حصاد مهرجان الزيتون الأول بالجوف انتهى مهرجان الزيتون الأول الذي أقيم بمنطقة الجوف تحت رعاية الأمير فهد بن بدر بن عبد العزيز أمير منطقة الجوف, وحصد عددا من الفعاليات الهامة التي أثرت وأضافت لهذه المنطقة.
محيط - رهام محمود من بين هذا الحصاد معرض التصوير الفوتوغرافي الذي أقامته جماعة الجوف التي يرئسها الفنان نصير السمارة, والذي يعد توثيقا هاما وشاهدا على تميز زراعة الزيتون بالمنطقة ورصد لكافة جوانبه وتصنيعه, حيث أوضح رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان المهندس محمد بن حمد الناصر أمين منطقة الجوف, أن هذا المعرض يهدف إلى تسجيل إبداعات الشباب المصورين من الهواة والمحترفين وتشجيعهم, وربط المجتمع ثقافياً بهذه الزراعة التي تشغل الكثير من الاهتمام لدى المسئولين؛ لكونها تأخذ حيزاً كبيراً من الزراعات المنتشرة في منطقة الجوف. حضر افتتاح المهرجان وكيل وزارة الزراعة لشئون الأبحاث الدكتور عبد الله العبيد, والذي كان بمركز الأمير عبد الإله الحضاري بمدينة سكاكا, حيث بدأ الحفل بتلاوة القرآن الكريم للطفل باسل محمد من جمعية الأطفال المعوقين. ذكر الدكتور عبد الله العبيد أن منطقة الجوف أصبح لها الريادة والتميز في زراعة أشجار الزيتون, حيث أنها بدأتها في أوائل عام 1380ه, وأشار إلى أن وزارة الزراعة أنشأت وحدة خاصة بأبحاث الزيتون في الجوف, تهدف إلى تحسين وتطوير إنتاج الزيتون, وأكد العبيد أن شجرة الزيتون شجرة مباركة من الناحية الصحية لها فوائد للحفاظ على الصحة العامة.
تم عرض فلم وثائقي لفعاليات المهرجان منذ انطلاقه والفعاليات المصاحبة له, ثم هنيء الناصر العاملين على المهرجان بالنجاح الكبير الذي حققه قائلا أن مهرجان الزيتون الأول بالجوف ولد عملاقا وحقق الهدف المنشود منه, وهو تحقيق الفرصة الاستثمارية لمزارعي المنطقة للتسويق لمنتجاتهم من الزيتون, وقد وفق بفضل الله عدد كبير منهم بتسويق كامل إنتاجه من خلال المهرجان, حيث حققت المبيعات أكثر من عشرة ملايين ريال.
بعد ذلك كرم الفائزين بالمسابقات التي صاحبت المهرجان, ففاز بجائزة فهد بن بدر للزيتون المزارع عبد الله ماطل الجريد وقدرها 100 آلف ريال, وبين الناصر أن لجنة الجائزة قامت باختبار عينات زيت الزيتون للمزارعين المشاركين في المعرض الزراعي المقام ضمن أنشطة مهرجان الزيتون الأول, كما حصل على المركز الثاني أحمد عيد الضويحي, والمركز الثالث عبد العزيز يوسف الثاري, والرابع فهد عواد الدهام, والخامس فهيد مخلف السردي.
أما مسابقة التصوير الفوتوغرافي فقد كانت الجائزة من نصيب المصور محمد غصاب الضويحي, وجميل كساب الشايع, وفاز بمسابقة أفضل تغطية إعلامية الصحفي مريح المريح من جريدة الاقتصادية, والصحفي تيسير العيد من جريدة الوطن. كما كرم المزارعين المشاركين بالمهرجان, ومنسوبي المعارض المصاحبة للمهرجان, ورؤساء اللجان والعاملين فيها, والجهات الحكومية المشاركة بتنظيم المهرجان.
صرح رئيس لجنة الإعلام والتسويق ياسر إبراهيم العلي بأن سمو الأمير وجه بإقامة المهرجان سنويا في شهر ديسمبر من كل عام, مشيرا إلى أنه تم اختيار هذا الوقت بالتحديد ليتزامن المهرجان مع موسم قطف الزيتون. وذكر العلي أن المهرجان قدم للمنطقة العديد من المزايا, أهمها استقطاب الكثير من أبناء المملكة, والذين توافدوا من كل المناطق للحضور وللإطلاع على ما يحمله هذا المهرجان من مزايا شتى, ابتداء بالتعريف بشجرة الزيتون المباركة ومراحل نموها, حتى قطاف ثمرها ومن ثم عصرها بالطرق السليمة, مشيرا إلى أن عدد زواره 150 ألف زائر.
المعرض الفوتوغرافي
أما المعرض الفوتوغرافي فقد شارك فيه 23 مصورا جميعهم من منطقة الجوف, من بينهم الفنان نصير السمارة رئيس جماعة الجوف, والمصورون أحمد الشمري، ناصر الحسن، عواد العواد، أحمد الغريري، محمد الضويحي، ريهام الكايد، ياسر العلي، عبد الله العتيق، معجب الحواس، سلمان المشعل, وبدر الرويلي.
احتوى المعرض على 45 صورة بمقاس "30سم × 40سم ", عن شجرة الزيتون وثمارها وطرق عصرها وزيت الزيتون, وبجانب الصور الفوتوغرافية تزينت القاعة بعدد من المنحوتات للفنان فيصل النعمان الذي استخدم شجرة الزيتون كخامة يقوم بنحتها، وقد استمر المعرض شهرا كاملا.
