الفنانة وسام فهمي تستلهم العمارة الشرقية قصر الحمراء محيط - رهام محمود استضاف جاليري جوجان "أتيلية منى حسن" معرض الفنانة وسام فهمي تحت عنوان "مسافر زادة الألوان"، والذي تناولت فيه الروح الشرقية في رسمها للعديد من البلدان، أولها مصر ملهمها المستمر. ضم المعرض نحو 32 لوحة، رسمت فيها الطبيعة برؤيتها الخاصة التي ميزتها عن باقي فنانات جيلها، حيث تبحث الفنانة دائما على العمارة الشرقية كي ترسمها، بل وتسافر للعديد من البلدان كي ترسم طبيعتها بأناملها المصرية من بينها اسطنبول، تونس، إيطاليا، الهند، ولوحة قصر الحمراء في اسبانيا. استخدمت الفنانة الألوان الزيتية على التوال في أغلب أعمالها المعروضة، كما رسمت بعض اللوحات الصغيرة بالألوان الأكريلك على ورق. وصورت البيوت الشعبية في القاهرة القديمة، وكذلك البيوت التي يحتضنها الجبل في قرية القرنة بالبر الغربي بالأقصر، كما ذهبت إلى واحة سيوة وتناولت الطبيعة الفطرية الذي يتمتع بها هذا المكان، ودير سانت كاترين، ودير العذراء في المنيا. كما استخدمت الفنانة الألوان الصريحة في لوحاتها، لكنها لم تكن زاهية بل تعطيها قدرا من الهدوء الذي يمنح لوحاتها الدفء، حيث أنها تكثر من استخدام اللون الأزرق البارد بدرجاته، الذي تمزجه مع العديد من الألوان كالأحمر وغيره الذي يعطيها مجموعة لونية مميزة ذات خصوصية ملحوظة، كما تظهر الرومانسية في بعض لوحاتها التي تستخدم فيها درجات اللون الموف والبنفسجي الرومانسي. سيدة مغربية رسمت مؤخرا بعض اللوحات للورود وعرضتها في المعرض، لكن الأساس عندها هو تناولها لأشخاص الشرق والعمارة الشرقية، فهي تصور المرأة في العديد من لوحاتها، ولم يكن نصيب الرجل منها إلا القليل، فمن بين لوحاتها الأم، حفيدة الفراعنة نفيسة أو حضرة الملكة النوبية، ابنة الملكة، ولوحة عبده يقرأ، كما رسمت بعض السيدات من المغرب، وقد اهتمت برسم خلفيات تلك اللوحات ببعض الرموز الشعبية كالنخلة وغيرها، أو برسم أجزاء من العمارة الشرقية التي صاغتها في تكوين تشكيلي محكم بألوان هادئة لتفصلها عن أشخاصها ببراعة وكأنها ترسم لوحتين على مسطح عمل واحد في ربط واضح بين الشكل والخلفية.
كما عبرت الفنانة وسام عن الأطفال في لوحة "أحلام أطفال"، ومن موضوعاتها الصيد والمولد تناولتهما في عدة لوحات أخرى، أما لوحة "رحلة الحياة" فقد استوحت أشخاصها من الفن المصري القديم. سانت كاترين قال عنها الناقد الراحل مختار العطار: الطابع التسطيحي الذي تتسم به لوحات وسام فهمي هو وجه الحداثة في إبداعها، أنها تبدع لوحات ملونة ذات بعدين تتوافر لها معايير جمالية تنفرد بها عن باقي الفنون. استطاعت أن تحتفظ بالتشخيص والتسطيح معا فالتجريديون حين ألغو التشخيص استهدفوا تأكيد التسطيح كمقوم جوهري لفن الرسم الملون لا يشاركه فيه أي فن آخر، إلا أن وسام فهمي تنأى في معظم لوحاتها عن رسم الأشخاص والحيوانات وتجنح إلى العمارة والأشجار والجبال والأنهار، تضع ألوانها بكرا من الأنبوب في غالب الأحيان دون خلطها بالزيت، أو بألوان أخرى للأشتقاق، وتستخدم الفرشاة أو السكين أو أصبعها. إذا كانت الزخرفة تتضمن التكرار والتماثل، فلوحات وسام فهمي ليست زخرفية كما يتبادر لبعض الأذهان، إنها البساطة والبلاغة التي نلقاها في الرسم الملون الإسلامي، أو في روائع الرسامين الفرنسيين، حتى في لوحاتها المغرقة في التشخيصية تتمسك بالتسطيح الكامل والمساحات اللونية المحددة .