أطفال يتناولون رحلة "العائلة المقدسة" في ورشة فنية محيط - رهام محمود
للآثار القبطية أهمية تاريخية عظمى لأنها تعتبر حلقة الوصل بين الفنون المصرية فى العصرين الفرعوني واليوناني الروماني من جهة والعصر الإسلامي من جهة أخرى، وفي ظل هذا التراث العريق أقيم في العام الماضي ورشة الأطفال للفنون التشكيلية، التي تقيم معرضا دائما لنتاجها حتى الآن بالمتحف. قامت كل من الدكتورة إلهام صلاح الدين، والدكتورة نادية طوموم بتدريب أمناء المتحف القبطي في دورة استغرقت ما يقرب من عام ونصف تحت مسمى 'فن المتحف والتربية المتحفية'، وقد بدأت هذه الدورة بمقابلة أمناء الآثار ومعرفة قدرتهم الثقافية وخبرتهم وسيرتهم الذاتية، كما قاموا بعمل استفتاء لزائري المتحف، وضعت الدكتورة نادية وإلهام نوعيات الأسئلة المستفتى عليها من قبل الزائرين من حيث جنسية الزائر وعدد الزوار وسبب زيارتهم للمتحف ومستوى ثقافتهم. ثم قامتا بالقاء محاضرات عن الفن القبطي، والعرض المتحفي، وطرق الشرح المثلى للآثار المعروضة للزائرين، وعقب كل محاضرة اقيمت ورشة تطبيقية عنها، كما قامتا بتدريب الأمناء على إعداد قسم تعليمي داخل المتحف، وهذا ما قامت عليه الورشة الفنية أثناء التدريب واستمرت حوالي شهر، وقد تناولت موضوع رحلة "العائلة المقدسة" وفق المعتقد المسيحي ، لفريق عمل من أمناء الآثار وطلاب كلية التربية الفنية، ويرئسهم أحد أساتذة الفنون بالكلية وهو الفنان فريد محمد فريد. أقيم معرض دائم بالمتحف من نتاج أعمال الورشة الفنية للأطفال، وهو عبارة عن نموزج يمثل طبيعة أرض مصر والأماكن التي مرت عليها " العائلة المقدسة " ، هذا بالإضافة إلى الأعمال الفنية التي تمثل فن النسيج والأشغال الخشبية والرسم على القماش المستوحاة من الفن القبطي. عدد الأطفال المشاركين في الورشة أربعة وعشرون طفلا، بالإضافة إلى مشاركة وتعاون أطفال الكنيسة المعلقة وأطفال المدارس، وقد تراوح أعمارهم فيما بين تسعة سنوات وسبعة عشرة عاما، كما قام أمناء الآثار بشرح مقتنيات المتحف للطلاب طبقا للبرنامج المحدد للورشة لموضوعات مختلفة في فن أشغال المعادن والنسيج والمخطوطات والأيقونات و الأحجار التي تمثل ملامح الفن القبطي. كما ضم برنامج الورشة زيارات ميدانية علمية للمناطق التي أخرجت منها الآثار المعروفة داخل المتحف القبطي كسقارة ووادي النطرون والفيوم، مما ساعد الأطفال على إبداع أعمال وثيقة الصلة بالمتحف تلفت نظر زائريه من بلدان العالم. ورشة فنية بعد الانتهاء من الورشة أقيمت حفلة حضرها العديد من المصريين والأجانب، كرم فيها المتعلمون وحصلوا على شهادات تقدير، ومؤخرا تم تدريب أمناء المتحف القبطي بالتعاون بين المجلس الأعلى للآثار والجامعة الألمانية على الجرافيك وإعداد الموقع الإلكتروني على الإنترنت للمتحف، يضم جميع مقتنياته وطوابقة والمعلومات عنه، وقد تم التدريب على يد مدربة ألمانية ومدرسة من الجامعة الأمريكية لتعطي المتعلمين دورة في اللغة الإنجليزية لشرح الأعمال المعروضة بداخل المتحف. الجدير بالذكر أن الدكتورة إلهام صلاح الدين أمينة بالمتحف المصري منذ عشرين عاما، ومؤسسة القسم التعليمي بالمتحف المصري، سافرت عدد من الدول الأجنبية للتريب على أعمال المتاحف، من بينهم زيارة علمية لأمريكا عام 1992، و2003، و2007، كما سافرت اليونان وبلجيكا وفرنسا وألمانيا للتعرف والتدريب على أعمال المتاحف في البلدان المختلفة. نبذة عن المتحف أسس المتحف القبطي الراحل مرقس سميكة 'باشا' عام 1910 ليملأ فجوة في سجلات الفن المصري، ويساعد على دراسة تاريخ المسيحية في مصر. ولقد شيد المتحف على أرض ' وقف ' تابعة للكنيسة القبطية التي قدمها عن طيب خاطر تحت تصرف مؤسسه قداسة المتنيح كيرلس الخامس 'توفى عام 1927 ميلادية، وأعقبه أنبا يؤنس التاسع عشر في 1929 ميلادية'، ويقع المتحف في مكان غاية الأهمية من الناحية التاريخية، فهو يقام داخل أسوار حصن بابليون الشهير، الذي يعتبر من أشهر وأضخم الآثار الباقية للإمبراطورية الرومانية في مصر، وتبلغ مساحته الكلية شاملة الحديقة والحصن حوالي 8000 متر مربع، وقد تم تطويره بجناحيه القديم والجديد والكنيسة المعلقة وتم افتتاحه بعد ذلك عام 1984. ويبلغ عدد المقتنيات بالمتحف القبطي حوالي 16000 مقتنى، رتبت تبعا لنوعياتها إلى اثني عشر قسما، عرضت عرضا علميا روعى فيه الترتيب الزمني قدر الإمكان. وقد ظل المتحف القبطي تابعا للبطريركية القبطية حتى عام 1931 ثم اصبح تابع لوزارة الثقافة. ويتراوح متوسط عدد الزائرين اليومي له من 200 إلى 250 فرد من جنسيات مختلفة. ينقسم مبنى المتحف إلى الجناح القديم الذي أنشىء عام 1910 وهو عبارة عن طابقين ، كلاهما يتكون من 14 قاعة والمعروضات بهما مقسمة إلى الطابق السفلي الذي يضم معروضات لشواهد قبور معظمها من الحجر الجيرى عليها نصوص باللغة القبطية، والمكتبة الرئيسية للمتحف، بينما يضم الطابق العلوى قسم الفريسكات 'لوحات جصية' وقسم الأخشاب.
أما الجناح الجديد فقد افتتح في 20 فبراير عام 1947, وتبلغ مساحته 1204 متر مربع، وهو مكون من طابقين، الطابق السفلي به عدد 9 قاعات عرض، القاعتين الأولى والثانية بهما تماثيل جيرية تعبر عن الانتقال من الوثنية إلى القبطية، وباقى القاعات بها عرض لتيجان ولوحات جيرية وفرسكات. الطابق العلوى به 8 قاعات تحتوي على قسم المخطوطات والمنسوجات والأيقونات.