يعكف الأطباء على إيجاد التفسير الطبي وراء الحكة الجلدية، وهي إحساس يحرض الرغبة في حك او هرش الجلد وقد تسبب الإحباط وعدم الراحة للمريض ويمكن أن تؤدي الحكة الجلدية الشديدة الى عدم النوم والقلق والاكتئاب.
واعتبر بعض الأطباء أن الحكة عملية معقدة، لأن الأعصاب في الجلد تستجيب لكيماويات محددة مثل الهيستامين ثم تقوم بعد ذلك بتحليل هذه الإشارات في المخ، ويمكن أن تكون الحكة علامة أمراض جلدية محددة أحيانا، وقد تكون أيضا نتيجة مرض باطني مثل الفشل الكلوي وأمراض الكبد والغدة الدرقية، وفي بعض الأحيان تنتج عن تحليل خاطئ للإحساس بالحكة ضمن الجهاز العصبي.
وفي محاولة جديدة لايجاد سبب علمي جديد للهرش، تمكن باحثون بريطانيون من اكتشاف خلل جيني في الجلد قد يكون هو المسئول عن الحكة لاسيما في الساقين .
وأوضح باحثون من كنجز كولدج في لندن أن دراستهم أوجدت فرصة جديدة للبحث عن أسباب أخرى للحكة، حيث أجرى الباحثون دراستهم على عائلة برازيلية عانت من مرض اسمه "برايمرى لوكالايزد كوتانيوس إمبيلويدوسيز"، وتبين لهم أن هذا المرض تسببه نسخة فيها خلل لخلايا لجين خليوى.
وأشار البروفسيور ماجارث رئيس الجمعية الأوروبية لأبحاث أمراض الجلد، وفقا لوكالة الأنباء البحرينية، إلى أن الخلايا التي لديها أشكال مغايرة للجين لا تستجيب بشكل ملائم للإشارات الصادرة عن الجزيئات التي تستجيب بمنعها للالتهابات.
وتمكن باحثون أمريكيون قبل ذلك من تحديد أول جين مسئول عن الإحساس بالحكة في الجملة العصبية المركزية، الأمر الذي قد يدفع لتطوير أدوية جديدة تعمل مباشرة على تخفيف الحكة والتخلص منها مهما كانت مزمنة.
وأشار الباحثون إلى أن جين الحكة المعروف ب "GRPR" يتواجد في عدد قليل جداً من الخلايا العصبية للحبل الشوكي، حيث تنتقل إشارات الألم والحكة من الجلد إلى الدماغ.
وأوضح الدكتور Zhou-Feng Chen أن الفئران التي لم يتواجد عندها الجين تحك بشكل أقل بكثير من قريناتها العادية، وذلك عندما تعطى محرضات الحكة.
وأثبتت التجارب المخبرية وجود علاقة بين ال GRPR والحكة، مقدمة بذلك الدليل الأول على وجود مستقبل خاص بالحكة في الجملة العصبية المركزية، لذا يقوم الباحثون بدراسة تأثير هذه المواد على الحكة والتي سيعلن عن نتائجها، وربما الأدوية أيضاً التي يمكنها أن تمنع حدوث الحكة بهذا الطريق.
انتبه .. قبل أن تعالج الحكة
قبل أن يقدم الطبيب على معالجة الحكة لابد وأن يحدد سببها، وهذا يتطلب فحص الجلد واحتمال إجراء فحص دم أو اخذ جرعة لفحص الأنسجة وإذا كانت الحكة ناتجة عن مرض جلدي مثل الاكزيما فان معالجة نفس المرض الجلدي ستؤدي الى تخفيف الحكة أما إذا كانت الحكة بسبب مرض باطني فقد يحتاج المريض الى تناول أدوية عن طريق الفم أو قد يتلقى في بعض الاحيان معالجة ضوئية بأشعة فوق بنفسجية لتخفيف الحكة وبما أن هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الحكة الجلدية فهناك شروط اساسية يمكن ان تنطبق على جميع المعالجات.
وينصح الدكتور عبدالعزيز بن ناصر السدحان استشارى الأمراض الجلدية بتجنب الاستحمام بالماء الساخن واستعمال مياة فاترة فقط عند الاصابة بالحكة، ثم ان ارتداء ملابس خفيفة سوف يساعد على تخفيف حدة الهرش.
وأضاف أن الصابون يسبب جفاف الجلد وينصح باستعمال الصابون في الأماكن التي تفرز روائح جلدية فقط وعند الاستحمام يجب التأكد من شطف طبقة الصابون ثم وضع مستحضرات لترطيب الجلد مثل كريم او لوشن وفي حالات الحكة التى تصحبها بثور فيمكن اللجوء الى استخدام كريمات الكورتزون الموضعية بتراكيز تناسب المنطقة المراد علاجها لتفادي المضاعفات الجانبية ومراجعة طبيب الامراض الجلدية في حالة عدم الاستجابة للكريمات السابقة لعمل الفحص والتحاليل المخبرية للكشف عن أسباب الحكة.
الضحك مفيد أيضا للأمراض الجلدية
وأثبت فريق من الباحثين اليابانيين أن الضحك هو أفضل وسيلة لكي تحمي الأم طفلها من الاصابة بالامراض الجلدية، وفي مقدمتها الاكزيما.
وكان هذا الفريق من الباحثين اليابانيين توصل إلي أن الأم التي تقوم بإرضاع طفلها وهي في حالة من السعادة والفرح تحمي إبنها من الاصاب بالاكزيما.. وعلي سبيل المثال ينصح هؤلاء الباحثون الأم بأن تشاهد قبل الرضاعة احد الافلام ذات الطابع الكوميدي.
وقد أرجع الباحثون اليابانيون السبب في ذلك إلى أن الضحك يفرز موادا مضادة للحساسية في هرمون الميرتونين الموجود في اللبن الطبيعي للأم.
الجدير بالذكر أن مرض الأكزيما عبارة عن اضطراب جلدي يتميز بالحكة والالتهاب وتكون البشرة أحيانا ملتهبة وجافة ومتورمة، ومكسوة بقشرة.