جنيف : أفاد فريق من العلماء بأنهم توصلوا إلى فهم أفضل لعمل مخ الإنسان، مما قد يساعد على معرفة أسباب أمراض المخ والأعصاب والأمراض النفسية أيضاً. وتمكن فريق علمي من المعهد الفيدرالي التقني بلوزان السويسرية وجامعة أنديانا الأمريكية من رسم خريطة قالوا إنها الأولى من نوعها توضح آلية التواصل بين جميع حزم ألياف المخ البشري، باستخدام تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي اختبرت على خمسة متطوعين. واكتشف العلماء أن لبّ المخ -الذي يفترض أنه يحتل الجزء الأوسط من الدماغ- يقع في النصف الخلفي من اللحاء ويضم شطري الدماغ في هذا الجزء، وقد استخدم العلماء سابقاً التصوير بالرنين المغناطيسي لقياس نشاط المخ والعثور على أجزاء تنشط أثناء مراحل الإدراك، لكن التقنية الجديدة تساهم في فهم آلية عمل الإدراك وبعض الأجزاء الكامنة في المخ. ويهتم العلماء بهذا الجزء لأسباب أخرى، فهو يستهلك كثيراً من الطاقة حتى إن كان الجسم في حالة راحة، وهو ما يظهر من خلال تركيز اللون الأحمر في خرائط حللها الحاسوب. وأشار العلماء إلى أن التقنية الجديدة تعتمد على رصد كثافة اتجاه حزمات الألياف العصبية في الدماغ بتتبع جزيئات الماء المنتشرة في مسار الألياف العصبية، ثم يقوم الحاسوب بمعالجة البيانات الناتجة ليضع في النهاية صورة لأنشط مراكز المخ وكيف تتواصل فيما بينها. ويفتح الاكتشاف الباب أمام توجهات جديدة في دراسة الأمراض النفسية والعصبية ربما لم تكن معروفة أو كانت في عداد النظريات، ويمكن بهذه الطريقة التعرف على بعض السلوك غير الطبيعي عند بعض المرضى مثل نقص القدرة على التخطيط المنطقي، ويمكن تطبيقها للتعرف على أسباب وأنواع الشيخوخة المبكرة "الزهايمر". يذكر أن هذه المرة الأولى التي يُدرس فيها تواصل الأعصاب ومراكز نشاط المخ في الإنسان، إذ اقتصرت دراسات سابقة على الحيوانات بمستويات مختلفة، وكانت التجارب على الفئران تقتصر على تتبع مسار الألياف العصبية، وتأخذ وقتا طويلا للتعرف على النقاط التي تصل بينها، كما ينظر العلماء إلى الطبقة الخارجية من المخ على أنها المسؤولة عن مستوى تفكير الإنسان والاتصال والتواصل سواء بين الإنسان والآخرين أو بين أجهزة الجسم عبر المراكز المنتشرة في المخ.