ما زال فيروس أنفلونزا الطيور يمثل لغزاً يصعب حله في مصر حتى الآن.. وعلى الرغم من الإجراءات الاحترازية التي تتخذها وزارة الصحة والهيئات المعنية لمكافحة الفيروس القاتل، إلا أنه يمارس هوايته المفضلة وينشر الرعب والفزع بين المصريين، ويثبت للجميع أنه مازال متوطنا في البلاد .
ووسط جو يسوده الترقب والحذر بسبب الإصابات المتكررة وحالات الوفاة المتزايدة التي سجلت بمصر في الفترة الأخيرة، والتي كان آخرها الإصابة البشرية رقم 45 بالفيروس، أعلنت وزارة الصحة المصرية عن وفاة امراة في الخامسة والعشرين من العمر بفيروس "اتش5 ان1" في محافظة الفيومجنوبالقاهرة لتصبح الضحية العشرين لهذا الفيروس القاتل منذ ظهوره في مصر في فبراير 2006.
واوضحت الوزارة في بيان لها أن سوزان علي صلاح ذكى 25 سنة توفيت في مستشفى الصدر بالجيزة الذي نقلت اليه في 28 فبراير الماضي وهي "تعاني من ارتفاع فى درجة الحرارة وضيق بالتنفس والتهاب رئوى وآلام بالجسم عقب تعرضها لطيور مصابة بمرض انفلوانزا الطيور.
من جهة أخرى، أعلنت الوزارة عن إصابة الحالة البشرية رقم 46 بمرض أنفلونزا الطيور وهي لطفل في ال 11 من عمره في احدى قرى محافظة المنوفية.
وأوضح بيان لوزارة الصحة أن الطفل محمد ربيع البالغ من العمر 11 عاما تم ايداعه في مستشفى الحميات بالمحافظة في ال26 من فبراير الماضي وهو يعاني ارتفاعا في درجة الحرارة وضيقا في التنفس والتهابا رئويا عقب تعرضه لطيور يشتبه باصابتها بالمرض، وتم اعطاء الطفل عقار "التاميفلو" بعد الاشتباه باصابته بالمرض وتم تحويله الى أحد مستشفيات القاهرة لاستكمال علاجه به.
يأتي ذلك بعد يومين من إعلان وزارة الصحة عن الاصابة البشرية رقم 45 بمرض انفلونزا الطيور، وهي لفتاة في ال25 من عمرها من احدى قرى محافظة الفيومجنوبي البلاد.
وأوضح عبدالرحمن شاهين المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان أن المصابة دخلت مستشفى حميات الفيوم الاربعاء الماضي وهي تعاني ارتفاعا في درجة الحرارة وضيق في التنفس والتهاب رئوي وآلام بالجسم عقب تعرضها لطيور يشتبه في اصابتها بمرض انفلونزا الطيور.
وأضاف أنه تم إحالة الفتاة الى مستشفى صدر الجيزة واعطائها عقار "تاميفلو" فور الاشتباه في إصابتها بالمرض وهي الآن على جهاز التنفس الصناعي ويتم حاليا متابعة حالتها وتوفير الرعاية اللازمة لها.
وكان وزير الدكتور حاتم الجبلي الصحة والسكان المصري قد ذكر أن نسبة الاصابة بمرض انفلونزا الطيور بمصر أقل من النسبة العالمية، معتبرا أنها تحتل المركز الثالث حاليا في قائمة الدول التي أصيبت بمرض انفلونزا الطيور بعد اندونيسيا وفيتنام.
الخطورة قائمة
وعن خطورة المشكلة، قالت الدكتورة منى محرز رئيس المعمل القومى للرقابة على الانتاج الداجنى، في تصريحات ل"محيط" ان خطر انفلونزا الطيور مازال قائما ومن الممكن ان يعود بنفس القوة التى كان عليه فى بداية ظهورها خاصة ان الاعلام المصرى لم يعد يقوم بالدور المطلوب منه على النحو الامثل مما دفع المواطنين ان يتناسوا خطورة المرض على الرغم من الخسائر المادية والبشرية التى لحقت بهم.
ووصفت الدكتورة منى محرز الشعب المصرى بالشعب الطيب الذى ينسى بسرعة حتى لو كان ذلك على حساب صحتهم متهمة اصحاب المزارع بالتقصير لانهم لم يقوموا باتباع وسائل الامان الحيوى لمواجهة المرض.
وفي الوقت نفسه، اعترف الدكتور حامد سماحة رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية ان الهيئة لم تقوم بانجاز مهامها فى تطعيم جمبع الدواجن فى المزارع فلم يتم سوى تطعيم 60%من المزارع أما باقى المزارع لم يتم تحصينها ، لافتا الى ان الهيئة قامت بتوفير اكثر من 75 مليون مصل لبدء المرحلة الثانية من التطعيم خاصة ان هذة المرحلة من اهم المراحل لان الفيروس ينشط فى فصل الشتاء .
احترس من الأنفلونزا
يؤكد خبراء الصحة أن مرض انفلونزا الطيور ينتقل بين الطيور عن طريق البراز والرذاذ الناتج من افرازات الأنف والعين وكذلك تلوث المعالف والمساقي والمعدات والملابس داخل المزرعة بهذه الافرازات وكذلك تتم العدوى في فقاسات البيض عندما يتم انكسار بيض مصاب بالفيروس.
ويمكن انتقال المرض من خلال الطيور المهاجرة ولكن بنسب ضعيفة حيث أن الطيور المصابة غالبا ما تكون في حالة اعياء شديد يصعب الطيران لمسافات طويلة والفيروس يتأثر بالحرارة والمطهرات، فيثبط عند درجة 60 لمدة نصف ساعة وكذلك بالمطهرات مثل الفورمالين ومركبات اليود.
ويمكن للفيروس الانتقال إلى الإنسان -خاصة المتعاملين في مجال الدواجن سواء بالتربية أو البيع- عن طريق التلامس مع افرازات الطيور أو البراز، ولكن حتى الآن لم يثبت انتقال المرض من إنسان إلى آخر حسب النتائج الناجمة عن الاختبارات التي أجرتها منظمة الصحة الحيوانية، كما أن الدجاج المطبوخ جيداً لا يمكن ان يتسبب في نقل المرض نظرا لتأثير الحرارة على الفيروس كما سبق.
وحسب تقارير المنظمات ذات الصلة فإن معظم الاصابات التي تم تشخيصها حتى الآن ظهرت لدى المتعاملين في تربية الدواجن والعاملين في المسالخ.. لكن بالرغم من ذلك فإنه لا يزال من الصعب انتقال عدوى انفلونزا الطيور التي وصلت مؤخرا الى القارة الاوروبية من الطيور المصابة الى الانسان لكنها تثير المخاوف من انتشار وباء يصعب السيطرة عليه بوسائل الحماية الحالية.