افتتاح الملتقى الدولي الأول لكتاب الفنان والكتاب الفني محيط - رهام محمود افتتح مؤخرا في جميع قاعات أتيلييه القاهرة معرض "الملتقى الدولي الأول لكتاب الفنان والكتاب الفني"، الذي أقامته مؤسسة النافذة للفن المعاصر الذي أسسها الفنان الدكتور محمد أبو النجا قوميسير الملتقى. فكرة الملتقى كانت للفنان محمد أبو النجا، حيث ذكر أنه صاحب أيضا فكرة معرضا بينالي الكتاب وبينالي خيال الكتاب اللذان يقاما في مكتبة الإسكندرية بالتبادل كل عام. ضم الملتقى نحو 69 فنانا من مختلف بلدان العالم، من بينهم 39 مصريا، أما باقي الفنانين فشاركوا من البلدان الأخرى كفلسطين، كندا، فرنسا، ألمانيا، اليونان، اليابان، سويسرا، وستة فنانون من أميركا. ومن بين الفنانين المصريين المشاركين: جورج البهجوري، خالد سرور، عماد عبد الوهاب، مصطفى عبد الوهاب، عاطف أحمد، محمد عبلة، والنحاتون هاني فيصل وناثان دوس، والفنان السوداني حسان علي أحمد. استمرت ورشة العمل للملتقى سبعة أيام في مقر المؤسسة "النافذة للفن المعاصر" في الفسطاط، والتي يقوم فيها المؤسس بتعليم مجموعة من البنات ذوي الاحتياجات الخاصة "الصم والبكم" طرق صناعة الورق من قش الأرز الذي يستخدم في الأعمال الفنية ويتمتع بملمس المميز، حيث حضر الفنانون الأجانب كل منهم على نفقته الخاصة، باستثناء فنانان من اليابان تحملت السفارة اليابانية دعمهما، كما لم يدعم هذا الملتقى أي جهة حكومية أو خاصة، غير أن قطاع الفنون التشكيلية قام بعمل الدعوات الخاصة به. أصر الفنان أبو النجا على أن يقام هذا المعرض في نفس موعد انطلاق بينالي القاهرة الدولي الحادي عشر، الذي يلفت أنظار الجميع، دون أن يخاف عزوف الفنانين والنقاد والجمهور عن المعرض وارتيادهم البينالي الذي يقام كل عامان، معتبرا أن كل الفنانين المصرين ممثلين لمصر، ومشيرا إلى أنه يوجد اختلاف بين كتاب الفنان والكتاب الفني "عنوان المعرض"، حيث أن الكتاب الفني لا يلتزم بنص بل يكون شكله أكثر فنية، لكن كتاب الفنان لابد من تناوله نص شخصي. تعتبر هذه المرة الأولى الذي يشارك فيها فن الخزف والنحت في كتاب الفنان، وذلك باعتبار أن أول كتابات في التاريخ كانت حجرية، فالمعرض يجمع بين اتجاهات معاصرة للشكل الفني للكتاب، والرجوع للاتجاهات القديمة في فكرة الكتابة الحجرية، حيث كتب الفراعنة على الحجر في العصور القديمة، ففكرة الكتاب الفني مقتبسة من التاريخ والمخطوطات الإسلامية والبرديات الفرعونية، لكن الجديد هو صياغة الفكرة بشكل جديد وبخامات أخرى ووسائط فنية متعددة، فكتاب الفنان هو رؤية الفنان للأحداث الموجودة، كما أن مفهوم الكتاب يعني معرفة وشكل فني في الوقت نفسه، سواء كان الشكل نحتي أو خزفي أو باستخدام الأوراق المأخوذة من فكرة الكتاب، ولكن لابد من وجود أحداث أو قصة أو رواية، كما أن كتاب الفنان أو الكتاب الفني أضاف شكلا جديدا للفن التشكيلي بدلا من الموضوعات المستهلكة التي يتناولها الفنانون. وقد كان الفنان سامر مجدي هو المنسق العام في هذه الدورة، والأستاذة إيناس خميس مديرة المشروع. تعامل الفنانون مع هذه الفكرة بذكاء شديد، وبإبداع حسي عال، حيث اختلفت الأعمال وتنوعت حسب رؤية كل منهم ومدركاته وخبراته التي اكتسبها خلال مراحله الفنية المختلفة، فكيف كل منهم الكتاب ليحمل سمات أسلوبه وبصمته الفنية الخاصة. قدم الفنان هاني فيصل عمل نحتي يعبر عن الكتاب في صياغة مختلفة، حيث استخدم خامة الحجر، وظهرت الكتب متراصة فوق بعضها بشكل جمالي فريد يوحي بالمجهود الكبير الذي بذله في نحت خامة الحجر لتعبر عن الفكرة. كما قام فنان بالكتابة على جدارن القاعة، وكأنها كتاب مفتوح يدخل فيه المتلقي ليقرأ ما يريده بوضوح، بينما كان كتاب الفنان عاطف أحمد من الورق المصنع بقش الأرز، كبير الحجم، مكون من 12 صفحة، يحكي بداخله قصة شهرزاد وشهريار في الجانب الأيمن من صفحتي الكتاب، بينما تكون اللوحات في الجانب الأيسر من صفحات الكتاب لتصور ما تحكيه شهرزاد، حيث قدم تصويرا فوتوغرافيا مضيفا إليه بصمات ريشته وألوانه. أما عمل "أنا ونفسي" فقد كان للفنانة سهى أبو حسن، مكون من خمسة صفحات، تعبر فيه عن القضايا السياسية، وحب الذات. كما احتوى المعرض على أطباق خزفية أخذت شكل الكتاب رسم عليها أشكالا هندسية، وأنواع وأشكال مختلفة من الكتب المفتوحة التي تحوي بداخلها رسومات الفنانين، أو الكتب التي يقوم المتلقي فتحها بنفسه لينظر على كل صفحة من صفحاته، كعمل الفنان السوداني حسان علي أحمد الذي يعد بمثابة لوحات عديدة للفنانة مجمعة في كتاب واحد لو انفصلت عن هذا الكتاب لكونت معرضا كاملا لأعماله.