وجوه ستلا تتنوع بأشكال مختلفة في أتيليه القاهرة محيط - رهام محمود
"وجوه ستلا" هو عنوان المعرض الذي اختاره الفنان عبده البرماوي لبورتريهاته الذي رسمها برؤيته الخاصة وعرضها في قاعة "محمد ناجي" بأتيلية القاهرة. تعد هذه التجربة هي الأولى للفنان كمعرض خاص، والذي حاول التعبير فيها عن الوجوه البشرية في حالاتها المختلفة، فهو يستخدم العديد من الأساليب في محاولة معالجة الوجه الإنساني، فدراما الإنسان وسيرته وحياته ومشاعره نستطيع رؤيتها من عينيه وملامح وجهه، فالفنان يحاول رصد هذه الملامح في أعماله، واختلاف الخامات وتعدد الأسلوب يتيح له مساحة واسعة للتجريب، حيث أنه يقدم انطباعه عن هؤلاء الأشخاص، فالفنان أيضا انطباعي الشخصية وينعكس هذا واضحا على أعماله. عرض عبده نحو 36 لوحة، جميعها بورتريهات لم يرسمها بأسلوب واقعي، بل يهتم بتعبيرات الوجوه وإظهار حالة كل منها، فتارة يكون الوجه بسيطا، وتارة أخرى به تفاصيل كثيرة وحالات أقرب منها للزخرفة، فهذا التنوع يتيح له التعبير عن العديد من الأشخاص برؤى مختلفة. يعمل الفنان بشكل أساسي بخامة الأكريلك؛ لأنها خامة طيعة، بها تحديات لم تكن كبيرة كي يخلق منها الصورة والشكل والخط وما يريد إبرازه، لكنه يخلط معه أصباغ معينة لتعطي درجات لونية متنوعة مع الألوان الأكريلك، كما استخدم العديد من الخامات الأخرى كي يعطي العمل بعض الملامس والرتوش، فهو يتعامل مع فرشاة الرسم في لوحاته وأوقات أخرى يستخدم سكينة اللون، وأحيانا يعمل بأصابعه على سطح اللوحة. يقول الفنان: رسم الناس ووجوههم كان لم يزل موضوعا أثير لدى الفنانين عبر العالم، يخطونها في اسكتشاتهم، وينحتونها بأحجارهم، أو يصدحون بها في موسيقاهم، أو يرصدونها في نصوصهم، ولطالما شغلت بورتريهات العابرين في الشوارع والجالسين على المقاهي والحانات مخيلة المصورين، فأفردوا لها من إبداعهم الكثير، معتبرين إياها صورة الحقيقة التي قد تبدو جلية، أو تحاول أن تتخفى خلف الرتوش والادعاءات والمساحيق. يضيف: عند هذا الركن قرب حواف ميدان طلعت حرب، تقبع "ستلا" كمركز صغير للكون، حانة عجيبة، بسيطة وحميمة رغم تواضعها، تضم خليطا عجيبا من بشر يندر اجتماعهم معا في غيرها، تلمح فيها وجوها لبائسين وصعاليك إلى جانب أولئك الشغلية المرهقين الذين يبتغون الراحة وقضاء سويعات قليلة مع أكوابهم المليئة بالأسئلة والهموم، ربما يلقون ببعض همومهم على صديق أو يبتغون غرضا عند آخر يجلس في الطاولة المجاورة، وستلمح بينهم أيضا أولئك الهاربين من الانسحاق في آتون يشتعل خارج نوافذ الحانة الصغيرة، يجالسون بعض الحالمين بتغيير العالم وإعادة الأمل لواقعهم الشائخ، هذه الوجوه جميعها تصنع ملامحها مختصرا مثيرا لأسئلة الإنسان الكبرى التي شغلته منذ وجد على هذه الأرض وإلى أبد لا يعرف منتهاه. هذه الوجوه أحسبها مرآه قد ترى فيها واقع الحياة وربما تلمح فيها مستقبلها، وربما تأخذك بعيدا إلى حيث لا رجعة