى وانج أرأيا ورئيس البرلمان برا سونج سون سيري ورئيس المجلس العسكري الجنرال عبد الله سونتي وشيخ الإسلام الشيخ ساواد سو والعديد من القيادات الإسلامية والأئمة والدعاة في المناطق الجنوبية والشمالية من تايلند، كما زار بعض المساجد والمراكز والمدارس الإسلامية في أقاليم فطاني الجنوبية وشانج ماي الشمالية. وقال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي ورئيس الوفد الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي في مؤتمر صحفي بمشاركة وزير الداخلية التايلندي قبيل مغادرتة تايلند أن الوفد وجد في زيارته انفتاحا ورغبة من قبل المسئولين في الحكومة التايلندية للتعاون فيما أثير من قضايا تتعلق بالتعليم أو تبادل الخبرات وتقوية العلاقة بين تايلند والدول والمنظمات الإسلامية موضحاً أن هناك توجها في إقناع مختلف الفئات بأن الطريق الصحيح هو الحوار والأسلوب السلمي والابتعاد عن العنف. وكان أمين عام الرابطة القى محاضرة في ديوان رئاسة الوزراء التايلندي قال فيها: “إن المسلمين في هذه البلاد يعدون أحد المكونات الدينية والاجتماعية لتركيبة شعبها فمن البداهة أن يشكّل ذلك محوراً للعديد من الاهتمامات المشتركة بين الرابطة باعتبارها منظمة شعبية عالمية تعنى بقضايا الشعوب والأقليات المسلمة وبين تايلند باعتبارها دولة متميزة في منطقة جنوب شرق آسيا التي تعتبر ملتقى للحضارات بسبب الحركة التجارية الدولية الكثيفة التي تميزت بها منذ أقدم العصور والتي كانت سبباً في التعارف بين الشعوب وتعايش بعضها إلى جنب بعض في سلام ووئام". مضيفا ، بحسب جريدة " عكاظ " السعودية ً: “إننا نتطلع دائماً إلى أن يتعرف غير المسلمين على المبادئ الأساسية التي بنى عليها الإسلام دعوته ورسالته من مصادرها الأصلية بعقل متفتح للمعرفة وروح متحررة من الأحكام المسبقة". وأكد د.التركي أمام عدد من القيادات التايلندية والعلماء وفي مقدمتهم شيخ الإسلام أن القرآن الكريم هو المصدر الأساس في معرفة الإسلام وأبرز هذه المبادئ في صيغ الشمولية والوضوح بحيث يستطيع كل أحد أن يفهم منها وضوح الإسلام وانسجام أصوله مع الفطرة البشرية موضحاً أن مبدأ “الحوار" في قوله تعالى: “لاخير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس" هو مبدأ يسمو بالحوار لخدمة الأهداف الإنسانية النبيلة كالدعوة إلى تقديم المعونات للمحتاجين والسعي لحل النزاعات بطرق سليمة. وتطرق التركي إلى مبدأ “حماية الحقوق" في قوله تعالى: “إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل" موضحاً أنه يركز على أداء الحقوق لأصحابها في إطار من العدالة والمساواة ثم تحدث عن مبدأ ثالث في قوله تعالى: “إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي" وهو “الغاية من التشريع الإسلامي" الذي يهدف إلى تأسيس قيم اجتماعية ومكافحة الآفات والشرور والعدوان. وبين الدكتور التركي أن تكريم الإسلام للجنس البشري يتلاءم مع قيامه بعمارة الأرض وبناء الحضارات الراقية القائمة على أسس أخلاقية “لقد كرمّنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً"، كما أنه يعرّف الأسرة البشرية بأصلها جاعلاً ذلك منطلقاً للتواصل والتعايش بين مختلف الشعوب “يأيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم" موضحاً أن هذه المبادئ تنضوي تحت رسالة الإسلام في قول الله عز وجل: “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" وفي قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".