أظهرت البورصة المصرية تماسكا قويا في نهاية تعاملات الأسبوع بعد تعليق دام أكثر من 55 يوما أو 38 جلسة تداول مدفوعة بعمليات شراء مكثفة من قبل صناديق استثمارية محلية وأجنبية وعربية ومستثمرين مصريين. وأغلق مؤشر البورصة الرئيسي "إيجي إكس 30" على تراجع بنسبة 3.7%، مقلصا خسائر في الصباح كانت قد تجاوزت 6.5% لينهي التعاملات عند 4950.82 نقطة، في مقابل تراجع بلغ يوم الأربعاء في أول أيام التعامل 9.9%، في حين، أغلقت مؤشرات أسهم الافراد على ارتفاع قوي ليربح مؤشر "إيجي إكس 70" نحو 2.5% ، مسجلا 503.77 نقطة، كما ارتفع مؤشر"إيجي إكس 100" الأوسع نطاقا بنسبة 0.86% ليصل إلى 812. 56 نقطة. استيعاب الصدمة وتعليقا على هذه النتائج، اعتبر خبراء ماليون أن أداء البورصة يوم الخميس كان "مفاجأة" كبيرة، متوقعين عبورها الأزمة الحالية خلال الأسبوع المقبل، وان تتعافى بشكل أسرع مما كان متوقعا لها. وقال محلل أسواق المال محمد مبارك الخولي لوكالة الأنباء الصينية "شينخوا"، إن السوق المصرية نجحت في استيعاب صدمة هبوط وتوقف الأيام ال 55 الماضية، متوقعا ان تستكمل المؤشرات الرئيسية صعودها القوي اعتبارا من جلسة الأحد المقبل وربما بنسب اكبر. وأوضح الخولى ان جلسة اليوم أظهرت تراجعا ملحوظا في الضغوط البيعية للمستثمرين باستثناء بعض عروض البيع الضخمة على أسهم الشركات التي لا تزال تدور بشأنها تحقيقات من النيابة العامة او مع مسئوليها مثل شركات "بالم هيلز" و "سوديك" و "طلعت مصطفى" و "حديد عز". الإقبال بدافع وطني ومن جانبه، أشاد محمد البنا محلل أسواق المال، باتجاه بعض رجال الاعمال والبنوك لدعم أسهمهم بالبورصة، مؤكدا إن تلك الخطوة ساعدت كثيرا فى استعادة المستثمرين الافراد لثقتهم في البورصة المصرية. وأضاف انه اليوم تم تكويد نحو 600 مستثمر مصري وعربي جدد، في اطار دعم البورصة المصرية، مشيرا الى الإقبال الكبير من جانب المواطنين ليس اقتصاديا فحسب، وإنما وطنيا في المقام الأول في محاولة لإنقاذ البورصة بغض النظر عن الأرباح والخسائر. وأوضح البنا ان الارتفاعات التي سجلتها أسهم "أوراسكوم للانشاء" و"أوراسكوم تليكوم" و"هيرميس" و"البنك التجاري الدولي" وجميعها من الأسهم القائدة بالبورصة، ساعدت في تعافي بقية أسهم السوق وهو ما قد يظهر بشكل أكبر فى تعاملات الأسبوع المقبل. البورصة وتعافي "الجنيه" وعلى صعيد متصل، ربط خبراء مصرفيون بين تعافي "الجنيه المصري" والبورصة المصرية؛ حيث توقع مدير إدارة الأوراق المالية بأحد البنوك المصرية أحمد شومان في تصريحات لموقع"الوطن أون لاين" السعودي ، أن يتعافى "الجنيه المصري" بشكل سريع مع نشاط البورصة خلال الأسابيع المقبلة ، مع زيادة إقدام المستثمرين المصريين على شراء الأسهم، مستبعد إمكانية ظهور "سوق سوداء" للدولار مع زيادة تحويلات المصريين العاملين بالخارج. كما أكدت مدير العمليات بأحد البنوك المصرية علياء ممدوح، أن "الجنيه المصري" سيتعافى خلال الفترة المقبلة، مع بدء استعادة البورصة المصرية لنشاطها المتوقع في الأسابيع المقبلة ، مشيرة إلى أن نشاط البورصة المتوقع في الأسبوع المقبل سيعزز الطلب على الجنيه عند شراء الأسهم . شهادات الإيداع الدولية لقي التعافي الذي حققته البورصة المصرية في ثاني أيام إعادة التداول، استجابة كبيرة وسريعة من جانب شهادات الإيداع الدولية للأسهم المصرية المسجلة فى بورصة لندن، حيث سجلت هذه الشهادات ارتفاعات كبيرة في نهاية جلسة الخميس الماضي، وهو الاتجاه الذي استمر أيضا خلال جلسة أمس الجمعة. وبحسب صحيفة "الفاينانشيال تايمز" جاء على رأس الرابحين شهادات إيداع "أوراسكوم للإنشاء والصناعة" بعد أن صعدت إلى 37.80 دولار خلال منتصف تعاملات أمس الجمعة مقابل 34.3 دولار فى بداية تعاملات يوم الخميس، ثم شهادة إيداع "أوراسكوم تيليكوم القابضة" مرتفعة من مستوى 3.4 إلى 3.7 دولارات. كما صعدت شهادة إيداع "المصرية للاتصالات" إلى 13 دولارا مقارنة ب 11.5 دولار فى نهاية جلسة الأربعاء الماضي، واحتلت المرتبة الرابعة شهادة إيداع "المجموعة المالية هيرمس القابضة" بارتفاع 4.9% لتقفز من مستوى 7 دولارات إلى 7.34 دولارات. اللحاق بقطار الصعود ومن جانبه أكد رئيس البورصة المصرية محمد عبد السلام في مؤتمر صحفي "إن الأسعار لن تستمر عند مستوياتها المتدنية الحالية وستعاود الارتفاع مجددا، وعلى المصريين استغلال الفرصة بشراء الأسهم حاليا قبل ان تأخذ قطار الصعود السريع". وتابع عبد السلام ان مصر ترحب بالاستثمار فيها لكل الفئات سواء المصريين او غير المصريين، مؤكدا انها لا تقبل تبرعات لدعم بورصتها، لافتا إلى تأسيس صندوق استثمار "مصر المستقبل" الذي يجمع كافة المساهمات من الراغبين فى الاستثمار بالبورصة وليس لديهم خبرات التعامل بها. وأكد أن إعادة التداولات للبورصة مثلت ضرورة حتمية لأن سوق الأوراق المالية تمثل المرآة الدائمة للاقتصاد القومي والذي تأثر بشكل كبير على خلفية الأحداث الأخيرة التي شهدتها مصر منذ أواخر يناير الماضي وحتى الوقت الراهن.