قدم الفنان السمارة لقطات لحبات الزيتون وفروعها, وكأنه يرسم لها بورتريها على خلفية من السماء, تاره نرى السماء صافية زرقاء من وراء اللوحة, وتارة أخرى تتسلل إليها السحب البيضاء لتتداخل مع اللون الأزرق برقة ونعومة وكأنها مصنوعة بريشة فنان, كما صور محمد الضويحي حبة الزيتون في لقطات أخرى وهي منغمسة بين الأفرع وأوراق الشجر في ضوء النهار, بينما أخذ أحمد مبرد لقطاته لأوراق الشجر في وقت الغروب, واستغل مشهد الشمس وهي تتساقط لتكون هي وإضاءتها خلفية لإحدى أعماله, كما قطف واحدة من الأوراق الصغيرة وصورها من ورائها ألواح من الخشبت التي يشكل نسيجها ألوانا وظلال من لون الخشب نفسه.
أما سامي الغابد فأهتم بتصوير أجسام الشجر بما تحمله من ملمس ونتوءات, وتصوير جذوعها المورقة, شابهه في ذلك الفنان صالح اليونس الذي أهتم أيضا بجسم الشجرة وفروعها ولكنه أختار لقطاته مغايرة لأنواع مختلفة من الشجر, تناولها من منظور مختلف يظهر فيه أوراق شجر المزرعة كخلفية للوحات.
جميل كساب يأتي بفكرة جديدة, فهو يحضر كأسا ويلقي فيه بحبوب الزيتون, ويلتقط صورته وكأن الحبوب هي التي تخرج من الكأس منطلقة إلى رحابة الكون.
نحاتنا فيصل النعمان ينحت أشكالا متنوعة من جزع شجرة الزيتون, فنراه في آن يحول الجزع وكأنه مقاطع يظهر به بعض النتوءات, تجريدية بعض الشيء, ملساء, ذات لون فاتح, في آن آخر نراه ينشأ علاقة حميمية بين جزعين وكأنهما يتعانقان, وفي شكل آخر يهتم فيصل بإظهار التفاصيل الدقيقة لجسم الشجرة التي تعبر عن ملمسها الخشن.
عن الجماعة
يقول الفنان نصير السمارة: "جماعة الجوف للفنون التشكيلية تأتي في سياق ما يتم من تشكيل جماعات تشكيلية في مختلف مناطق المملكة؛ دعماً لهذا المجال الثقافي الذي يجد الاهتمام من قبل وزارة الثقافة والإعلام, ممثلة في وكيل الوزارة للشؤون الثقافية الدكتور عبد العزيز السبيل، من خلال نخبة من الفنانين الذين يمثلون المنطقة, مع ما تحتضنه المنطقة الشمالية من مبدعين يعدون أعضاء مؤسسين في الجماعة.
يضيف : التحرك والتلاحم بين الفنانين في مناطقهم مع ما سيتم من تواصل مع أشقائهم في مختلف مناطق المملكة, يؤكد صلاح البيئة التشكيلية التي تمنح كل بذرة فرصتها لتكون شجرة مثمرة ولبنة في بناء الثقافة السعودية، وتشكيل جماعة الجوف يثبت ما تمتلكه منطقة الجوف من مبدعين, يحق لهم أن يسهموا بعطائهم، وأن يمنحوا ما منح غيرهم من دعم واهتمام", وقد صرح السمارة بأن من خطط الجماعة المقبلة المشاركة في المهرجان القادم بمعرض تشكيلي ومعرض آخر للصور الفوتوغرافية.
أنشطة مصاحبة
ومن الأنشطة المصاحبة للمهرجان معرض للنسيج شاهدنا به أشكال متنوعة من السجاد اليدوي, وعرض لبعض المشغولات, ومعرض للمقتنيات الأثرية والسيارات القديمة, وبيت الشعر الذي قدم كرم الضيافة السعودية لمرتاديه واستقبل الضيوف بتمرة حلوة الجوف الشهيرة الفاخرة. كما أقيم معرضا للحرف اليدوية من صناعة صابون الزيتون والفحم الطبيعي من جفت الزيتون ونبات السمح البري, الذي يمزج مع التمر والسمن ليتكون منها الأكلة المعروفة بالبكيلة, كما رأى الحضور أكبر شجرة زيتون متحجرة بالمنطقة والذي بلغ طولها أكثر من مترين.
ضمن فعاليات المهرجان أقيمت العديد من المحاضرات والندوات الثقافية التي تعنى بالزيتون, أيضا استمتع الزوار برالي الزيتون والذي أقيم لأول مره على مستوى المنطقة, صاحبه عروض الطيران الشراعي والذي أقيم مرتين خلال المهرجان, كما استمتع الأطفال الذي كان لهم حضورا طيبا بفرقة زيتون وزيتونة, اللذان قدما عرضا طيبا شاركوا فيها الأطفال فرحتهم من خلال الأناشيد والمسابقات والهدايا.
ولم ينسى المهرجان إقامة قسم نسائي خاص للطبخات والأكلات الشعبية, وسباق للفروسية والهجن, وكذلك سباق الدراجات واختراق الضاحية, وزيارة الأماكن الأثرية.
ذكر العلي أن الهيئة العليا للسياحة قامت بدعم هذا المهرجان ماديا, وإضافته ضمن روزنامة الفعاليات والهاتف السياحي, وإنها ستتواصل في الدعم خلال السنوات القادمة.