تل أبيب: في ذكرى مرور 44 عاما على نكسة 1967 ، أكد مقدم احتياط إسرائيلي شمعون مندس ان اشرف مروان ،رجل الأعمال وصهر الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر ، عمل في خدمة المخابرات المصرية كأكبر عملية خداع بالتاريخ الاستخباراتي العالمي،متهما السلطات المصرية بقتله خوفا من افشاء تفاصيل عملية الخداع المصري لإسرائيل. وذكرت مجلة "همذراح هتيخون" للشئون العسكرية ان مندس يعتمد في رؤيته للقصة على دحض مزاعم كتاب "الملاك" الإسرائيلي ظهر مؤخرا ليتهم مروان بالعمالة للقاهرة وتل أبيب في آن واحد. وبني مندس نظريته عن خدمة مروان للمخابرات المصرية على عدة ثغرات في كتاب "الملاك"، أولها أنه لو كان اشرف مروان عميل اسرائيلي لكان اتصل بالمسئول الاستخباري عنه في باريس وإخباره بشأن الحرب بدلا من الانتظار قبل يوم منها ومقابلة رئيس الموساد في لندن لابلاغه بنفس المعلومة. كما اعتمد مندس على لقاءات بين رئيس "الفرع الاستخباري رقم 6" الخاص بمصر ومصريين عرضوا خدماتهم على تل ابيب قبل ظهور مروان يدل هذا وفقا لمندس على قيام القاهرة بمحاولات سابقة لخداع اسرائيل قبل ظهور مروان. وانتقد مندس المؤسسة الاستخباراتية الاسرائيلية ،قائلا" غير مؤهلين للاعتراف بانهم كانوا ضحايا لمناورة عسكرية ونفسية مركبة مصرية ، سوء حظنا ان قادة تل ابيب مصابين بالسذاجة والغرور ، رئيس الموساد كان أول الساقطين في مصيدة الحمقى التي نصبها المصريون ووقعت بعده النخبة السياسية والعسكرية". وأضاف "الاسطورة التي نسجت حول الموساد بأنه لا يخطئ ليست الا مسرحية زائفة". وذكرت المجلة "ان المقدم يبني قصته على ما اسماه "الفهلوة والخداع " الذي يتميز به المواطن المصري منذ آلاف السنين ومنذ بدأ النيل يجري في واديه لينتقل بعد ذلك الى مروان الذي قام بتجنيد تسيبي زامير رئيس الموساد خلال فترة حرب اكتوبر وقام بتنويم باقي النخبة السياسية والاستخباراتية والعسكرية في اسرائيل تنويما مغناطيسيا". واوضحت المجلة ان مندس حسم حالة الجدل التي تدور الآن في تل ابيب حول الجهة التي عمل لصحالها اشرف مروان،قائلا "ان المصريين هم ملوك الخداع في العالم يدل على ذلك تعبيراتهم الشعبية مثل "انت عايز الحق والا ابن عمه" " بصراحة"،مؤكدا "ان المصري حينما يريد اقناع الاخر يستخدم التعبيرات السابقة. واستشهد مندس باستكتشات "الخواجة بيشو وابو لمعة الأصلي "،قائلا "ان المصريين يمكن ان يبيعوا لك البحر وبعد دفعك الثمن تتفاجأ أنهم باعوا لك جرادل مليئة بالماء المالح ويبررون لك بان البحر لا يمكن اعطاءه لك إلا بالتقسيط". ووجه المقدم احتياط لحكومته نصيحة اسماها بشريعة الاستخبارات التي يجب دائما اتباعها "ممنوع الاعتماد على مصدر واحد لمعلومات". واتهم مندس النظام المصري بقتل مروان لانه كان سيسبب لهم فضيحة ويقوم بنشر مذكراته ولأنهم خافوا من ذكره تفاصيل الخداع المصري. يذكر أن أشرف مروان سقط من شرفة منزله في لندن 2007 ولم يتبين بعد ملابسات الحادث، غير أن شكوكا واسعة تؤكد تعرضه للإغتيال العمدي ، وقد كذب الرئيس المصري محمد حسنى مبارك الشائعات التي روجتها الصحافة الإسرائيلية بأن مروان كان عميلا للموساد وأنه انتحر بعد الكشف عنه . وقال مبارك أنه كان وطنيا مخلصا وقام بالعديد من الأعمال الوطنية لم يحن الوقت للكشف عنها مشددا على أنه لم يكن جاسوسا لإي جهة على الإطلاق، كما نفى أن يكون مروان قد ابلغ إسرائيل بموعد حرب أكتوبر .