صرح الفنان محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية, أنه وبمناسبة الاحتفال بمرور خمسين عاماً على توقيع الاتفاقية الثقافية بين مصر واليابان, افتتح أمس الأول معرض الفنان جمال قطب ضمن فعاليات معرض طوكيو الدولي للكتاب وذلك على هامش الندوات الثقافية حول الكاتب الكبير نجيب محفوظ. محيط رهام محمود br يضم المعرض 42 لوحة تصوير منوعة ما بين لوحات على فوم مقاسات 70 × 100سم ، 35 × 50 سم, ولوحات أخرى في براويز زجاج وهي تمثل استلهامات من روايات المُبدع الراحل نجيب محفوظ التي ارتبطت بواقع الحارة المصرية والبيئة الشعبية. الفنان جمال قطب رحلة عطاء ممتدة في مجال الفن التشكيلي والنقد الفني وقد كرمته وزارة الثقافة بمنحه جائزة الهرم الذهبي, وشهادتي تقدير من قطاع الفنون التشكيلية ونقابة التشكيليين في حفل خاص أُقيم في ديسمبر2004 بنقابة الصحفيين. هو صديق ورسام ومصمم أغلفه أعمال نجيب محفوظ، والمشرف الفني على أعمال "دار مصر للطباعة" منذ عام 1965 وحتى الآن. يقول الفنان "نجيب لم يمت، إنه غياب للجسد والحضور الفيزيائي، لكنه حي في عيون وعقول وقلوب الملايين من قرائه عبر العالم, تعرفت عليه منذ أربعين عاما, كل كتبه تحمل رسوماتي... أربعون عاما من التعاون الثلاثي: نجيب، السحار وداره للنشر، وفرشاتي". رسم قطب "بنت البلد، والغانية، والفتوة، والعشرات من شخصيات محفوظ الروائية" التي دوما ما كانت صورة لمرأة تجمعهم روح واحدة ذات الأعين الواسعة. مصدر إلهام محفوظ هو الحارة المصرية، والمرأة لذلك نراها ملامحها شرقية مصرية في رسومات قطب الذي ينقل رؤية الأديب الخاصة ويترجمها إلى رسوم وصور لكي يسيرا الأدب والرسم في الكتاب في اتجاهين متوازيين وليسا متناقضين, فهو كان يرتاد المناطق التي يكتب عنها محفوظ "كالجملية, والحسين, والحارات, والأزهر..." لكي تلهمه عند قرائة أعمال محفوظ وتحفزه على رسمها. ولد جمال قطب بالغربية في 1/10/1930, تخرج من كلية الفنون الجميلة قسم تصوير, عمل رساماً بمؤسسة دار الهلال وهو لا يزال طالبا بكلية الفنون الجميلة ثم أصبح الرسام الأول لمجلات دار الهلال بعد تخرجه. عمل مستشاراً فنياً لمؤسسة دار الهلال, ومحاضراً فى جامعة قطر وخبيراً للفنون بها, يعمل حاليا أستاذا لمادتى التذوق الفنى وتاريخ الفن بأكاديمية الفنون بالقاهرة. من أهم إنجازاته: تأسيس المرسم الحر بالدوحة حيث تخرج على يديه المئات من الفنانين القطريين, وأسهم بكتاباته فى عدة صحف ومجلات عربية وعالمية منها جريدة الهيرالدتريبيون الأمريكية. من أبرز كتاباته فى الصحف العربية تلك الأبواب الثابتة فى كل من مجلة الدوحة القطرية تحت عنوان "روائع الفن العالمى" وجريدة الرياض السعودية حيث خصصت له صفحة كاملة فى عدد الخميس الثقافى ومجلة "الحرس الوطنى" السعودية تحت عنوان "الفن والحرب" وجريدة "الراية" القطرية بالإضافة إلى كتابات متفرقة فى مجلة "العربى" و "المجلة العربية" و "الجوهرة" و "سيدتى" .... حصل على الجائزة الأولى الممتازة من وزارة الثقافة أعوام 1988، 1989، 1990 عن لوحاته لكتب الأطفال, كما تم تكريمه ضمن فعاليات معرض الرسوم الصحفية والذى أقيم بقصر الفنون 2004. حصل كتابه "ملهمات المشاهير" على جائزة معرض القاهرة الدولى عام 1994. اشتهر قطب برسم الغلاف ليست لمحفوظ فقط بل لإحسان عبد القدوس ويوسف إدريس ويحي حقي وأمين يوسف غراب.... كما اشتهر برسم الحرب واللوحات الحركية والأحداث الساخنة. تبدو فى أعماله روحه المصرية والتى تعكس انتماءه وارتباطه بالجذور, كما أن تعامله الوثيق مع كبار الكتاب والمفكرين والمبدعين من خلال رسومه المصاحبة لأعمالهم قد خلق نوعاً من التآلف والانسجام والتواصل الإنسانى العميق واللانهائي مما أثر فى شخصيته وأسلوبه النقدي والسرد التاريخى والتحليلى لأعمال الفنانين وسيرتهم الذاتية والذى يتسم بالحبكة الفنية والقوة والحس البلاغى. عالم جمال قطب كالبحر الفسيح حيث نراه غزير الإنتاج فى شتى مناحي الإبداع من شعر وكتابة مسرحية وقصة ورسم وتصوير ونقد فنى وتاريخ لمشاهير الفنانين والمبدعين وربما يرجع السبب الرئيسى لقلة معارضه, التى تعدد اهتماماته وعكوفه منذ سنوات إبداعه المبكرة على إبداع الرسوم الصحفية وأغلفة الكتب.