القاهرة: حذر المؤتمر الدولي الخامس للجمعية المصرية لأوعية القلب والمخ- الذي عقد بالإشتراك مع المنظمة العالمية للجلطات الدماغية وتركزت أعماله على المشاكل المرتبطة بارتفاع ضغط الدم من عدم توافر حقن إذابة الجلطات في 99%من مستشفيات وزارة الصحة. وأكدت المناقشات أن ارتفاع الضغط يرتبط بشكل مباشر بحدوث جلطات القلب والدماغ, وقد يكون مؤشراً أو علامة علي وجود أمراض أخري خطيرة. وأكد الدكتور ساهر هاشم أستاذ المخ والأعصاب بجامعة القاهرة علي ضرورة الإسراع بحماية الجهاز العصبي والمخ من أثر الجلطة الدماغية خلال فترة لا تزيد عن 4 ساعات من حدوثها, سواء باستخدام المذيبات أو بدونها للمساعدة في حماية المنطقة الحرجة التي تمتد من الجلطة إلى المناطق الحية المحيطة بها داخل المخ. وأوضح هاشم أن هذه المناطق تظل حية وتنبض خلال هذه الفترة ولا تحتاج سوي افاقتها وإنقاذها, وأشار إلى أن نتائج الأبحاث الجديدة كشفت عن وسائل حديثة فعالة لحماية هذه المنطقة المسماه بينامبرا من أهمها التبريد لدرجة 35 مئوية باستخدام وسائد خاصة مثلجة, أو استخدام الحقن الوريدية المثلجة لخفض حرارة الجسم إلي هذه الدرجة, فهذه الطريقة تحافظ علي80% من وظائف المنطقة الحرجة. كما أثبتت تجارب عديدة للحفاظ على حيوية ونشاط المنطقة الحرجة فاعلية بعض الوسائل الأخري كمضادات الأكسدة والألبيومين, حيث شجعت على توارد عوامل النمو الخلوي بالمخ, مع التقليل من الالتهابات المناعية بالمنطقة الحرجة, وساعدت علي إمتداد الموصلات المسئولة عن نقل الاشارات العصبية بالمخ، طبقاً لما ورد بجريدة "الأهرام". وعن العلاقة بين الضغط وجلطات القلب والدماغ, أوضح الدكتور مجدي دهب أستاذ المخ والأعصاب بطب الأزهر أن ارتفاع الضغط يعد مؤشرا أو علامة علي الجلطة, ويستطيع الطبيب أن يتحقق منها دون أن يشعر المريض, كما قد يكون علامة لمرض آخر كالروماتويد أو الكلي أوالبول السكري, وهنا يكون المريض في حاجة للعلاج من الضغط مدي الحياة, وقد يحدث مع مرور الوقت تمزق في البطانة الداخلية لأحد الشرايين, مما يؤدي للترسب التدريجي للكوليسترول منخفض الكثافة والكالسيوم على جدار الشريان وتصلبه وتقليل قطره أو القطاع العرضي الذي يسمح بمرور الدم, ويتصاعد خطر الجلطة حتي تظهر فجأة بالقلب أو الدماغ أو أحد الأطراف. وحول العلاقة بين النوبات الصرعية والجلطات الدماغية, أوضح الدكتور نبيل كتشنر أستشاري المخ والأعصاب ورئيس الجمعية والمؤتمر أن مريض جلطة الدماغ قد يصاب في وقت ما بنوبة صرعية, وهنا يجب أن تثير هذه النوبة انتباه الفريق الطبي المعالج, فقد تؤثر سلبياً على صحة المريض, وتزيد من تأثير الجلطة وتؤخر الشفاء منها, وقد تؤدي لوفاته أثناء النوبة نتيجة لسيطرة كهرباء المخ على كل أجزائه, خاصةً المنطقة المحيطة بالجلطة, وتؤكد نتائج المتابعة العملية أن 15% من مرضي جلطات المخ يصابون بنوبات صرعية. وأشار إلى أن استخدام العقاقير المثبطة للنوبات في بداية تكون الجلطات يحمي نحو 15% من المرضي