في تطور مفاجىء في واقعة قاتل أبنائه الثلاثة بالبراجيل اعترف أمس المتهم أحمد سعيد شحاتة «42 سنة» في تحقيقات النيابة أنه تناول سيجارة بانجو قبل ارتكابه للجريمة نافيا أنه يتلقى أى علاج نفسي، فيما أكدت زوجته أنه يعاني من مرض نفسي تصيبه بحالة هياج في مثل هذا الوقت من كل عام، وأنها كانت تتمكن من منعه من الإقدام على أي سلوك عنيف، لكنها في هذه المرة لم تستطع بعد أن طعنها بالسيف في يدها، وأجبرها على الخروج من المنزل لينفذ جريمته ويتمكن من قتل أبنائه. وكانت منطقة البراجيل بمحافظة الجيزة المصرية شهدت أول أمس جريمة قتل بشعة،حيث تجرد أب من مشاعره الإنسانية وقام بذبح أطفاله الثلاثة بالسيف داخل شقته، مدعيا أنهم يمتلكون خوارق سحرية وبإمكانهم إيذاء من حولهم. وقد أقرت الزوجة مني ضاحي عامر(33سنه) في تحقيقات النيابة أنها فوجئت صباح يوم الجريمة بزوجها يسن سيفه المركون من فترة في المنزل، وعندما سألته عن السبب لم يجبها إجابة واضحة فخلدت الى النوم ثانية، لتستيقظ هذه المرة على أصوات صراخ أطفالها الثلاثة، وترى زوجها وقد شرع يوجه لهم طعنات متفرقة في أجسادهم الصغيرة وهو يحاول إيقاظهم من النوم. تقول الزوجة : حاولت منعه لكني فشلت، فقد كان في حالة هياج شديد وأصابني بجرح في ذراعي، ورغم ذلك حملت طفلى الرضيع عبد الرحمن (10 شهور) وحاولت الخروج من المنزل لأستغيث بالجيران، لكنه منعني من الخروج به وأجبرني على تركه، ثم طردني خارج الشقة وأغلق الباب بقوة، وسمعت صرخات أبنائي ثانية واستغاثتهم بي، ولم ينقطع بكاء عبد الرحمن الذي فطر قلبي، فلجأت للجيران وهم أشقاء زوجي ويسكنون في نفس البيت وأنا أصرخ بأعلى صوتي، وعندما أخبرتهم بما حدث طرقوا الباب بشدة لكنه لم يفتح،وكانت الأصوات قد سكتت، فظننا أنه قد هدأ وأن الأولاد عادوا الى النوم ثم انصرف الجميع. وبعد نصف ساعة عدت للمنزل بعد أن عثرت على مفتاح للشقة لم أكن قد رأيته من شدة ارتباكي وتوتري، وعندما فتحت الباب وجدت أبنائى ممزقين، ورأيت "إسلام" ابني الكبير _ الذي لم يمض على نجاحه بالابتدائية يومين _ مذبوحا من رقبته. من الحب ما قتل وقد أمر المستشار هشام الدرندلي المحامي العام لنيابات شمال الجيزة، بإحالة المتهم إلي الطب الشرعي بعد اعترافه بتناوله سيجارة بانجو قبل ارتكابه الجريمة، وإحالته أيضا الى مستشفي الأمراض العقلية لمعرفة طبيعة مرضه وإعداد تقرير طبي عن حالته، كما أمرت النيابة بتجديد حبسه 15 يوما علي ذمة التحقيق وصرحت بدفن الجثث بعد تشريحها، وتم اقتياد المتهم ظهر أمس إلي مسرح الجريمة لإجراء معاينة تصويرية وسط حراسة مشددة. وكان المتهم قد اعترف بالجريمة كاملة في التحقيقات التي باشرها عبد الرحمن حزين وكيل نيابة حوادث شمال الجيزة،وبإشراف تامر مختار مدير النيابة.. قائلا أنه يحب أطفاله بشدة ويخاف عليهم من الحياة،وأنه فعل ما فعل بعد أن رأى فيهم قوة خارقة فقرر التخلص منهم. وفي وصف تفصيلي لوقائع جريمته قال أنه ذبح " إسلام " (12 عاما) من رقبته وهو يحاول الهرب بعد أن سدد له عدة طعنات، ثم تخلص من "ياسمين" التي لم تتوقف عن الصراخ وهي ترى شقيقها يذبح بطعنها في صدرها وبطنها، بعدها قتل عبد الرحمن ، وبعد أن تأكد من موتهم استمر في تسديد الطعنات لهم لمدة تزيد عن الساعة ليتخلص من القوى الخارقة التي يدعي أنها تسكن أجسادهم الضعيفة. أحمد شايل سيفه ويتابع المتهم سرد قصته : حملت سيفي وخرجت من المنزل بعد أن تأكدت أن الجيران انصرفوا، وركبت «ميكروباص» ووصلت إلي ميدان سفنكس في المهندسين، وهناك استوقفني ضابط مرور وسألني عن السيف الملطخ بالدماء فاعترفت له بما فعلت وسلمني لقسم العجوزة. المتهم هو أصغر أشقائه الأربعة الذين يعيشون في نفس المنزل، وقد شهد الجميع أن أحواله كانت متغيرة في السنوات الأربع الأخيرة، فأحيانا ينتظم في الصلاة ويحرص على الذهاب بانتظام الى المسجد ليؤذن وليؤم المصلين،وأحيانا أخرى ينصرف للمشاجرات والجلوس على المقاهي دون عمل،حتى أنه في الفترة الأخيرة لجأ على غير طبعه لفرض إتاوات على سائقي الميكروباص وقد تسبب ذلك لوقوعه في مشاكل كثيرة.