انتفضت ريشة الفنان التشكيلي في الغرب, وجاء دوره ليصور الحرب في العراق بكل معاناتها ومآسيها. ترجمة وتقديم: امل الشرقي بحسب "العرب اليوم" يقول بيتر بومنت, المحرر الفني في صحيفة "الغارديان" البريطانية أن مساهمة الفن التشكيلي في الحملة ضد الحرب في العراق جاءت متأخرة بعض الشيء, ويعزو بومنت ذلك الى موقف تقليدي لدى الفنان التشكيلي يجعله يحذر الانغماس المفتوح في الشؤون السياسية خشية ان تتحول أعماله الفنية إلى ما يشبه الملصقات الدعائية, لكن بشاعة الحرب في العراق والمعاناة الإنسانية التي يتعرض لها العراقيون ما لبثت أن تغلبت على ذلك التحفظ, وراحت صالات العرض المنتشرة ما بين لندن وسان فرانسيسكو تشهد تنافسا بين الفنانين في استجلاء الأبعاد الإنسانية الكامنة وراء صور العذاب اليومي التي تنقلها أجهزة الإعلام والتعبير عن تلك الأبعاد بأعمال فنية تصدم عين المشاهد الغربي وتهز ضميره. يقول بومنت, أن صافرة الأنذار التي آذنت بانطلاق هذه الحركة جاءت من متحف ويتني للفنون الأمريكية بنيويورك, عندما قدم المتحف نسخة مكررة لنصب "مرج السلام" الذي أبدعه الفنان الامريكي مارك دي سوفيرو عام 1966 ليمثل صرخة احتجاج ضد الحرب التي كانت دائرة في فيتنام, وقد ربطت تلك البداية بين جيلين من الفنانين الذين سارعوا الى توظيف موهبتهم لفضح بشاعة الحرب في العراق هما جيل فيتنام المخضرم والجيل المعاصر الجديد. ويتهيأ القائمون على متحف الجامعة الأمريكية في واشنطن لمعرض شامل سوف يفتتح في شهر تشرين الثاني المقبل, ويضم بين معروضاته المجموعة الكاملة من اللوحات التي عالج فيها الرسام الكولومبي فرناندو بوتيرو موضوع التعذيب في سجن "ابو غريب". كما يعد رامسميوسن لمعرضين آخرين مناوئين للحرب في السنة المقلبة وهي سنة الانتخابات الرئاسية الأمريكية بكل ما تحمله من شحنات سياسية. في بريطانيا حيث اشرف مارك سليدن, مدير المعارض في معهد الفن المعاصر في لندن, على تنظيم المعرض التذكاري حول العراق في وقت سابق من هذا الصيف, تتوسع دائرة الفنانين الذين يغادرون تحفظهم على المواضيع السياسية وتزداد الأعمال الفنية المعارضة للحرب.