مرضى الجهاز التنفسي أكثر المتضررين من غبار " أيسلندا "

مرضى الجهاز التنفسي أكثر المتضررين من غبار " أيسلندا "


محيط - علي عليوة

ندوة الآثار البيئية باتحاد الاطباء العرب
حذرت الندوة التي عقدتها الأمانة العامة لاتحاد الأطباء العرب اليوم الخميس بمقرها بدار الحكمة في القاهرة تحت عنوان "المخاطر البيئية والصحية لبركان أيسلندا" من الآثار المزمنة للدخان والأبخرة الناجمة عن هذا البركان.

وقد انفجر في أوربا وعطل حركة الملاحة الجوية علي مستوي القاهرة الأوربية بأكملها علي مدي الأيام والحق خسائر بملايين الدولارات لشركات الطيران الاوربية .

وبدأت ثورة البركان الذي ظل خامدا منذ الحرب العالمية الثانية قبل منتصف ليل السبت الماضي مما أجبر المئات على النزوح من المنطقة وتوقف الرحلات الجوية بعد أن أعلنت السلطات حالة الطوارئ .

وقد توقعت عدد من المراصد الجوية العربية وحذرت من اتجاه تلك السحب المحملة بالملوثات شديدة الخطورةبسبب حركة الرياح نحو منطقتنا العربية ومنها مصر بما يحمله ذلك من مضار على مرضى الحساسية خاصة حساسية الصدر.

وفي الندوة قال الدكتور محمد البتانوني أستاذ طب الصناعات بكلية طب القصر العيني في الندوة : إن الآثار الصحية لبركان فى الجانب الصحي تتركز على المصابين بمرض الحساسية سواء فى الأنف او العينين او الجلد او الصدر .

وأشار إلى أن مرضى الصدر سيكونون اكثر تضررا مؤكدا فى الوقت ذاته ان الشائع فى مثل هذه الأمراض ان يكون المرض مزمن وليس حادا .

ونصح البتانوني مرضى الحساسية بالبقاء في البيوت خلال فترة انتشار أدخنة البركان محبذا استخدام التكييفات لأنها تقوم بتنقية الغبار والأتربة الموجودة فى الهواء قبل دخوله للبيوت.

أما عن الآثار البيئية لأدخنة البركان فيؤكد البتانوني إنها يمكن أن تؤدي إلى انخفاض مؤقت للحرارة ثم ارتفاعها مستقبلا لتأثيرها السلبي على طبقة الأوزون .

من جهته أكد د.عبدالمنعم أبوالفتوح أمين عام اتحاد الأطباء العرب أن العالم الثالث يتعرض لهجمة شرسة من مافيات مختلفة بعضها في مجال الأدوية مدللا على ذلك بالزوبعة التي صاحبت ظهور مرض أنفلونزا لخنازير والمبالغات التي ارتبطت بها والهلع الذي نشرته بعض المنظمات الدولية

وهذه المنظمات تراجع نفسها الآن وتجري تحقيقات داخلية لدورها فى نشر هذا الهلع الذي استفادت منه وساهمت فيه شركات الأدوية العملاقة بهدف تسويق أدويتها ولقاحاتها لتحقق من وراءء ذلك الارباح الطائلة .

ودعا أبوالفتوح المنظمات الطبية التطوعية كالنقابات والاتحادات وغيرها الى الدراسة العلمية الرصينة لكل الأمراض والقيام بدورها فى التوعية السليمة من هذه الأمراض والاستعداد لمواجهة مخاطر اعصار ايسلندا في حالة قدوم ادخنته
إلي منطقتنا العربية .

وأضاف ابو الفتوح ان التداعيات الاقتصادية والصحية والبيئية المترتبة على البركان دفعت اللجنة لدعوة الدكتور محمد البتانوني رائد الطب المهني وطب الصناعات فى مصر لتبصير الناس بمخاطر أدخنة بركان أيسلندا وكيفية الوقاية من مخاطرها الصحية .

من جانبه أكد الدكتور جمال عبد السلام مدير العلاقات الخارجية بالاتحاد أن العالم اهتم بالآثار السلبية الاقتصادية للبركان دون الحديث عن تداعياته الصحية والبيئية مؤكدا أهمية ذلك المجال خاصة وان آثار الأدخنة المتصاعدة من البركان امتدت لتشمل أوروبا وتمتد لتصل الى مصر وبعض دول المنطقة.

يذكر ان منظمة الصحة العالمية كانت قد حذرت من أن الرماد البركاني قد يفاقم حالة المصابين بأمراض الجهاز التنفسي.

وحذرت المنظمة الذين يعانون من الربو وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة والتهابات الشعب الرئوية من أنهم قد يكونون أكثر عرضة للأذى من غيرهم إذا تبين أن الرماد في الطبقات السفلى من الغلاف الجوي لأنه يحتوي على نسبة عالية ومركزة من هذه الجسيمات الضارة بالجهاز التنفسي .

وكان الدكتور فاروق الباز مدير مركز أبحاث الفضاء بجامعة بوسطن الأمريكية قد أشار الى احتمالية تعرض الأجواء المصرية لسحابة رماد بركان أيسلندا فى حالة استمرار تصاعد الأبخرة من البركان التي غطت القارة الأوروبية بأكملها.