يمثل جهاز المناعة خط الدفاع الأول ضد أي هجوم فيروسي يستهدف جسم الإنسان، لأن هذا الجهاز يميز أى شىء غريب يدخل الجسم، وبالتالي فهو المسئول عن حمايتنا من الإصابة بعدوى الأمراض الخطيرة التي تستهدف أختراقه في المقام الأول كالإيدز والسرطان وفيروس الأنفلونزا وغيرها من الأمراض المناعية.
ويرتبط أي خلل في جهاز المناعة عادة بالإصابة بالأمراض الفيروسية والطفيلية والفطرية، لكن العلم الحديث اكتشف مؤخرا أن هذا الخلل المناعي لا ينتج عنه أمراض فيروسية فقط، بل من الممكن أن يصاب صاحبه بالعمي.
فقد توصل فريق من العلماء الأمريكيين إلي أن فقدان البصر بين كبار السن بسبب تدهور كفاءة الشبكة وقرنية العين والذي يمثل أكثر الانواع شيوعا بين كبار السن في الدول الصناعية الكبري، يعود سببه إلي خلل في الجهاز المناعي.
وتعد هذه الدراسة الاولي من نوعها التي تشير إلي الدور المهم الذي يلعبه الجهاز المناعي في التأثير علي وظائف العين والابصار لدي الإنسان.
وقام الباحثون بتحليل عينات من دم ما يقرب من 112 مريضا فقدوا بصرهم ونحو 76 شخصا من الاصحاء، ولوحظ تراجع مستوي بروتين مهم ينظم آلية الجهاز المناعي بين المرضي الذين فقدوا بصرهم بالمقارنة بالاصحاء.
أما عن آلية عمل هذا الجهاز الحساس ومصادر تقويته، فيؤكد العلماء أن جهاز المناعة يعمل من خلال المناعة الطبيعية والمناعة المكتسبة.
وتعتمد المناعة الطبيعية على خصائص في تكوين الجسم تحجز أو تطرد أو توقف ضرر الميكروبات، مثل الطبقة القرنية من بشرة الجلد، وما عليها من إفرازات العرق والدهون، والبطانة الداخلية المهدبة التي تبطن الأجهزة المختلفة مثل الجهاز التنفسي، وإفرازات الجسم مثل الدموع والمخاط والعصارات الحمضية وبعض الأنزيمات، وخلايا الدم البيضاء التي تلتهم الميكروب أو تقتلها.
وتدعم العوامل الوراثية والرضاعة الطبيعية للمواليد جهاز المناعة البشري، لأنه من المعروف أن تغذية الطفل منذ أولى ساعات ولادته على لبن الأم تمنحه مناعة طبيعية لاحتوائه على بعض الأجسام المضادة، وبخاصة لبن السرسوب الذي يفرزه ثدي الأم بعد الولادة، وينصح الأطباء الاكتفاء بلبن الأم دون أية إضافات خارجية لمدة 6 اشهر يمكن بعدها إعطاء بعض الأغذية بالتدريج.
وكذلك تساعد التغذية الكاملة المتوازنة، والراحة والنوم على تقوية الجهاز المناعي الطبيعي للجسم، وفي المقابل فإن التعرض للإشعاعات وتناول المخدرات والكحوليات والتدخين يضعف من المقاومة الطبيعية للجسم.
أما عن المناعة المكتسبة، فإنها تنشأ بعد تعرض الإنسان للإصابة بالمرض، حيث يقوم الجسم بتكوين أجسام مضادة للميكروب، بواسطة نوع من الخلايا الدموية البيضاء "الليمفاوية" حتى تنشط الجهاز المناعي. هذا إلى جانب المناعة المكتسبة عن طريق اللقاح، الذي يحث الجسم على تكوين أجسام مضادة أو عن طريق حقن الإنسان بمصل يحتوى على الأجسام المضادة.
أطعمة تقوي جهازك المناعي
وعن الأطعمة المفيدة في هذا الشأن، أكدت دراسة طبية حديثة أن تناول بعض أنواع الأطعمة يعزز مناعة الجسم ويقي من العديد من الأمراض.
وأشارت الدراسة إلى أن تناول بعض أنواع الفاكهة كالتفاح والخوخ والتين تقي من الأمراض الخبيثة، إذ إن قشر التفاح الأحمر مثلاً يحتوي على العشرات من المواد الكيميائية المثبطة لنمو خلايا الأورام.
وأوضحت الدراسة أن تناول الفستق بأنواعه يقلل من نسبة الكولسترول الكلي، كما يخفض من نسبة الكولسترول السئ ويقلل من معدل الإصابة بأمراض القلب، حيث أن الفستق هو أحد أفضل مصادر الستيرولات النباتية المعروفة بأنها تقلل امتصاص الكولسترول وأن تناول العسل يبطئء من تأكسد الكولسترول السئ كما يستخدم كمضاد حيوي طبيعي يوضع على الجروح.
وذكرت الدراسة أن تناول الحبوب الكاملة بشكل يومي يقلل من خطر التعرض للأمراض الالتهابية المزمنة كالسكري والربو وغيرها ومن أفضل هذه الحبوب الكاملة الأرز الغامق والخبز الأسمر.
وأفاد باحثون بأن نبات البروكلي وهو أحد أنواع الخضار من فصيلة القرنبيط يساعد على منع الإصابة بالسرطان، كما أنه يزيد من قوة جهاز المناعة.
ومن خلال الدراسة التي أجراها الباحثون عن طريق إطعام مجموعة من الفئران البروكلي، تبين أن جهاز مناعتها ازداد قوة، مشيرين إلى أن الخضار أو النباتات الاخرى التى تحتوى على نفس المركبات الغذائية مفيدة أيضاً فى مكافحة الكثير من الالتهابات و الأمراض.
وأشار الباحث ليونارد بجيلدانز إلى أن هذا النوع من الخضار يعزز جهاز المناعة عند الفئران، كما أنه يحمي الجسم ضد الالتهابات والكثير من أمراض السرطان، مؤكداً أن تناول البروكلي يزيد ال "سيتوكاينز"، وهو بروتين يساعد على تنظيم نشاط خلايا جهاز المناعة عند الفئران، كما تبين بأن تناول هذا النوع من الخضار يضاعف عدد خلايا الدم البيضاء أو ال" ليمفوسايتس، والتى تساعد الجسم على مكافحة الالتهابات بالقضاء على الجراثيم.
وأكد دراسة أخرى أن تناول الأطفال كوب من اللبن يعزز لديهم جهاز المناعة، وذلك لأنه يحتوي علي المجموعات الغذائية الرئيسية الثلاث المعروفة بأغذية الطاقة والبناء والوقاية، فهو يضم40 إنزيماً مختلفاً في غاية الأهمية.
وأشار روؤف حمدي مدير جمعية تطوير صناعة الألبان، إلى أن الإنزيمات الأربعون الموجودة باللبن تؤثر علي البكتيريا بشكل غير مباشر، وذلك لأنها تدعم أجهزة الاجسام المضادة التي يفرزها الجسم للتغلب علي الأمراض، حيث أن الألبان تضم عنصر الكالسيوم الذي يبني العظام والأسنان في الأطفال بصورة قوية بعيداً عن أي تشوهات.