من العجز الدائم أو الوفاة, وحذر من أن 99% من مستشفيات وزارة الصحة لا يتوافر بها عدم العلاج الحقيقي الفعال للجلطات والذي يتمثل في الحقن المذيبة للجلطات والتي ينبغي أن تؤخذ خلال فترة تتراوح بين3 إلي4 ساعات من بداية الأعراض التي تشمل صداعا مختلفا عن كل أنواع الصداع, أو إضطراب التوازن, أو ضعف الحركة بأحد جانبي الجسم مع نصف الوجه, أو فقدانا مفاجئا للبصر بأحد العينين أو عليهما, أو فقدان القدرة علي الكلام وعدم فهم الأخرين, أو فقد الاحساس بأحد جانبي الوجه أو الجسم, أو إضطراب الوعي. وحول علاقة الضغط المرتفع بخرف الشيخوخة, أوضح الدكتور خالد صبح أستاذ المخ والأعصاب بطب الأزهر أن الخرف متلازمة تتميز بالنسيان وغياب التركيز وعدم الفهم, وهو مرض إحتشاء وعائي يسبب ضمور خلايا المخ. ويمثل ارتفاع الضغط أهم أسبابه, حيث يأتي المرض نتيجة لتصلب الشرايين, ويؤدي للإصابة بجلطات متعددة بأماكن دقيقة بالمخ, مما يؤدي بدوره لضمور مناطق معينة به, ومعاناة المريض لفقد الذاكرة, وبصفة عامة يعتبر هذا المرض قابلاً للعلاج والتحسن الملحوظ باستخدام العقاقيرالمسيلة للدم وبعض الأدوية التي تزيد من تدفقه بالشرايين, كما أن هناك أدوية تؤثر علي مضادات إنزيم كولينستريز المسبب للمرض. وأوضح الدكتور مجدي خلف أستاذ ورئيس قسم الأعصاب بمستشفي المطرية التعليمي أن ارتفاع معدلات الكوليسترول, خاصة منخفض الكثافة يؤدي لتصلب شرايين القلب والمخ, ويأتي هذا التصلب إما مباشرة بشكل تراكمي من خلال الترسيب علي جدران الشرايين أو بالتأثير المباشر علي مناعة الأوعية الدموية بزيادة مستوي مادة تسمي البروتين سي التفاعلي, ومن الممكن أن تساعد مراقبة مستوي هذا البروتين حماية الشرايين بمنع التأثيرين الحاد للدهون الضارة, والمزمن المتمثل في التصلب, ويتطلب ذلك علاج حالات السكتات الدماغية لمنع حدوث الالتهابات الحادة وإفراز المواد المسببة لضيق الشرايين وغلقها, والإبقاء علي حيوية المنطقة الحرجة بالمخ وحمايتها. وأشار الدكتور هاني راجي أستاذ القلب بالمعهد القومي، إلى أن علاج ارتفاع الكوليسترول يمثل أحد الطرق الفعالة للحد من مخاطر الجلطات, وهناك اتفاق عالمي علي أن رقم الكوليسترول الكلي لايجب أن يتجاوز200, وألا يتجاوز مستوي الكوليسترول منخفض الكثافة( الضار)100, وينخفض هذا الرقم عند مرضي السكر إلى70 فقط, ويمكن قبول أرقام تصل إلي130 عند الفتيات, ومن ليس لديهم عوامل خطر أخري. أما عن الكوليسترول الجيد الذي ينظف الشرايين, فيجب أن يتجاوز رقمه40, علماً بأن كل انخفاض في مستوي الكوليسترول الضار بمعدل1% يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض الشرايين التاجية بنسبة1%, ومن المعروف أن رفع مستوي الكوليسترول الجيد بنسبة1% يؤدي للإقلال من مخاطر الإصابة بأمراض الشرايين بنسبة3%, ولذلك ينصح بممارسة الرياضة يومياً كأسلوب وحيد متفق عليه لرفع مستوي الكوليسترول الجيد, وهناك أبحاث مكثفة في انحاء العالم لإنتاج عقاقير يمكنها رفع مستواه.